دفع الطلب المغربي على حمض الكبريتيك نحو محاولة التغلب على توترات البحر الأحمر، عبر البحث عن منافذ بديلة للشراء، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد أن كانت آسيا سوق الشراء المفضلة لمجموعة "أو سي بي" المغربية (المكتب الشريف للفوسفاط)، تحولت الأنظار عن هذه الوجهة مؤخرًا، بعدما تصاعدت هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإسرائيل.
وأثّرت هذه التوترات في مسار شحنات حيوية عدّة، من بينها شحنات النفط والغاز المسال، إذ فضّل عدد من الموردين تجنّب طريق باب المندب وقناة السويس، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح الأطول.
ويدخل حمض الكبريتيك في تطبيقات صناعية عدّة، إذ يُستعمل في: (صناعة الأسمدة والمبيدات، ومعالجة المعادن، وتكرير النفط).
واردات المغرب من الكبريت
دفعت توترات البحر الأحمر نحو خفض الطلب على الشحنات الفورية للأحماض في آسيا، ويبدو أن منافذ أوروبية عدّة تظهر بوصفها بديلًا أكثر أمنًا، خاصة لتلبية الطلب المغربي.
واستوردت المجموعة المغربية أو سي بي (OCP) المعروفة بالمكتب الشريف للفوسفاط، غالبية احتياجاتها من حمض الكبريتيك من منتجين أوروبيين، وفق بيانات شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2024، التي نشرتها منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وقُدِّرت واردات المجموعة المغربية من حمض الكبريتيك خلال المدة المذكورة بنحو 421 ألفًا و500 طن، وشكّلت شحنات القارة العجوز 90% من إجمالي هذه الواردات.
واستقبل ميناء الجرف الأصفر المغربي شحنات الحمض، من مورّدي شمال غرب أوروبا، والبحر المتوسط، والبحر الأسود، والمواني التركية.
وتعكس بيانات واردات المجموعة المغربية من حمض الكبريتيك تغيرًا في وجهة الشحن، إذ كانت آسيا مُوردًا لنصف شحنات الحمض التي استقبلها ميناء الجرف الأصفر في ديسمبر/كانون الأول من عام 2023.
خريطة الشراء
تلقّت شحنات حمض الكبريتيك من شمال غرب أوروبا حتى ثاني شهور العام الجاري دعمًا من توترات البحر الأحمر، إذ شهدت طلبًا قويًا من مجموعة "أو سي بي" المغربية.
ولم يتخلَّ المكتب الشريف للفوسفاط عن المورّدين الآسيويين بصورة نهائية، إذ ما زال هناك تعاون مع شركة تو لايونز (Two Lions) الصينية المُنتجة لحمض الكبريتيك.
وحُمِّلت شحنة من الحمض على متن ناقلة الكيماويات شيمرود جيرني (Chemroad Journey) نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، ومن المتوقع تفريغ حمولتها في ميناء الجرف الأصفر المغربي خلال الأسبوع الجاري.
وأثّرت توترات البحر الأحمر بطريقة غير مباشرة في أسعار حمض الكبريتيك، إذ شهد ارتفاعًا أوروبيًا على أساس سنوي مقابل انخفاضًا آسيويًا كبيرًا.
وقُدِّرت أسعار الحمض من مورّدي شمال غرب أوروبا، في 8 فبراير/شباط الجاري، بنحو 42.5 دولارًا/طن للتسليم على ظهر السفينة، بزيادة على أساس سنوي تصل إلى 70%.
ومقابل ذلك، هبطت أسعار الحمض في الصين إلى 12 دولارًا/طن في التاريخ ذاته، مسجلة انخفاضًا عن مستويات أسعار ذروة الطلب الفوري المغربي من مجموعة أو سي بي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، البالغة 47.50 دولارًا/طن للتسليم على ظهر السفينة.
ذروة أغسطس 2023
قبيل اندلاع توترات البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كانت أسعار حمض الكبريتيك قد سجلت ذروة مع عودة مجموعة إنتاج الأسمدة المغربية "أو سي بي" بنشاط إلى السوق.
وبلغ سعر حمض الكبريتيك الصيني 29 دولارًا/طن في أغسطس/آب 2023، في حين قُدِّرت أسعار الحمض في شمال غرب أوروبا بنحو 23 دولارًا/طن.
وعادةً ما يرتبط الطلب على حمض الكبريتيك بزيادة الطلب على أسمدة الفوسفات، ما يفسّر محاولات الشركة المغربية تأمين مسارات بديلة بعد اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر.
وبعد أن كان المورّدون من شمال غرب أوروبا مصدرًا رئيسًا لشحنات الشركة المغربية، شكّلت الأسعار الصينية مصدر إغراء كبير لانخفاضها مقارنة بأسعار القارة العجوز التي شهدت ارتفاعًا إلى 35 دولارًا/طن في سبتمبر/أيلول 2023، بحسب ما نشرته منصة أرغوس ميديا حينها.
وفي الآونة الأخيرة، تأثرت حركة الملاحة والشحن البحري الدولي بتصاعد هجمات الحوثيين على بعض الحاويات والسفن المتجهة إلى إسرائيل، ودفعت توترات البحر الأحمر شركات الشحن إلى تغيير مسارها لطرق ذات مسافات أطول وأسعار شحن أعلى.
موضوعات متعلقة..
- توترات البحر الأحمر تغير مسار حركة الشحن.. دول أفريقية وخليجية أبرز المستفيدين (تقرير)
- 3 عوامل تؤهل المغرب ليكون قبلة شركات صناعة السيارات الكهربائية (تقرير)
- جفاف قناة بنما يؤرّق ناقلات حامض الكبريت التشيلي
اقرأ أيضًا..
- تطورات سوق الغاز المسال والهيدروجين خلال 2023 في 18 رسمًا بيانيًا
- التعدين في أفريقيا.. 7 مناجم تطلق عملية التحول الأخضر بقيادة مصر وموريتانيا
- أرامكو السعودية تعلن موقفها من طرح أسهم جديدة