تبذل الشركات العالمية جهودًا مكثفة لتحقيق اكتشافات غاز في مصر، استفادة من الموقع الجغرافي المميز للدولة، إلى جانب ما تحقَّق تاريخيًا حتى الآن من اكتشافات، أبرزها حقل ظهر باحتياطيات تقترب من 30 تريليون قدم مكعبة، حسب أحدث بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة شل العالمية أنها تتطلع لتحقيق اكتشافات جديدة في مصر خلال الآونة المقبلة، خاصةً ما يتعلق بقطاع الغاز، وتطوير الحقول التي تعمل بها.
في ختام فعاليات مؤتمر مصر للطاقة إيجبس 2024، عقد وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا سلسلة من اللقاءات والمباحثات، من بينها جلسة مع نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل لشؤون الاستكشاف والإستراتيجية ومحفظة الأعمال يوجين أوكيبير، بحضور نائب رئيس الشركة لمشروعات غاز شرق المتوسط روول ماس، ورئيس شل مصر داليا الجابري، ورئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) الدكتور مجدي جلال، ووكيل الوزارة للاتفاقيات والاستكشاف الدكتور سمير رسلان.
جرى استعراض موقف أعمال ومشروعات الشركة في مصر، وخططها المستقبلية بمجال البحث والاستكشاف وتطلّعها للحصول على مناطق امتياز جديدة، في إطار سعيها لزيادة الإنتاج.
وحسب تصريحات الوزير المصري، فإن شركة شل "من الشركاء الإستراتيجيين لقطاع البترول، وهناك تعاون ونجاحات معها خلال السنوات الماضية في الأنشطة البترولية المختلفة".
وأشار إلى أهمية الإسراع في أعمال التنمية من خلال تكثيف برامج الحفر لعدد من الآبار باستعمال أحدث التكنولوجيا، للإسراع في وضعها على الإنتاج.
ومن جانبه أكد يوجين أوكيبير اعتزاز شل بالعلاقة القوية مع قطاع النفط المصري والتزامها بتعزيز التعاون المشترك، وتطلّعها إلى تحقيق اكتشافات جديدة خلال المدة المقبلة.
وحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، قالت رئيسة شركة شل مصر، داليا الجابري: إن "هناك ثقة في قطاع البترول المصري.. ومازالت هناك فرص جاذبة لاستثمارات الشركة في ظل الاحتمالات الغازية المؤكدة".
وأضافت أن هناك تعاونًا مثمرًا مع شركة إيجاس والشركاء إيني الإيطالية وبتروناس الماليزية لإتمام الأعمال في المواقيت المحددة.
اكتشافات غاز في مصر
تسعى مصر لتحقيق اكتشافات غاز خلال المدة المقبلة، سعيًا لتلبية الطلب المحلي المتزايد، خاصة من جانب قطاع الكهرباء، الذي يلتهم نحو 60% من الإنتاج، إلى جانب رغبة الدولة في استمرار تصدير الغاز المسال، لجلب العملة الصعبة (الدولار الأميركي).
وفي هذا الصدد، التقى وزير البترول المهندس طارق الملا عددًا كبيرًا من مسؤولي الشركات العالمية المشاركة في مؤتمر "إيجبس 2024"، إذ بحث معهم تطورات عمليات التنقيب، مطالبًا بسرعة تطوير الاكتشافات التي تحققت، ووضعها على خطوط الإنتاج في أقرب وقت.
ويُعدّ اكتشاف غاز حقل النرجس، باحتياطيات 3.5 تريليون قدم مكعبة، أحدث الاكتشافات المصرية التي تحققت مؤخرًا على يد شركة شيفرون الأميركية.
وعلى صعيد لقاءاته اليوم، بحث وزير البترول مع رئيس العمليات بمجموعة يونايتد إنرجي غروب "سونغ يو"، والوفد المرافق، أنشطة الشركة في مناطق عملها ببرج العرب وأبو سنان وغرب وادي النطرون في الصحراء الغربية، كما استعرضت خططها المستهدفة لزيادة معدلات إنتاج النفط الخام.
وأعرب سونغ يو، عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر ومعرض إيجبس 2024، مؤكدًا أن تحويله إلى مؤتمر شامل للطاقة خطوة مهمة لتجمع أكبر قدر من شركات الطاقة في العالم.
وأشار إلى التزام الشركة بالعمل في مصر، وأنها تتطلع لتكثيف برامج الحفر والبحث والاستكشاف والاستفادة من التسهيلات الإنتاجية المتاحة.
شركة طاقة السعودية في مصر
التقى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، نائب الرئيس التنفيذي لحلول الآبار بشركة طاقة السعودية أمير نسيم.
وحسب البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ناقش الجانبان خطط عمل الشركة في مصر بمجال خدمات حفر الآبار، في ظل استحواذها على إحدى شركات الخدمات النفطية الخاصة بمصر، وسعيها للتوسع بتقديم خدماتها بالدولة.
وأوضح نسيم أن مصر من الدول الإستراتيجية لشركة طاقة السعودية، التي تسعى لضخّ جزء كبير من استثمارات الخطة المستقبلية لها في مصر خلال العامين المقبلين.
وأكد الوزير أن الخطط التنموية التي تعمل عليها مصر توفر فرصًا كبيرة للشركات، وأن الزخم الذى يوفره معرض إيجبس في دوراته يحقق للدولة والشركات أهدافهما في زيادة الإنتاج والعمل.
كما استقبل المهندس طارق الملا، نائبة وزير الطاقة التنزاني للانتقال الطاقي جوديث كابينجا، إذ بحث معها فرص التعاون بين البلدين في مجالات الغاز الطبيعي والهيدروجين.
وخلال اللقاء، أكد الوزير طارق الملا متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى استعداد قطاع النفط المصري للتعاون مع الجانب التنزاني في المشروعات الإستراتيجية التي تخدم أهداف الدولتين.
ومن جانبها، أشادت نائبة وزير الطاقة التنزاني بالتنظيم المتميز لمؤتمر إيجبس 2024، وأنه أصبح منصة عالمية مهمة للطاقة، مشيرةً إلى رغبة بلادها في التعاون مع قطاع النفط المصري في مشروعات الهيدروجين والغاز الطبيعي.
اقرأ أيضًا..
- هل ترتفع أسعار الكهرباء في العراق؟ (خاص)
- بأرقام قياسية.. الغاز الجزائري مصدر موثوق لأوروبا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- إيرادات صادرات النفط السعودي في ديسمبر 2023 تنخفض 15.8%
- مصر توقع صفقة تصدير نفط هي الأولى من نوعها