أزمة الدولار تُنعش السيارات الكهربائية في ميانمار "بالقوة"
أسماء السعداوي
سجلت مبيعات السيارات الكهربائية في ميانمار انتعاشة ملحوظة بعد إجراءات قوية نفّذها الجيش الذي تولّى مقاليد السلطة بعد انقلابه على حكومة الرئيسة أونغ سان سو كي المنتخبة في فبراير/شباط 2021.
ولدعم احتياطيات النقد الأجنبي الشحيحة عبر الحدّ من واردات الوقود الباهظة، قرر الجيش -بقيادة الرئيس الحالي مين أونغ هلاينغ- حظر استيراد السيارات العاملة بالبنزين، والتوسع في نشر السيارات الكهربائية، عبر إعفائها من الرسوم الجمركية من بين إجراءات أخرى.
ووفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، قفز عدد السيارات الكهربائية المسجلة إلى أكثر من 6 أضعاف خلال عام واحد.
مبيعات السيارات الكهربائية في ميانمار
كشفت بيانات وزارة المواصلات والاتصالات تسجيل أكثر من 1900 سيارة كهربائية حتى نهاية يناير/كانون الثاني 2024، ما يعني أن عدد السيارات الكهربائية المسجلة قد قفز بمقدار 6.5 أضعاف على أساس سنوي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيكاي آسيا" اليابانية (asia.nikkei).
وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي 2023، أُلغيت رسوم استيراد السيارات الكهربائية في ميانمار، ومن المقرر استئناف فرض تلك الرسوم حتى مارس/آذار المقبل (2024).
وبدءًا من الأول من فبراير/شباط 2024، يُشترط لاستيراد السيارات الكهربائية فتح صالات عرض، والتي انتشرت في شوارع العاصمة الاقتصادية يانغون.
ووفق بيانات اللجنة الوطنية التوجيهية لتنمية السيارات الكهربائية، فإن قرابة 85 شركة تمتلك رخصًا للعمل بالقطاع.
أسعار البنزين مقابل الكهرباء
يرى أحد المواطنين -يقيم في مدينة تبعد 200 كيلومترًا عن يانغون- أن قيادة سيارة كهربائية أوفر من حيث استهلاك البنزين، كما أنها مريحة أكثر عند القيادة.
وارتفعت أسعار البنزين في ميانمار إلى مستويات تاريخية، بسبب واردات الوقود الباهظة التي تعرقلت بسبب شح النقد الأجنبي.
وعلى سبيل المقارنة، تقلّ تكلفة قيادة سيارة كهربائية من إنتاج شركة نيتا الصينية (Neta) لمسافة 100 كيلومتر بنسبة 80% عن سيارة ميني فان التي تعمل بالبنزين بسعة محرك 1.5 لترًا.
وما يفسّر إقبال المواطنين على شراء السيارات الكهربائية في ميانمار هو رخص الثمن؛ إذ يبلغ سعر طراز "تي 03" من إنتاج شركة ليب موتور الصينية (Leapmotor) نحو 26 ألف دولار أميركي.
وتبلغ سيارة مستعملة من طراز إرتيجا إنتاج شركة سوزوكي موتور اليابانية (Suzuki Motor) نحو 33 ألف دولار.
السيارات الكهربائية الصينية
في الوقت الذي تشهد فيه السيارات الكهربائية في ميانمار انتعاشة مفاجئة، تستحوذ الشركات الصينية على حصة مهيمنة، ولا يرجع ذلك إلى العلاقات الجيدة بين البلدين، بل إلى تدفّق فائض الإنتاج الصيني على ميانمار.
ولزيادة الوعي بعلامتهما التجارية، أقامت شركة "إم جي" (MG) التابعة لشركة سايك موتور ومقرّها شنغهاي (SAIC Motor)، وشركة ليب موتور، معارض لطرازاتهما في مراكز التسوق وفي كل مكان.
وباعت "إم جي" نحو 300 سيارة كهربائية حتى هذا الوقت من العام، بالإضافة إلى نحو 100 حجز مسبق، وفق بيانات شركة "إن بي كيه موتورز" (NPK Motors) المسؤولة عن توزيع سيارات إم جي وليب موتور.
كما شوهد طراز "بي زد 4 إكس" من إنتاج شركة تويوتا موتور (Toyota Motor) في يانغون، لكن هذه السيارات تُصنع في الصين -أيضًا- من خلال مشروع مشترك.
وتستعد شركة إسينشيال موتورز (Essential Motors) التي تستورد وتوزع سيارات شركة "بي واي دي" الصينية (BYD) لبناء مصنع تجميع داخل ميانمار، لكن المشروع ما زال في مرحلة الترخيص، وتجري مناقشات مع "بي واي دي" وأصحاب المصالح الآخرين.
موضوعات متعلقة..
- شيفرون تكشف عن تفاصيل انسحابها من أكبر حقول الغاز في ميانمار
- إلغاء رسوم واردات السيارات الكهربائية في ميانمار.. نقلة نوعية للدولة الآسيوية
- توتال إنرجي تتخارج نهائيًا من حقول الغاز في ميانمار
اقرأ أيضًا..
- السيسي: إيرادات قناة السويس انخفضت 50% بسبب حرب غزة (فيديو)
- الغبار يهدد مشروعات الطاقة الشمسية في الدول العربية.. السعودية والإمارات أبرز المتضررين
- خلايا البيروفسكايت الشمسية قد تحقق حلم توليد الكهرباء النظيفة في الفضاء (فيديو)
- حسابات مصافي الهند ترتبك بسبب صواريخ "بولوكس".. كيف تتدخل إيران وحماس؟