تسرب النفط يربك قطاع الطاقة في داكوتا الشمالية.. 7 حوادث في أسبوع
محمد عبد السند
- هبوط إنتاج النفط بصورة حادة في داكوتا الشمالية
- تسرب آلاف البراميل من المياه المنتجة والنفط الخام في داكوتا الشمالية
- توقف قرابة 40% من إنتاج النفط في الولاية بسبب الطقس البارد وتحديات التشغيل
- منذ أمس الخميس 18 يناير (2024) جرى إزالة 100 برميل
- تعطّلت مصفاة تكرير النفط في بورت آرثر بولاية تكساس البالغة سعتها 238 ألف برميل يوميًا
قادت حوادث تسرّب النفط العديدة التي شهدتها داكوتا الشمالية إلى حالة من عدم الاستقرار في قطاع الطاقة بثالث أكبر ولاية مُنتِجة للخام في الولايات المتحدة الأميركية.
وتتعرّض أميركا -حاليًا- لموجة برد قارس مصحوبة بتساقط الثلوج والأمطار على مناطق شاسعة من البلاد، ما أدى إلى تعطل عمل بعض المصافي، كما هو الحال في داكوتا الشمالية.
ووقعت 7 من حوادث تسرب النفط والمياه الملحية خلال المدة من 11 إلى 18 يناير/كانون الثاني (2024)، ما قاد إلى تسرب آلاف البراميل من المياه المُنتَجة والنفط الخام في أجزاء من مقاطعات دان وماكينزي وماونتريل وموبيرغ، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير المياه المُنتَجة إلى مزيج من المياه الملحية والنفط، بل وأحيانًا سوائل الحفر، التي تتشكّل في أثناء عملية إنتاج النفط والغاز.
الحوادث تتوالى
أعلنت إدارة النفط والغاز في داكوتا الشمالية وقوع حوادث تسرب النفط في 18 يناير/كانون الثاني (2024)، مشيرة إلى أن بعضًا من المناطق التي نالتها تلك الحوادث قد جرى تطهيرها، وفق ما أورده موقع إنفورام INFORUM)).
وفي المجمل شهدت داكوتا الشمالية تسرّب 7.159 برميلاً من المياه المُنتَجة، و829 برميلًا من النفط الخام.
وبينما ما تزال التحقيقات جارية في حوادث تسرب النفط، تبرز التسربات الناجمة عن خطوط ضخ المياه، وتلف المعدات والأنابيب بسبب الطقس المتجمد، مسؤولاً جزئيًا عن تلك الحوادث.
وفي 11 من يناير/كانون الثاني (2024) وقعت حادثة تسرب شملت 468 برميلًا من المياه المُنتَجة بعد تلف في المعدات ذات الصلة، وفق تقديرات إدارة خدمات المياه في مدينة هيس.
ومنذ الخميس 18 يناير/كانون الثاني (2024)، جرى إزالة 100 برميل، في حين بقيت المياه المُنتَجة داخل الجدار الرملي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بلاغات تسرب جماعية
أبلغت شركة جودنايت ميدستريم (Goodnight Midstream)، الواقعة بالقرب من مدينة واتفورد في مقاطعة ماكينزي، عن وقود حوادث تسرب نفط شملت 236 برميلاً من المياه المُنتَجة، إثّر تجمد الأنابيب في 13 يناير/كانون الثاني (2024)، علمًا بأن هناك قرابة 150 برميلًا مسربة قد جرى إزالتها حتى الآن.
وفي اليوم نفسه وقع حادث تسرب آخر في مقاطعة ماكينزي عندما تسربت 1.026 برميلاً من المياه المُنتَجة، و54 برميلًا من النفط الخام من شركة وايت بوت أويل أوبريشنز (White Butte Oil Operations)، نتيجة تعطل في المعدات بسبب الطقس المتجمد، لكن جرى استرداد كل النفط والمياه المتسربة لاحقًا.
كما أبلغت شركة كورد إنرجي (Chord Energy) العاملة في مجال استكشاف المحروقات والتكسير الهيدروليكي في حوض ويليستون في داكوتا الشمالية عن تسرب 775 برميلًا من النفط الخام في 16 من يناير/كانون الثاني (2024)، غير أن جميع السوائل المسربة قد جرى استعادتها بعد ذلك.
وفي الوقت نفسه تقريبًا تسربت 750 برميلًا من المياه المُنتَجة في مقاطعة دون، وجرى تنظيفها بالكامل تقريبًا، وفق تصريحات شركة إكس تي أو إنرجي (XTO Energy).
وفي أعقاب 3 أيام من تسرّب 689 برميلًا من المياه المُنتَجة في مقاطعة مونتريل، أبلغت شركة ليبرتي ريسيورسيز مانجمنت كومباني إل إل سي (Liberty Resources Management Company LLC) عن الحادث، قائلة إنه وقع في 14 يناير/كانون الثاني (2024) وجرى استرداد 500 برميل.
وفي 18 يناير/كانون الثاني (2024) أبلغت كورد إنرجي عن أحدث وأكبر تسرب، وقع نتيجة كسر في خط الأنابيب، ما أدى إلى إطلاق ما يقرب من 3 آلاف و800 برميل من المياه المُنتَجة، ما يماثل قرابة 160 ألف غالون، على بُعد قرابة 6 أميال شمال غرب مدينة ألكساندر في داكوتا الشمالية.
الطقس البارد يهوي بالإنتاج
أثرت حوادث تسرب النفط سلبًا في قطاع الطاقة في داكوتا الشمالية، إذ توقف نحو 40% من إنتاج النفط في الولاية بسبب الطقس البارد وتحديات التشغيل، وفق ما أعلنته هيئة خطوط الأنابيب بالولاية في 17 يناير/كانون الثاني (2024).
وهبط إنتاج النفط في داكوتا الشمالية بواقع 500 ألف برميل يوميًا، إلى 550 برميلًا يوميًا، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
طلب قياسي على الغاز
في 17 يناير/كانون الثاني (2024) قادت درجات الحرارة المنخفضة التي تصل إلى حد التجمد في العديد من المناطق الأميركية مستويات الطلب على الطاقة إلى ذروتها في بعض أنحاء البلاد، بعدما استهلكت المنازل والشركات كميات قياسية من الغاز الطبيعي للتدفئة وتوليد الكهرباء، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
ونتج عن الطقس المتطرف إغلاق مصفاة على ساحل الخليج في تكساس، وحصول أعطال في مصافٍ أخرى، وتقليص إنتاج النفط في داكوتا الشمالية إلى النصف، كما تعطلت مصفاة تكرير النفط في بورت آرثر بولاية تكساس، البالغة سعتها 238 ألف برميل يوميًا، إثر انقطاع التيار الكهربائي صباح الـ16 من يناير/كانون الثاني (2024).
وقالت هيئة وادي تينيسي (Tennessee Valley Authority) ، مرفق الكهرباء المملوك للحكومة الأميركية، إنها رصدت ذروة قياسية للطلب على الغاز صباح أمس الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني، حينما لامس الطلب 34 ألفًا و526 ميغاواط، متخطيًا أعلى مستوى سابق على الإطلاق كان قد رُصد في أغسطس/آب ( 2007).
وفي 17 يناير/كانون الثاني (2024) قفز الطلب على الغاز في الولايات المتحدة إلى 167.8 مليار قدم مكعبة يوميًا، وفق بيانات شركة إل إس إي جي (LSEG) المالية.
في غضون ذلك هبط إنتاج الغاز الأميركي بواقع 17 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال المدة من 8 إلى 16 يناير/كانون الثاني (2024) إلى 90.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، مسجلًا أدنى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفقًا لـ"إل إس إي جي".
وتحتاج أميركا إلى مليار قدم مكعبة من الغاز، لتزويد نحو 5 ملايين منزل بالوقود ليوم واحد.
موضوعات متعلقة..
- البرد يضرب صناعة النفط في أميركا.. إنتاج داكوتا يهبط 650 ألف برميل يوميًا
- النفط في أميركا اللاتينية.. 3 سيناريوهات متوقعة للإنتاج والصادرات (تقرير)
- سعة تكرير النفط في أميركا ترتفع للمرة الأولى خلال 3 سنوات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر ناقلة سيارات تعمل بالغاز المسال في العالم تدخل حيز التشغيل (صور)
- هل تتأثر صادرات النفط السعودي بتوترات البحر الأحمر؟.. رئيس أرامكو يجيب
- شركات التكرير الهندية تتنافس على النفط الفنزويلي.. بديل الشرق الأوسط