أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا تضيء "معقل الفحم"

أسماء السعداوي

تقترب أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا من أن تصبح حقيقة واقعة، مع قرب بدء إنتاج الكهرباء لتشغيل مناجم الفحم في البلد الذي يؤرقه انقطاع التيار منذ سنوات طويلة.

وأعلنت شركة سيريتي ريسورسيز (Seriti Resources) المنتجة للفحم بدء عمليات بناء المزرعة بقدرة 155 ميغاواط في مدينة مبومالانغا، المعروفة بكونها معقل الفحم في البلاد، في ديسمبر/كانون الأول المنصرم (2023).

ومن المقرر الانتهاء من المشروع خلال الربع الأول من عام 2026، وسيساعد في سد الفجوة التي خلفتها شركة إسكوم (Eskom) التي تكافح بمحطات الفحم المتقادمة لتلبية الطلب.

وتعاني إسكوم -وهي مُنظم قطاع الكهرباء الحكومي- أزمة ديون مريرة تسبّبت في تحجيم قدرتها على تدبير الأموال اللازمة لأعمال صيانة المحطات وإحلالها وتجديدها، ما أدى إلى الانقطاع المتكرر للتيار.

تقع المزرعة على بُعد 20 كيلومترًا (12 ميلًا) من منجم نيو دنمارك التابع لشركة سيريتي، ومن المقرر أن تساعد الشركة في خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

تطورات أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا

في فبراير/شباط من العام الماضي، أعلنت شركة سيريتي ريسورز وذراعها لمشروعات الطاقة النظيفة سيريتي غرين (Seriti Green) تطورًا مهمًا بشأن أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا، بعد الحصول على الموافقة البيئية من إدارة الغابات والمصايد والبيئة الحكومية (DFFE).

وأبرمت الشركتان وثيقة غير مُلزمة تحدد شروط اتفاقية شراء الكهرباء (PPA)، وبموجبها ستُنقل الإمدادات المولدة عبر شبكة الكهرباء الوطنية إلى مواقع عمليات تعدين الفحم التابعة للشركة الأم.

منجم فحم في مبومالانغا
منجم فحم في مبومالانغا - الصورة من "projectsiq"

ويُشيد المشروع بالتعاون مع مصرف "ستاندرد بنك" (Standard Bank) ومصرف راند ميرشانت (RMB)، برأس مال أولي قدره 4 مليارات راند (212 مليون دولار أميركي).

(الراند الجنوب أفريقي = 0.053 دولارًا أميركيًا)

وبحسب البيان الصحفي الذي نشرته الشركة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، تُعد أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا ضمن مجمع أكبر لمشروعات طاقة متجددة يحمل اسم (Ummbila Emoyeni) في مدينة مبومالانغا، بقدرة 900 ميغاواط، مقسمة بين 750 ميغاواط من مشروعات طاقة الرياح، و150 ميغاواط من محطات الطاقة الشمسية.

تحول أخضر

فور تشييدها، سوف تنتج أكبر مزرعة رياح في جنوب أفريقيا 75% من الكهرباء النظيفة، لتستعملها مواقع الفحم التابعة لشركة سيريتي.

ويأتي ذلك ضمن محاولات الشركة المنتجة للفحم، لتحقيق الحياد الكربوني عبر الحد من انبعاثات غازات الدفيئة في النطاق 1 حيث عمليات تعدين الفحم، والنطاق 2 حيث الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن توليد شركة إسكوم للكهرباء.

وتعتزم جنوب أفريقيا التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة، لكن ثمة تحديًا إضافيًا يواجه ذلك التحول الأخضر، بسبب اعتماد عدد كبير من السكان على الفحم لكسب لقمة العيش.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة سيريتي غرين "بيتر فن"، يقول إن أكبر مزرعة رياح في أفريقيا ستيسّر ذلك التحول، إذ إنها ستوفر نحو 800 فرصة عمل للمحليين، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما وعد أن يكون هناك الكثير من المشروعات لتزويد مناجم الفحم بالكهرباء في المنطقة الثرية بالموارد، وعلى مدار السنوات القليلة المقبلة، تخطط الشركة لإنتاج 900 ميغاواط من الكهرباء النظيفة.

وتطمح جنوب أفريقيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع خطط لخروج محطات توليد الكهرباء بالفحم من الخدمة مع التوسع في مصادر الطاقة النظيفة.

لكن قطاع الكهرباء يتكئ بقوة على الفحم لتوليد معظم احتياجات السكان، وقدرّت منصة "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" (BNEF) بأن البلاد في حاجة إلى 5.9 مليار دولار سنويًا حتى عام 2040 لاستبدال أسطول محطات الفحم.

ومن شأن نشر 36 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2030 أن يرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لأكثر من الثلث، بالإضافة إلى خفض توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 28% بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق