شحنة نادرة من البنزين الأميركي تتجه إلى دولة أفريقية
أسماء السعداوي
لأول مرة منذ سنوات، تشقّ شحنات من البنزين الأميركي طريقها إلى أفريقيا وأستراليا؛ إذ تعتمد تلك المناطق البعيدة على المورّدين الأقرب.
وبدعم من الأسعار الجاذبة وارتفاع المخزون، خرجت شحنات من البنزين من ساحل الخليج الأميركي متجهة إلى أستراليا وموزمبيق، وهو ما يفتح الباب لإطلاق العنان للوقود في رحلته نحو استعادة الأسواق المنسية.
وحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بلغ حجم الشحنة المتجهة إلى أستراليا نحو 700 ألف برميل، في حين بلغ حجم الشحنة إلى موزمبيق نحو 170 ألف برميل.
وعلى عكس أسعار النفط، تشهد أسعار البنزين الأميركي والمقطرات انخفاضًا ملحوظًا، بالتزامن مع الزيادة الضخمة في حجم المخزونات.
صادرات البنزين الأميركي
خرجت شحنة البنزين الأميركي إلى موزمبيق، من هيوستن متجهة إلى بيرا على متن الناقلة "إس تي آي مايتي"، ومن المتوقع تفريغها خلال الأسبوع الجاري.
وتلك هي أولى شحنات البنزين الأميركية إلى الدولة الأفريقية منذ 4 سنوات، وفق ما طالعته منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وبالنسبة للشحنة المتجهة إلى أستراليا، فقد خرجت من مصفاة فاري فيل التابعة لشركة ماراثون بتروليوم (Marathon Petroleum) في لويزيانا يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وكانت الشحنة محمّلة على متن السفينة "إس تي آي ماديسون" التي استأجرتها شركة "أتلانتيك تريدينغ آند ماركيتينغ" (Atlantic Trading & Marketing) المملوكة لشركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies).
ومن المتوقع تفريغ الشحنة في سيدني بحلول نهاية شهر يناير/كانون الثاني الجاري (2024)، وفق بيانات تتبّع السفن الصادرة عن شركة "إل إس إي جي" (LSEG).
وتلك هي أولى شحنات الوقود الأميركي إلى أستراليا منذ قرابة 3 أعوام، والأولى من ساحل الخليج الأميركي منذ أكثر من 4 سنوات، وفق بيانات شركة كبلر (Kpler) لتتبّع السفن.
ومن غير المتوقع أن تنمو صادرات البنزين الأميركي إلى أستراليا، بسبب الفارق الضعيف بين الأسعار في الشرق والغرب.
كما تعتمد واردات أستراليا من البنزين بصورة كبيرة على كوريا الجنوبية وسنغافورة والأسواق الأسيوية الأخرى.
أسعار البنزين الأميركي
تسببت القيود على حركة المرور في قناة بنما، باضطرار مصافي ساحل الخليج الأميركي إلى خفض أسعار الشحنات الموجهة لأسواق التصدير، وهو ما جعل أسعار البنزين أكثر تنافسية.
وعن ذلك يقول أحد تجّار البنزين في سنغافورة: "أسعار البنزين القادمة من ساحل الخليج الأميركي رخيصة للغاية حاليًا"، واصفًا الصفقات بـ"الانتهازية"، في إشارة إلى أنها جيدة بسبب رخص الأسعار.
وانخفض الطلب على البنزين الأميركي في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى أدنى مستوى له خلال عام.
وارتفع المخزون في المنطقة الثالثة من "إدارات النفط الدفاعية" على طول ساحل الخليج بنسبة 9.5% على أساس سنوي بنهاية الشهر المنصرم.
وتنقسم الولايات المتحدة إلى 5 مناطق رئيسة تسمى بإدارات النفط الدفاعية للقطاعات "PADD"، وتُستعمل لوصف مناطق تكرير النفط.
وجاء ارتفاع المخزون بدعم من انتعاشة الإنتاج، بعد توقّف عمليات الصيانة بالمصافي خلال موسم الخريف.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة المنصرمة، شهدت أسعار البنزين الأميركي تراجعًا مطّردًا من 3.73 دولارًا للغالون في أكتوبر/تشرين الأول إلى 3.10 دولارًا يوم الجمعة الماضية (6 يناير/كانون الأول 2024).
وتزامن ذلك الانخفاض في الغالب مع هبوط أسعار خام غرب تكساس الوسيط من 82.31 دولارًا للبرميل قبل 3 أشهر إلى 73.58 دولارًا يوم الجمعة الماضية.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- محددات أسعار البنزين الأميركي:
عادة ما تنخفض أسعار البنزين خلال موسم الشتاء بسبب تراجع الطلب، حسب تقرير نشرته منصة "أويل برايس" (oilprice) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت ثمة توقعات بأن تواصل أسعار بيع البنزين بالتجزئة تراجعها في أميركا إلى أقل من 2.99 دولارًا للغالون، لأول مرة منذ عام 2021، إلّا أن التوترات في الشرق الأوسط والمضاربين وضعوا حدًا لذلك التراجع.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يصل سعر البنزين خلال عام 2024 إلى 3.36 دولارًا للغالون في المتوسط.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية بدعم من ولايات الساحل الشرقي
- أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت فوق 78 دولارًا
- انخفاض مخزونات النفط الأميركية.. وقفزة كبيرة في البنزين والمقطرات
اقرأ أيضًا..
- شركة بريطانية تبيع نصف أصولها في مصر بقطاع الغاز.. ما السبب؟
- أكبر حقل غاز في أوروبا يستأنف الإنتاج رغم إغلاقه في 2023
- إدارة معلومات الطاقة ترفع تقديرات الطلب على النفط في 2024
- صفقة أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا تقترب من الحسم