توقعات بارتفاع أسعار الغاز في أميركا مع زيادة الاستهلاك المحلي والصادرات
خلال 2024 و2025
من المتوقع ارتفاع أسعار الغاز في أميركا خلال عامي 2024 و2025، مع نمو الطلب بوتيرة أسرع من المعروض المحلي، الذي يتأثر سلبًا بزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال.
ورغم الارتفاع المتوقع مقارنة بعام 2023، من المرجح أن يظل متوسط السعر الفوري للغاز في هنري هوب بالولايات المتحدة أقل من 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفق بيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وأصبحت أسعار الغاز في أميركا تتأثر بصورة كبيرة بالصادرات؛ بمعنى أوضح عندما يرتفع الطلب الخارجي على الغاز المسال الأميركي، جراء أيّ اضطراب عالمي، يتحمل المستهلكون تكلفة إضافية مع زيادة الأسعار.
توقعات أسعار الغاز في أميركا
من المتوقع ارتفاع متوسط أسعار الغاز في هنري هوب القياسي إلى 2.64 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال 2024، قبل أن تصعد إلى 2.94 دولارًا العام المقبل، وفق تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وكانت أسعار الغاز في أميركا قد تراجعت إلى 2.54 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال 2023، بعدما قفزت إلى 6.42 دولارًا عام 2022، بفعل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي عامي 2022 و2023، تجاوزت الزيادات في إمدادات الغاز الطبيعي (إنتاج الغاز المحلي ووارداته) الزيادات في الطلب على الغاز الطبيعي (الاستهلاك المحلي والصادرات).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- التغير اليومي لأسعار الغاز في أميركا منذ عام 1997 حتى 2023:
وتختلف الأمور في عام 2024، إذ تتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاع الطلب على الغاز في الولايات المتحدة بمقدار 2.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، في المقابل سيظل المعروض ثابتًا نسبيًا.
ويعتمد نمو الطلب على الغاز الطبيعي على الاستهلاك المحلي في عام 2024، ثم الصادرات في عام 2025، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
إمدادات الغاز الطبيعي في أميركا
من المتوقع أن يأتي معظم الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي الأميركية من الإنتاج المحلي للغاز المصاحب، بقيادة حوض برميان.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع إنتاج الغاز الجاف في الولايات المتحدة خلال عامي 2024 و2025 إلى 104.37 و106.46 مليار قدم مكعبة يوميًا على التوالي، مقابل 103.75 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام الماضي.
من جهة أخرى، من المتوقع ارتفاع استهلاك أميركا من الغاز إلى 90.64 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2024، مقابل 88.96 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2023، قبل أن يهبط قليلًا إلى 89.55 مليارًا عام 2025.
ويُشكّل الغاز الطبيعي نحو 40% من مزيج توليد الكهرباء في أميركا، ومن ثم فإن الطلب على الكهرباء لأغراض التدفئة وتكييف الهواء يؤثّر في كمية الغاز المستهلكة.
في المقابل، يُتوقع نمو استهلاك الغاز في القطاعين السكني والتجاري معًا بنسبة 5% عام 2024 مقارنة بعام 2023، الذي شهد درجات حرارة أكثر دفئًا في يناير/كانون الثاني 2023 وديسمبر/كانون الأول 2023.
وبنهاية يناير/كانون الثاني 2024، كانت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تزيد بنسبة 7% عن متوسط السنوات الـ5 الماضية (2019-2023)، مع توقعات استمرار الارتفاع خلال عامي 2024 و2025.
صادرات أميركا من الغاز
تتأثر أسعار الغاز في أميركا تتأثر -أيضًا- بصادرات الغاز المسال، التي ترفع الطلب الإجمالي، خاصة مع تشغيل محطات جديدة للتصدير في 2024 و2025.
وبنهاية عام 2023، زادت قدرة محطات تصدير الغاز المسال بنحو 11.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مع توقعات إضافة 5.3 مليار قدم مكعبة يوميًا أخرى بحلول نهاية عام 2025، مع تشغيل 3 محطات جديدة بين النصف الثاني من 2024 وعام 2025.
وصدّرت الولايات المتحدة 20.8 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز في عام 2023، 57% منها على هيئة غاز مسال، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبلغت صادرات الغاز المسال الأميركية 11.83 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2023، لتصبح أكبر مصدّر عالمي، مع تقديرات أن ترتفع إلى 12.09 و14.43 مليار قدم مكعبة يوميًا في عامي 2024 و2025 على التوالي.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- بيانات أكبر 3 دول مصدّرة للغاز المسال حتى 2023، مع الوضع في الحسبان أن مليون طن يعادل 48.028 مليار قدم مكعبة:
موضوعات متعلقة..
- لماذا تتفاوت أسعار الغاز في أميركا حسب المناطق؟ (تقرير)
- استهلاك الغاز في الولايات المتحدة يسجل مستوى قياسيًا بداية 2024
- صادرات الغاز المسال الأميركية كلفت المستهلكين 111 مليار دولار.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة في الأردن خلال 25 عامًا.. رحلة توفير الإمدادات بأسعار معقولة
- السعودية تعلن أسباب وقف زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط.. وإنجاز يفوق ألمانيا
- وزير: إنتاج النفط العراقي لن يتجاوز 4 ملايين برميل يوميًا
- ارتفاع واردات إسبانيا من الغاز في يناير 2024.. والجزائر تواصل السيطرة