تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

محطة كهرباء بريطانية تثير الجدل بعد تحولها من الفحم إلى الخشب

حياة حسين

هل تتحوّل محطة كهرباء دراكس البريطانية (Drax) التي تعمل بحرق الخشب بعد الفحم لتصبح صديقة للبيئة؟ تساؤل وغضب وآمال حول هذه القضية، أثارتها خطة حكومية جديدة تعمل على احتجاز وتخزين انبعاثات الكربون منها.

وتُعد دراكس من أكبر محطات الطاقة الملوثة التي تبث غازات الدفيئة في هواء المملكة المتحدة، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتستعد الحكومة للموافقة على خطة احتجاز الكربون وتخزينه بكميات مليارية من الأطنان من محطة دراكس البريطانية، في مشروع تقول عنه إنه سيجعل المحطة "حيادية الكربون".

وكانت المحطة قد أثارت غضب نشطاء البيئة والمناخ من قبل، بسبب تحولها إلى استبدال الفحم بالخشب، ليبلغ إجمالي ما حرقته العام الماضي (2023) فقط، نحو 8 ملايين طن.

وقال ناشطون إن بريطانيا تستورد الخشب المقطوع من غابات شمال أميركا، وهي عملية تسبب تدميرًا للبيئة.

محطة كهرباء دراكس

تعلن وزيرة الطاقة كلير كوتينهو، الأسبوع المقبل، موافقة الحكومة على خطة جديدة بشأن محطة دراكس البريطانية، تستهدف بناء محطتين عملاقتين لاحتجاز الكربون داخل وحدات التوليد الأربع فيها؛ ما يعني انتهاء عصر الانبعاثات بصورة كاملة فيها.

وتدّعي الحكومة أن الخطة الجديدة ستزيل كميات من انبعاثات الكربون بالمحطة أكبر من التي تنتجها؛ ما يجعل محطة دراكس أول محطة حرارية حيادية الكربون في العالم، بينما يؤكد نشطاء البيئة أنها ستدمّر الغابات وترفع التكلفة للمستهلكين بمليارات الجنيهات الإسترلينية.

وستُطلِق الوزيرة حوارًا حول أفضل طريقة لزيادة دعم النظام، الذي حصلت محطة كهرباء دراكس بموجبه على 617 مليون جنيه إسترليني (783.59 مليون دولار أميركي) من فاتورة المستهلكين.

الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا

وخطة تطوير المحطة وتشغيلها مؤقتة، ومن المفترض انتهاؤها عام 2027، لكن الوزيرة ستسعى لتمديدها حتى العقد المقبل، حسبما ذكرت صحيفة "التليغراف"، أمس السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024.

وفي شهر أبريل/نيسان 2023، أعلنت أكبر شركة لتطوير المصادر المتجددة في المملكة المتحدة "دراكس"، أن محطة الكهرباء العاملة بالفحم لديها في نورث يوركشاير لن تستعمل الفحم بعد الآن، وستعتمد على "الكتلة الحيوية المستدامة" لتشغيل المحطة.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة ويل غاردنر، حينها، الخطة المرتقب إعلان موافقة الحكومة عليها الأسبوع المقبل، الخاصة باحتجاز الكربون، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وزيرة الطاقة البريطانية كلير كوتينهو
وزيرة الطاقة البريطانية كلير كوتينهو - الصورة من سكاي نيوز

أزمة محطة كهرباء دراكس

تُعد قضايا الطاقة في المملكة المتحدة خلال الآونة الأخيرة الأكثر إثارة للجدل قبل الانتخابات القادمة.

وبعد إعلان تحويل محطة كهرباء دراكس البريطانية، التي تعمل بحرق الخشب، لتصبح حيادية الكربون، استقال، يوم الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، وزير الطاقة السابق كريس سكيدمور، من حزب المحافظين، وأعلن استقالة رسمية من البرلمان، عندما يعود للعمل بعد عطلة عيد الميلاد يوم غد الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024، بسبب تشريع يشجع على زيادة البحث والتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال.

وعبر "سكيدمور" المنحاز إلى قضايا المناخ وحمايته، عن اعتراضه على التشريع قائلًا: "إن مشروع القانون هو إشارة من المملكة المتحدة على أنها تتراجع أكثر من أي وقت مضى عن التزاماتها المناخية".

وفي الوقت الذي تشجّع حكومة بريطانيا مثل هذه المشروعات، تؤكد أن البلاد ستصبح قائدة في تقنيات تمكنها من تحقيق الحياد الكربوني.

وقال تقرير الحكومة عن إستراتيجية الحياد الكربوني: "إن تخزين الكربون واحتجازه لا يجعل الكتلة الحيوية المستدامة قادرة على توليد وقود منخفض الكربون فقط، بل قد تكون سلبية الكربون".

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة دراكس ويل غاردنر، إن تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه والكتلة الحيوية المستدامة المعروفة بـ"بيكس" (Beccs)، هي الوحيدة واسعة النطاق القادرة على توليد كهرباء متجددة، وفي الوقت نفسه إزالة الكربون.

أمن الطاقة في بريطانيا

تحرص الحكومة على استمرار عمل محطة كهرباء دراكس؛ نظرًا إلى أهميتها في حماية أمن الطاقة بالبلاد، خاصة أنها تزود المملكة المتحدة بنحو 4% من احتياجاتها من الكهرباء.

وترى الحكومة أن خطة بيكس تجعل معادلة الكربون متوازنة، إذ إن الاعتراض من قبل نشطاء المناخ يتمثل في قطع الأشجار التي تُحرق في محطة مثل دراكس، والتي تؤدي دورها بتنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما ستفعله الخطة المرتقبة.

وتتفق الرئيسة التنفيذية لجمعية الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة في المملكة المتحدة نينا سكوروبسكا، مع وجهة نظر الحكومة.

وقالت: "إن كل الجهات الدولية، متضمنة وكالة الطاقة الدولية واللجنة الحكومية للمناخ التابعة للأمم المتحدة، أكدت أن الخطة البريطانية سيكون لها دور حاسم في إزالة الكربون وتمكين البلاد من تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050".

بينما أثارت الخطة غضب نشطاء البيئة، مثل جماعات "أصدقاء الأرض" (Friends of the Earth)، والتي أشارت إلى أنه على الرغم من تحول محطة كهرباء دراكس البريطانية من الفحم إلى الخشب؛ فإن الدولة لا تزال بمفردها صاحبة أكبر إسهام في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي تزيد على 13 مليون طن سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق