صيفي كياي: ندعم أبحاث الطاقة المصرية بالتمويل والتدريب.. وهذه شروطنا (حوار)
داليا الهمشري
تشهد عملية أبحاث الطاقة المصرية خطوات سريعة، في ظل ما تحظى به من دعم دولي ومحلّي وأكاديمي، لتسريع تحقيق الإستراتيجية المصرية في هذا المجال.
وفي هذا الإطار، أوضح مدير مركز التميز في الطاقة وأستاذ في كلية هندسة الكهرباء والطاقة والكمبيوتر في جامعة ولاية أريزونا صيفي كياي أن اختيار الأبحاث العلمية التي تحظى بتمويل من الوكالة الدولية للتنمية يعتمد على مجالات الطاقة المهمة للسوق المصرية.
وتنفذ أنشطة مركز التميز في الطاقة جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية وتموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويعمل على دعم أبحاث الطاقة المصرية العلمية المُقدّمة من 3 جامعات، هي عين شمس والمنصورة وأسوان، بقيمة 160 ألف دولار للمشروع البحثي الكبير، و125 ألف دولار للمشروع المتوسط، و55 ألف دولار للمشروع الصغير.
وأضاف الدكتور صيفي كياي أن المركز يهدف إلى تطوير قطاع الطاقة في مصر من خلال استثمار الموارد المصرية من الشمس والرياح والمياه، بتقنيات جديدة، لتحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة.
جاءت هذه التصريحات خلال حوار أجرته منصة الطاقة المتخصصة مع مدير مركز التميز في الطاقة، لتسليط الضوء على المعايير اللازمة للأبحاث المصرية للحصول على التمويل المطلوب، وإلى نص الحوار:
ما أبرز الأمثلة على المشروعات التي تعاونتم فيها مع الجامعات والهيئات الحكومية لدعم أبحاث الطاقة المصرية؟
هناك العديد من المشروعات التي تعاونّا فيها مع الجامعات والهيئات الحكومية المصرية في قطاع الطاقة، ويشمل ذلك برامج التدريب العملي التي شارك فيها أكثر من 200 طالب من 3 جامعات مصرية، هي: عين شمس والمنصورة وأسوان.
وكان لدينا العام الماضي أكثر من 100 طالب، وأكثر من 115 طالبًا هذا العام، وعمل هؤلاء الطلاب بمختلف قطاعات الطاقة في القاهرة وأسوان والمنصورة، بما في ذلك صناعة الطاقة الشمسية وما إلى ذلك.
وتلقّى الطلاب تدريبًا مكثفًا في مختلف قطاعات الطاقة لتمكينهم على مساعدة البلاد للانتقال إلى مستقبل يعتمد أساسًا على الطاقة الخضراء.
ويتضمن التعاون مع الجامعات المصرية -كذلك- تمويل اقتراحات ومشروعات بحثية تقدَّم بها عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الـ3 (عين شمس، والمنصورة، وأسوان)، بالتعاون مع أساتذة وباحثين من جامعة ولاية أريزونا، وشركاء صناعيين مصريين.
ومن المتوقع أن ينعكس ذلك -بشكل كبير- على مستقبل الطاقة المتجددة في مصر، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر والطاقة الكهرومائية.
ما المشروعات البحثية التي يموّلها المركز حاليًا؟
نموّل -حاليًا- 9 مشروعات بحثية بقيمة تتجاوز مليون دولار أميركي، وهي تغطي عدّة قطاعات من الطاقة الخضراء، مثل تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، أو الطاقة الحرارية، أو الطاقة الشمسية، أو تطوير خلايا الوقود، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
فهناك العديد من المجالات المختلفة التي يحاول الطلاب استكشافها، وسيكون لها تأثير كبير بمستقبل الطاقة، فنحن نهدف إلى مساعدة مصر على تحقيق هدفها برفع إسهام الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030.
ما المعايير التي يشترطها مركز التميز في الطاقة لتمويل المشروعات البحثية في مجال الطاقة المتجددة؟
جميع المشروعات التي يتقدم بها الباحثون تُسجل وتُراجَع من قبل 3 إلى 5 مراجعين فنيين، وهم ليسوا جزءًا من المركز، ولكنهم إما أن يكونوا في الولايات المتحدة، أو مراجعين دوليين يتابعون المقترحات ثم يصنّفونها.
وبعد إتمام الاختيار الفني، نختار المشروع من حيث التقنية، ثم يُعرض على لجنة البحث التي تشملني، وتتألف من ممثل عن كل جامعة.
ونجتمع ونصنّف الأبحاث مرة أخرى بعد استعراضها استنادًا إلى المعايير الفنية، ثم نقيّم الميزانية، ونقرر -بناءً عليها- عدد المشروعات التي يمكن تمويلها.
أي إن عملية الاختيار تتألف من 3 خطوات مختلفة، الخطوة الأولى تتعلق بالمراجعة الفنية لضمان جودة المشروع من الناحية التقنية.
بينما تدور الخطوة الثانية حول قدرات وخبرات الفريق البحثي، وتتوقف الخطوة الثالثة على الميزانية، وما إذا كان بإمكاننا تحمُّل ذلك ماليًا.
هل تُراعى احتياجات قطاع الطاقة في مصر على وجه الخصوص عند اختيار المشروعات البحثية؟
بالطبع، فنحن ندعو إلى تقديم اقتراحات المشروعات البحثية استنادًا إلى المجالات المهمة التي تتطلبها سوق الطاقة في مصر، ونختار من الأبحاث المُقدّمة وفقًا لهذه الأولوية، وبعد ذلك نطبّق المعايير الفنية للاختيار.
كما ننظر -أيضًا- في ما إذا كانت اقتراحات البحث التي قدّمها أعضاء هيئة التدريس ذات صلة بما هو مهم لتطوير قطاع الطاقة في مصر، إذ كانت هناك اقتراحات لمشروعات بحثية قيّمة، ولكنها لم تكن ذات صلة بواقع الطاقة المتجددة في مصر؛ لذلك لم يقع عليها الاختيار.
فمصر تتمتع بموارد شمسية ضخمة؛ ما يجعل التوسع في استثمار هذه الطاقة يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة، إذ يمتد العمر الافتراضي للمحطات الشمسية حتى 30 عامًا؛ ما يجعل الطاقة الشمسية البديل النظيف الأنسب لمصادر الوقود الأحفوري بالنسبة لمصر.
كما يستهدف مركز التميز في الطاقة تطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لأن التوسع في هذا القطاع يُعدّ خطوة مهمة نحو تبنّي اقتصاد يقوم على الطاقة النظيفة.
إلّا أن التوسع في الهيدروجين الأخضر ما يزال يواجه مشكلتي التخزين والنقل، وما تزال هناك حاجة إلى تطوير تقنيات إضافية في هذا الشأن، وتعميمها على مستوى دولي، حتى يتمكن من تحقيق جدوى اقتصادية تضاهي الطاقة الشمسية، على سبيل المثال.
ما الخطوات التي يتخذها المركز لضمان استمرار جهوده على المدى الطويل؟
نحن نعمل على تطوير مختبر جديد يُعرف بمركز التكنولوجيا، إذ سنكون مجهزين بأدوات مختبرية تجعلنا قادرين على إجراء تجارب ذات قيمة كبيرة لصناعة الطاقة في مصر.
ويمكن للشركات المصرية الاستفادة من هذا المختبر في إجراء التجارب والقياسات مقابل رسوم قليلة.
كما سيمنح المختبر -أيضًا- الأساتذة والباحثين في الجامعات المصرية فرصة لكتابة المقترحات وأفكار المنح البحثية جديدة، بالتعاون مع وكالات حكومية أخرى، سواء في مصر أو في أماكن أخرى من العالم.
لذا، سيوفر لهم هذا المختبر معدّات رائعة لتطوير أبحاث جديدة، والحصول على التمويل اللازم لتنفيذها.
وسنقدّم -أيضًا- برامج وشهادات وورش عمل للعاملين في صناعات الطاقة، تشمل مجالات مثل الطاقة الشمسية أو الهيدروجين، وسيكون بإمكانهم توسيع معرفتهم في هذه القضايا على مدار أسبوعين أو أكثر.
كما سيكون لدينا هيكل أكاديمي متاح للمساعدة في كتابة مقترحات البحث لأماكن أخرى، بالإضافة إلى المساعدة في مجال الاستشارات أو المجالات الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- وزير البترول المصري يكتب لـ"الطاقة": التحول الطاقي والتوافق البيئي وجهان لعملة واحدة تسمى الاستدامة
- الطاقة المتجددة في مصر قد تضيف 63 مليار دولار للناتج المحلي
- قطاع النفط المصري ينفذ خطة متكاملة لتحول الطاقة وخفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- تقرير يكشف توقعات إنتاج مصر من النفط خلال 2024 و2025
- السعودية وأوبك+ أنقذا أسعار النفط من الانخفاض 20 دولارًا.. ما القصة؟
- مزيج توليد الكهرباء في الجزائر.. هيمنة شبه كاملة للغاز (إنفوغرافيك)
- بالأرقام.. تكلفة إنتاج الهيدروجين في 6 دول عربية