طموحات شركات التكرير الهندية الخضراء تصطدم بتقليص الدعم
هبة مصطفى
تكافح شركات التكرير الهندية المملوكة للدولة للالتزام بخطط تحول الطاقة المُعدة سلفًا، غير أن العجز المالي لميزانية البلاد دفع نحو إعادة النظر في مخصصات دعم المشروعات الخضراء، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتترقب المصافي الدعم الحكومي المخصص للعام المالي الجاري، لتتمكن من تنفيذ 3 مشروعات، قبل أن تتواتر أنباء بعزم الحكومة تقليص قيمة الدعم وخفضها إلى ما يقرب النصف.
وما زال الأمر قيد الدراسة، إذ لم يخضع لموافقة مجلس الوزراء لدى ثالث أكبر الاقتصادات الآسيوية بعد، لكنه يبدو حلًا ذهبيًا في إطار مسار خفض النفقات وسط محاولات لسد العجز المالي.
تقليص دعم المشروعات الخضراء
قد يصل دعم المشروعات الخضراء، التي تتبناها شركات التكرير الهندية المملوكة للدولة، إلى 150 مليار روبية هندية (1.8 مليار دولار أميركي) خلال العام المالي الحالي، وهو ما يعادل نصف قيمة الدعم المعلن سابقًا للعام ذاته، حسب ما كشفت عنه مصادر لـ"رويترز".
* (العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في مارس/آذار من العام اللاحق له).
وكانت حكومة نيودلهي قد خصّصت ما يُقدر بنحو 300 مليار روبية (3.6 مليار دولار أميركي)، لدعم هذه المشروعات، لكن يبدو أن العجز المالي عدّل من وجهات الإنفاق.
( الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)
وبالإضافة إلى ذلك، لن تحصل شركات التكرير الهندية على قيمة الدعم البالغة 1.8 مليار دولار أميركي، للإنفاق على مشروعاتها الخضراء دفعة واحدة خلال العام المالي الجاري، وهو الأمر الذي قد يُسهم قليلًا في خفض العجز المالي بالناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
خطط شركات التكرير
تتبنّى شركات التكرير الهندية 3 مشروعات تتوافق مع الاتجاه نحو التحول الأخضر في مجال الطاقة بالدولة الآسيوية، في إطار المستهدفات الطموحة لخفض انبعاثات الصناعات الثقيلة.
وتستهدف شركتا بهارات بتروليوم (Bharat Petroleum) وهندوستان بتروليوم (Hindustan Petroleum) الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2040، في حين أرجأت شركة إنديان أويل (Indian Oil) هذا المستهدف حتى عام 2046.
ولم تُعلن شركات التكرير الهندية موقفها من تقليص الحكومة دعم مشروعاتها الخضراء إلى 1.8 مليار دولار، خلال العام المالي الجاري (2023- 2024) الممتد حتى نهاية مارس/آذار المقبل.
وربما كان الوضع المالي المستقر لشركات التكرير حافزًا للحكومة لخفض الدعم من 3.6 مليار دولار إلى النصف، إذ تُشير التوقعات إلى أن ارتفاع نفقات هذه الشركات على مشروعات التحول الأخضر للطاقة قد يستغرق عامين أو 3 أعوام.
وتسعى نيودلهي إلى إحراز خطوات قوية في مسار تحول الطاقة، عبر دعم التقنيات والمشروعات الخضراء لشركات التكرير الهندية والصناعات كثيفة الاستهلاك تارة، وتعزيز مشروعات الطاقة المتجددة تارة أخرى.
وخلال النصف الأول من العام المالي الجاري، استوردت الهند ألواحًا شمسية تفوق ما استوردته خلال العام المالي السابق بأكمله (2022- 2023)، بقدرة تصل إلى 8.9 غيغاواط خلال الأشهر من أبريل/نيسان 2023 حتى أكتوبر/تشرين الأول.
مساعٍ "خضراء".. ولكن
لا تقل الخطوات التي تُحرزها شركات التكرير الهندية، لإنجاز تقدم على طريق التحول الأخضر للبلاد، عن الجهود المبذولة للتوسع في الطاقة المتجددة وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على قطاع الكهرباء.
وتستهدف الهند ما يصل إلى 19 غيغاواط خلال العام الجاري 2024، موزعة بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتتمكن الدولة الواقعة جنوب آسيا من تلبية تعهداتها بتحقيق الحياد الكربوني عام 2070، بعد خفضها الانبعاثات بنسبة تصل إلى 45% بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
وتتطلع -أيضًا- إلى إنشاء سوق للكربون، يشكل قطاعات عدة في البلاد، على رأسها قطاع النفط وشركات التكرير الهندية، وكذلك عدد من محطات الكهرباء، وغيرها من الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة.
ولم تغفل الدولة الآسيوية قدرة الهيدروجين الأخضر على خفض الانبعاثات، إذ لم تكتفِ بتكثيف إنتاجه فقط لاستهلاكه محليًا، لكنها قررت التوسع في التصدير أيضًا.
وتُخطط الهند لإنتاج 2.9 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، بحلول عام 2030، رغم أن إنتاجها السنوي بلغ -حتى الان- 0.2 مليون طن فقط.
موضوعات متعلقة..
- أكبر شركات التكرير الهندية تشتري كميات قياسية من النفط الروسي والخليجي خلال شهر
- واردات الهند من الألواح الشمسية تنتعش.. وهؤلاء كبار المصدرين
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند قد يلامس 3 ملايين طن سنويًا بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- سوق الطاقة العالمية.. 5 توجهات ترسم ملامح 2024
- أسعار البنزين عالميًا في 2024.. 5 دول عربية بقائمة الأرخص (تقرير)
- إزالة الكربون من صناعة الألومنيوم.. 3 تقنيات واعدة في طور التجارب (تقرير)