نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا يتصدر أولويات ألمانيا (صور)

2024-02-08

0 1٬067

يتصدر نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا اهتمامات ألمانيا، الساعية إلى تطوير علاقات التعاون مع شمال أفريقيا، بما يؤمّن احتياجاتها الطاقوية.

وفي هذا الإطار، استقبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، اليوم الخميس 8 فبراير/شباط 2024، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك، الذي يزور الجزائر بصورة رسمية، لبحث تطوير علاقات التعاون الثنائية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ناقش الطرفان، خلال الاجتماع العلاقات الثنائية الجزائرية الألمانية في مجال الطاقة، ولا سيما حالة الشراكة الإستراتيجية الجزائرية الألمانية في مجال الطاقة، وخطط ألمانيا لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا عبر مشروع "الممر الجنوبي".

جانب من المباحثات الجزائرية الألمانية- الصورة من وزارة الطاقة والمناجم (8 فبراير 2024)

ممر الهيدروجين

ناقش الطرفان إمكان إقامة علاقات تعاون من خلال مشروعات شراكة متبادلة المنفعة، لا سيما في مجال تسويق الغاز، والتقنيات منخفضة الكربون في صناعة الغاز للحد من الانبعاثات، ونقل الهيدروجين الأخضر وتسويقه.

كما بحث الطرفان التعاون في مشروع برنامج إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2035، الذي أطلقه مجمع "سونلغاز".

وكانت ألمانيا قد وقّعت مذكرات تفاهم مع كل من النمسا وإيطاليا خلال العام الماضي، لتطوير ممر الهيدروجين إلى أوروبا ودعم مشروعات البنية التحتية الخاصة به.

ويشكّل ممر الهيدروجين الجنوبي "ساوث إتش 2" -وهو خط أنابيب مخصص وجاهز للهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر- امتدادًا لخطط نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا.

ويهدف المشروع (متوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030) إلى ربط أفريقيا مع إيطاليا والنمسا وألمانيا، ما يسمح بإمداد الهيدروجين الأخضر المنتج في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، للوصول إلى المستهلكين في القارة العجوز.

التقنيات الجديدة

شدد وزير الطاقة والمناجم على أهمية التعاون الجزائري الألماني في مجال التقنيات الجديدة، ولا سيما تطوير الهيدروجين الأخضر، ورغبة الجزائر في تجسيد التعاون من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة مفيدة للطرفين، ولاسيما في مجال الطاقات المتجددة، وتطوير الهيدروجين، ومشروع الممر الجنوبي للهيدروجين.

ومع قدرة استيراد الهيدروجين التي تزيد على 4 ملايين طن سنويًا من شمال أفريقيا، يمكن أن يوفر ممر الهيدروجين نحو 40% من الهدف الذي حددته إستراتيجية الاتحاد الأوروبي.

وتهدف أوروبا إلى إنتاج 10 ملايين طن واستيراد الكمية نفسها من الخارج، وتظهر دول شمال أفريقيا -وفي مقدمتها الجزائر- من بين الأسواق الواعدة للقارة العجوز.

وتخطط الجزائر لإنتاج وتصدير ما بين 30 و40 مليار كيلوواط/ساعة (ما يصل لمليون طن عند تحويله إلى هيدروجين)، في شكل هيدروجين غازي وسائل ومشتقاته.

وتمتلك الحكومة الجزائرية مخططًا يستهدف توليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، من خلال الاعتماد على الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى التوليد المشترك، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

زيارة ألمانية

يتضمّن برنامج زيارة روبرت هابيك إلى الجزائر، والوفد المرافق له، عقد طاولة مستديرة حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالطاقة، بمشاركة ممثلي الشركات الجزائرية والألمانية العاملة فـي قطاع الطاقـة، وممثلين عن سفارات تونس، وإيطاليا، والنمسا، والاتحاد الأوروبي لدى الجزائر.

كما سيجري عقبها التوقيع على إعلان نيات مشترك بين الوزارتين لتطوير التعــاون في مجال الهيدروجين، وعدد من الاتفاقيات بين شركات البلدين.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للإجراءات التي نُفّذت مع الشركاء الألمان في مجال الطاقة، خاصة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة وكفاءة الطاقة، من خلال الفرق المكونة مُسبقًا من خبراء البلدين مع تأكيد تعزيز التعاون في مجالات التكوين والمساعدة الفنية وبناء القدرات.