مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية تترقب انطلاقة قوية خلال 2025
سامر أبو وردة
تسير وتيرة مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية بخطى سريعة، إذ تشهد تطورات كبيرة حاليًا، وتترقب انطلاقة مهمة في عام 2025، ضمن المرحلة الخامسة من مشروعات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي تشرف عليه وزارة الطاقة.
ويهدف البرنامج إلى زيادة إسهام مصادر الطاقة المتجددة والغاز في الوصول لمزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، وإحلال الوقود السائل، ليشكّل كل منهما ما يقارب 50% في مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بحلول عام (2030)، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ الشركة السعودية لشراء الطاقة "المشتري الرئيس" المسؤولة عن إعداد الدراسات التمهيدية، وطرح وشراء الكهرباء التي ستنتجها مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، إذ أرست -حتى الآن- مشروعات تتجاوز قدرتها الإجمالي 12.6 غيغاواط، تحت مظلة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة.
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة
في 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، أعلنت الشركة السعودية لشراء الطاقة "المشتري الرئيس" فتح باب التأهل للمنافسة على 4 من مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
بلغ إجمالي سعة الطاقة الإنتاجية لمشروعات الطاقة الشمسية في السعودية الـ4 المُعلَن نحو 3700 ميغاواط، بما يدعم جهود المملكة لزيادة حصة الطاقة الشمسية خصوصًا في مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء.
وشملت المشروعات السعودية المُعلَنة، مشروع الصداوي في المنطقة الشرقية بطاقة 2000 ميغاواط، ومشروع المصع بمنطقة حائل بطاقة 1000 ميغاواط، ومشروع الحناكية (2) في المدينة المنورة بطاقة 400 ميغاواط، ومشروع رابغ (2) في مكة المكرمة بطاقة 300 ميغاواط.
محطة الحناكية
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "إي دي إف رينوبلز"، و"شركة نسما" السعودية، توقيع اتفاقية شراء طاقة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة، يطور بموجبها ائتلاف الشركات الثلاث محطة طاقة شمسية بقدرة 1100 ميغاواط في المملكة.
تنص الاتفاقية على أن يعمل الائتلاف لتسخير الخبرات الواسعة لكل من "مصدر" و"اي دي اف رينوبلز" و"شركة نسما" السعودية في مجال الطاقة المتجددة، لتطوير هذا المشروع الذي تُقدَّر تكلفته بنحو مليار دولار، بحسب بيان أصدره تحالف الشركات الثلاث.
وستوفر المحطة عند اكتمالها الكهرباء لأكثر من 190 ألف منزل، وتسهم في تفادي إطلاق أكثر من 1.8 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، ما يمثّل إنجازًا كبيرًا بمشروعات الطاقة الشمسية في السعودية،
ومن المتوقع أن تدخل محطة الحناكية للطاقة الشمسية، الواقعة في منطقة المدينة المنورة، حيز التشغيل في عام 2025، وستصبح أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، وإحدى كبريات محطات الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
وكانت الشركة السعودية لشراء الطاقة قد أرست عطاء تطوير المشروع على الائتلاف الذي قدّم أقلّ سعر تكلفة، وبلغ 16.84 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.
وسيعمل الائتلاف على تطوير وتشغيل وتملّك محطة الحناكية بموجب اتفاقية مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة 25 عامًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المنتظر توفير ما لا يقلّ عن 19% من المعدّات والمواد والخدمات من شركات سعودية خلال مرحلة الإنشاء، وستصل نسبة الكوادر السعودية العاملة إلى 50% خلال الأعوام الـ10 الأولى من التشغيل، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 75% خلال كامل المدة التشغيلية للمشروع، بهدف دعم الاقتصاد المحلي.
يُشار إلى أن المملكة كانت قد طرحت 4 جولات من مناقصات مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، جذبت نحو 15 شركة محلية وعالمية، واختارت منها 5 في القائمة القصيرة.
مشروع طبرجل للطاقة الشمسية الكهروضوئية
في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقّعت الشركة السعودية لشراء الطاقة اتفاقية شراء الطاقة لمشروع طبرجل للطاقة الشمسية الكهروضوئية، ضمن مشروعات المرحلة الرابعة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي تُشرف على تنفيذه وزارة الطاقة، بسعة إجمالية تبلغ 400 ميغاواط.
وُقِّعت الاتفاقية مع تحالف بقيادة شركة "جنكو باور"، وشركة "صن غلير" وشركة "صن لايت انيرجي"، بسعر شراء للكهرباء بلغ 6.40 هللة لكل كيلوواط/ساعة (1.70 سنتًا أميركيًا)، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تزويد نحو 75 ألف وحدة سكنية تقريبًا بالطاقة الكهربائية المتجددة سنويًا.
الطاقة الشمسية المركزة في مدينة نيوم
تشهد تقنيات الطاقة الشمسية في السعودية تطورات مهمة من شأنها توفير مصادر الطاقة المتجددة للمشروعات القومية الكبرى مثل مشروع نيوم، إذ قاد فريق من العلماء بجامعة الملك سعود بحثًا تضمّن تقييم عدد من السيناريوهات لنشر محطات الطاقة الشمسية المركّزة في مدينتين سعوديتين، هما الرياض وتبوك.
وكشفت دراسة حديثة أخرى من جامعة الأمير محمد بن فهد أن مدينة نيوم المستقبلية في السعودية ستستعمل مصادر الطاقة المتجددة التي تتمتع بأفضل فرص الانتشار، مثل الطاقة الشمسية المركّزة.
وقال الباحثون بجامعة الملك سعود، إن الدراسة تُقدّم طريقة جديدة للتفكير حول إمكانات محطات الطاقة الشمسية المركّزة، ليس فقط لتوفير قدرات الأحمال الكهربائية الأساسية، ولكن لتكون بمثابة أصول لتوليد الكهرباء بصورة أكثر مرونة تجمع مزيجًا من حرارة الشمس المباشرة والكهرباء الفائضة من محطات الطاقة الكهروضوئية أو مزارع الرياح، التي قد تتعرض لفقدان جزء من قيمتها.
وأضاف الباحثون أن التقنية الجديدة سيكون بإمكانها توفير قدرات الأحمال الأساسية بصورة متجددة بالكامل، وفق ما نشره موقع بي في ماغازين، في 26 يناير/كانون الثاني 2024.
وخلص الباحثون إلى أن دمج الطاقة الشمسية المركّزة مع مشروعات الطاقة الكهروضوئية في مشروع واحد يمكن أن يوفر أفضل مُكون تنافسي من حيث التكلفة، لا سيما أن المدينتين لهما ظروف مناخية وإشعاعية مختلفة، وهي خطوة مهمة في طريق تطوير تقنيات مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي: لدينا 1200 موقع جاهز لتنفيذ محطات شمسية (فيديو)
- محطة طاقة شمسية في السعودية تضم 5.6 مليون لوح.. ما القصة؟
- برج شمسي في السعودية يولّد الكهرباء على مدار 24 ساعة
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في يناير 2024 تشهد صدارة قطرية
- أدنوك للغاز.. 6 صفقات خلال عام تضعها في صدارة السوق العالمية
- قطر للطاقة توقع صفقة تصدير مكثفات لمدة 10 سنوات