التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يهبط بسعة طاقة الرياح في أوروبا 30% بحلول 2030 (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • طاقة الرياح في أوروبا تواجه معضلة التغيرات المناخية
  • عانت صناعة الرياح في أوروبا انتكاسة كبيرة خلال العامين الماضيين
  • يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تركيب توربينات رياح جديدة سنويًا بسعة 31 غيغاواط لتحقيق أهدافه لعام 2030
  • الضغط العالي يعني أن متوسط إنتاج طاقة الرياح في أوروبا قد انخفض
  • ينتظر الطاقة الشمسية مستقبل مشرق في أوروبا نتيجة ارتفاع الضغط الجوي

تواجه طاقة الرياح في أوروبا معضلة جديدة ممثلة في التغيرات المناخية التي ستقف بالمرصاد –على ما يبدو- للجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على تلك الصناعة النظيفة في القارة العجوز.

وعانت صناعة الرياح في أوروبا انتكاسة كبيرة خلال العامين الماضيين، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج الناجم عن الزيادة الحادة في التضخم؛ ما دفع العديد من كبار المطورين إلى إلغاء خططهم المستقبلية، أو حتى التخارج من مشروعات قائمة بالفعل.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تركيب توربينات رياح جديدة سعة 31 غيغاواط سنويًا لتحقيق مستهدفاته لعام 2030، ما يشير إلى أن التكتل ما يزال بعيدًا عن المسار الصحيح الذي يقود إلى نمو طاقة الرياح في أوروبا.

وأضافت أوروبا سعة قياسية من الرياح البرية في العام قبل الماضي (2022) لامست 16.7 غيغاواط، إضافة إلى 2.5 غيغاواط من الرياح البحرية، وفق تقرير صادر عن مجلس طاقة الرياح العالمي، تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب تقديرات هيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية ويند يوروب (WindEurope)، فإن بناء مزارع الرياح الجديدة في الاتحاد الأوروبي ستبلغ سعته 20 غيغاواط في المتوسط على مدى السنوات الـ5 المقبلة.

التغيرات المناخية

من الممكن أن يهبط إنتاج طاقة الرياح في أوروبا بنسبة تصل إلى 30% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ إذ تتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في أوقات كثيرة من الضغط العالي المقترن بالطقس الهادئ، وفق تقرير بحثي صادر عن شركة تريد دبليو باور (TradeWpower) النرويجية المتخصصة في تحليل بيانات الطاقة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تريد دبليو باور إيفان فور سفيغاردن: إن "ظاهرة الاحتباس الحراري في أوروبا سوف يختلف تأثيرها تمامًا في القارة العجوز، مقارنةً بما يتوقعه الكثيرون"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار إلى أن المزيد من الضغط العالي يعني أن "متوسط إنتاج طاقة الرياح في أوروبا قد انخفض، وسيواصل التراجع".

ويُظهر تحليل الشركة، الذي يستند إلى بيانات تاريخية ظهرت بعد عام 1997، أن آثار الاحتباس الحراري يعني أن إنتاج طاقة الرياح في أوروبا من الممكن أن يهبط بنسبة تتراوح بين 20 و 30%، قياسًا بما هو متوقع، بحلول نهاية عام 2030.

ولطالما حذّر العلماء من أنماط طقس أكثر حدّة عبر كوكب الأرض، مثل الفيضانات والجفاف، نتيجة الزيادة في مستويات انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية.

طاقة الرياح في أوروبا

طقس ساخن

يقول الرئيس التنفيذي لشركة تريد دبليو باور، إيفان فور سفيغاردن -وهو خبير الأرصاد السابق في شركة إيكو إنرجي (Eco Energi)-، إن التغيرات المناخية ستقود إلى طقس أكثر سخونة ورطوبة ورياحًا على الصعيد العالمي، ولكن مع وجود اختلافات إقليمية.

وسيشهد جزء كبير من أوروبا نمطًا يميل إلى الطقس الأكثر دفئَا وجفافًا مع رياح أقلّ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن الممكن أن يتسبب هذا التطور في مشكلات عميقة بالنسبة لمساعي التحول الأخضر، نظرًا لأن الأهداف قائمة على توقعات إنتاج طاقة الرياح في أوروبا التي قد لا تُلبى على الإطلاق، وفق ما قاله سفيغاردن.

بل من الممكن أن يقوّض نمط الطقس هذا أرباح مزارع الرياح في أوروبا، بحسب ما جاء في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُظهر تحليل تريد باور أن كلًا من بحر الشمال وجزءًا كبير من الاتحاد الأوروبي والمناطق الساحلية حول النرويج يتجه إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في سرعة الرياح.

في المقابل، ينتظر الطاقةَ الشمسية مستقبلٌ مشرق في أوروبا نتيجة ارتفاع الضغط الجوي.

مزرعة رياح بحرية
مزرعة رياح بحرية - الصورة من electricalreview

إمدادات الطاقة الكهرومائية في الشمال

هبطت معدلات هطول الأمطار المتراكمة في أوروبا سنويًا على مدار الأعوام الـ30 الماضية، بينما أصبحت السنوات التي يكون فيها الطقس رطبًا جدًا نادرة بدرجة أكبر.

وفي هذا الخصوص، قال الرئيس التنفيذي لشركة تريد دبليو باور، إيفان فور سفيغاردن: "لا تستطيع -حتى الآن- أن تلحظ هذا في البيانات الإحصائية، غير أن الطقس الذي كان سائدًا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لم يَعُد موجودًا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما لا تأخذه معظم تحليلات سوق الطاقة في الحسبان".

ولفت إلى أنه حتى المناطق الجنوبية من الدول الإسكندنافية ستشهد هطول أمطار أقل خلال فصل الخريف؛ ما يعني أن خزانات الطاقة الكهرومائية ستكون أكثر عرضة لخطر تراجع مستوياتها قبل حلول فصل الشتاء، حينما يصل الطلب على التدفئة إلى ذروته".

وتستهدف أوروبا تصنيع 40% على الأقل من تلك التقنية النظيفة محليًا بحلول عام 2030، وهو ما يستلزم دراسة متأنية لكل العوامل ذات الصلة، منطقة تلو الأخرى، والتعاون المثمر من جانب جميع أصحاب المصلحة في تلك الصناعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق