انهيار شركة شاحنات كهربائية عملاقة.. ضربة جديدة لبريطانيا والغرب
الشركة تخسر 99.9% من قيمتها السوقية بعد إلغاء إدراجها في البورصة
حياة حسين
لم يتخيل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، أن شركة شاحنات كهربائية عملاقة أسسها ملياردير روسي قد تكون ضربة جديدة لبلاده والغرب من موسكو بعد غزو أوكرانيا، إذ أُعلن انهيار الشركة وبيع أصولها، بعد عجز مدهش عن وضع أي من وحداتها في الأسواق.
أسس الملياردير الروسي، الوزير السابق دينيس سفيردلوف، شركة أريفال للشاحنات الكهربائية (Arrival) عام 2015، وحصل على كل الدعم من جونسون، بسبب الوعود الهائلة التي خدعت رئيس الحكومة، رغم عدم واقعيتها.
فقد أعلنت أريفال الكهربائية -وهي من الشركات الناشئة- إنتاج مركبات صغيرة لخدمة توصيل الطرود، والقيادة الذاتية، اعتمادًا على الأذرع الروبوتية.
وأكدت الشركة نيتها استعمال مواد بديلة وخفيفة في تصنيع تلك الشاحنات، لكن، وبعد مرور وقت طويل، خفّضت أريفال عدد الشاحنات الكهربائية المفترض إنتاجها إلى النصف، وتراجعت عن كثير من الوعود السابقة، وبعد 9 سنوات لم تنجح في توفير أي شاحنة، رغم تعرض منتجاتها لحريق في أثناء أحد العروض، أدى إلى خسائر قيمتها 1.5 مليار دولار، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الشاحنات الكهربائية
وصف محللون شركة أريفال للشاحنات الكهربائية، عند إعلان تدشينها، بأنها مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة، لكنها فشلت في ضخ أي من منتجاتها في الأسواق، حسبما ذكرت تقارير عدة، منها "بي بي سي"، اليوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024.
وسرّحت أريفال للشاحنات الكهربائية 40% من 172 عاملًا وظفتهم، وأبقت على الباقين لاستكمال عملية بيع الأصول في المملكة المتحدة فقط.
وخسرت الشركة -التي أُدرجت في بورصة ناسداك الأميركية (بورصة أسهم التكنولوجيا)- نحو 99.9%، عقب إعلان إلغاء إدراجها، كونها لم تحول الوعود إلى حقيقة في الأسواق بعد 9 سنوات.
وكان تقييم أريفال للشاحنات الكهربائية عند إدراجها في بورصة ناسداك، يدور حول 9 مليارات جنيه إسترليني (13 مليار دولار أميركي)، ما جعلها أكبر شركات التكنولوجيا البريطانية المدرجة في البورصة الأميركية حينها.
وبعد 4 سنوات من تأسيس الشركة، ارتفعت قيمتها السوقية إلى 15 مليار دولار أميركي. ورغم تلقيها استثمارات من شركات عالمية عديدة، مثل هيونداي الكورية (Hyundai)، و"بلاك روك" الأميركية (BlackRock)، بالإضافة إلى مصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي (BNP Paribas)، و"يو بي إس" الأميركية (UPS)، وأوامر شراء لنحو 10 آلاف سيارة من الأخيرة، فإنها فشلت في تحقيق الوعود السابقة، وإخراج التصميمات المفترضة إلى سلع في الأسواق.
وكان من المفترض أن تبدأ أريفال للشاحنات الكهربائية إنتاج وحدات لصالح مجموعة خدمة توصيل الطرود الأمريكية يو بي إس في خريف 2022، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
شريك قوي
في عام 2020 قال الملياردير والسياسي الروسي دينيس سفيردلوف، إن أريفال Arrival للشاحنات الكهربائية شريك قوي لـ"يو بي إس" الأميركية.
وأضاف: "نتعاون لإنتاج سيارات كهربائية تلبي الاحتياجات الشاملة للشركة الأميركية، في المراحل كافّة، متضمنة القيادة والتحميل والتفريغ".
غير أن سفيردلوف استقال من الشركة عام 2022، عقب غزو روسيا لأوكرانيا، في شهر فبراير/شباط من العام ذاته، وهي الحرب التي دفعت الدول الغربية إلى معاداة موسكو، وفرض عقوبات اقتصادية تاريخية عليها.
وفي مطلع العام الماضي (2023)، أعلنت أريفال للشاحنات الكهربائية خفض قوة العمل البالغة 800 موظف حول العالم إلى النصف، بسبب تعليق الإنتاج في المملكة المتحدة وكارولينا الشمالية في أميركا، وسط كفاح مرير لرفع رأس المال الذي تحتاج إليه.
وقال محللون، إن أزمة السيولة في الشركة كانت العامل الرئيس في انهيار أريفال، حسبما ذكر موقع صحيفة "التليغراف".
وفي نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2023، أخطرت بورصة ناسداك أريفال للشاحنات الكهربائية تعليق التداول على أسهمها، ثم إلغاءه في وقت لاحق من أسهم المؤشر.
ووفق الإدارة في المملكة المتحدة، "فإن الشركة واجهت أزمة سيولة بسبب تحديات السوق ومشكلات الاقتصاد الكلي التي عرقلت وصول إنتاجها إلى الأسواق حتى الآن".
وأضافت: "أنه لذلك تقرر بيع أصول الشركة وتصميمات طرز السيارات الكهربائية التي كانت ستنتجها".
موضوعات متعلقة..
- "يو بي إس" الأميركية للشحن تحدّث أسطولها بـ10 آلاف شاحنة كهربائية
-
وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات
-
كاتب بريطاني: حلم السيارات الكهربائية الغربي ينهار بسبب الصين
اقرأ أيضًا..
- مصافي النفط في سلطنة عمان.. أبرز الأرقام والقدرات (إنفوغرافيك)
-
أكبر مستوردي الديزل الروسي في 2023.. السعودية والمغرب بالقائمة