مزارع الرياح تستعمل الفقاعات الهوائية لحماية البيئة البحرية.. وداعًا لنفوق الحيتان
محمد عبد السند
- مزارع الرياح البحرية تهدد البيئة البحرية في أميركا
- الضوضاء الناتجة عن مشروعات الرياح البحرية تربك النظام الإيكولوجي البحري
- تستهدف الإدارة الأميركية منح تراخيص تشغيل لنحو 16 مزرعة رياح بحرية بحلول 2025
- تشتمل عملية صناعة ستائر الفقاعات الفاعلة على استعمال خراطيم مطاطية مثقوبة ومغلفة بالفولاذ تُثَبَّت في قاع البحر
- يمكن أن يؤدي الصوت إلى تحفيز استجابة البقاء على قيد الحياة لدى الحيتان والدلافين
تواجه مزارع الرياح البحرية -المنفّذة أو الجاري تنفيذها- على السواحل الأميركية انتقادات حادّة لتأثيرها السلبي المزعوم في النظام الإيكولوجي البحري؛ إذ يُلقى عليها اللوم مباشرة في نفوق أعداد كبيرة من الحيتان.
ويرى المناهضون لصناعة الرياح أن تلك المشروعات تُربِك الحياة البحرية، وتؤدي إلى نفوق، أو حتى هجرة، أعداد كبيرة من الأنواع البحرية لمناطق أخرى آمنة، ما يخلّ بالتوازن الطبيعي في تلك البيئة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقد يهدد هذا الموقف العدائي لطاقة الرياح اكتمال تنفيذ تلك المشروعات، التي تعول عليها الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها المناخية وتعزيز أمن الطاقة.
حل ابتكاري
في ضوء تلك الخلفية، أضحت المياه قبالة سواحل نيو إنغلاند أكثر ضجيجًا في العام الماضي (2023)، في حين دخلت أول مزرعة رياح بحرية ضخمة في البلاد حيز التشغيل، وفق ما أورده موقع إنسيبتيف مايند (InceptiveMind).
ومن الممكن أن يُخلّف ذلك آثارًا سلبية على الحياة البحرية، لا سيما الحيتان والدلافين والأنواع الحية المهددة بالانقراض التي تسكن شمال المحيط الأطلسي.
ولتخفيف تلك الآثار الضارة المحتملة على الحياة البحرية، طورت مزارع الرياح البحرية حلًا ابتكاريًا تَمثَّل في الفقاعات الهوائية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس شركة ثاير ماهان أوفشور (ThayerMahan Offshore) ريتشارد هاين: إن "الخوازيق التي تُثَبَّت في المحيط يصدر عنها مستويات مرتفعة جدًا من الضوضاء".
وتُعدّ ثاير ماهان أوفشور أول شركة أميركية تجرّب تقنية "الستائر الفقاعية" لبناء توربينات الرياح.
وأضاف هاين أن جدران الفقاعات الهوائية تساعد على امتصاص الطاقة الصوتية، موضحًا: "يمكنك القضاء على ما يتراوح بين 80% و90% من الطاقة الصوتية، وتقليصها إلى ما دون المستويات التي تسبّب عندها أضرارًا للكائنات البحرية".
وتَصدر ضوضاء شديدة عند إنزال هياكل الأساس مثل الأساسات أحادية الطبقة أو السترات إلى قاع المحيط عبر مطارق هيدروليكية كبيرة، ومن الممكن أن تؤثّر تلك الضوضاء والاهتزازات سلبًا في الحياة البحرية، لا سيما الأسماك والثدييات البحرية، مثل الدلافين والحيتان.
الستائر الفقاعية
بينما تتوسع صناعة الرياح البحرية بوتيرة سريعة قبالة سواحل الولايات المتحدة الأميركية، فإنها تبحث عن طرق لخفض آثارها المحتملة في البيئة البحرية.
ولعل إحدى تلك الطرق استعمال ما يُطلق عليه "الستائر الفقاعية"، التي تبرز واحدة من التقنيات التي تحاول من خلالها مزارع الرياح البحرية تخفيف الأضرار المحتملة، في ظل تزايد أعداد تلك المنشآت على السواحل الأميركية.
وتوجِد تلك الأجهزة جدرانًا فقاعية حول موقع البناء، تعمل على خفض مستوى الضوضاء، والاهتزازات التي من شأنها أن تُلحق الضرر بالحياة البحرية.
نفوق الحيتان
تكتسب تلك التقنية أهمية متنامية في ضوء تزايد معدلات نفوق الحيتان على السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأميركية؛ ما أثار القلق إزاء الآثار الضارة التي تخلّفها مزارع الرياح البحرية على الحيوانات المهددة بالانقراض.
وبينما عزا الخبراء حالات النفوق بين الحيتان إلى اصطدام السفن، وتشابكات الصيد، وتنامي أعداد الحيتان الحدباء، واجهت صناعة الرياح البحرية انتقادات حادة من المشرّعين الجمهوريين وأصحاب المنازل الموجودة على الشاطئ.
ووضعت تلك الاتهامات القاسية ضغوطًا شديدة على مطوري مزارع الرياح البحرية لإظهار التزامهم بحماية البيئة وتخفيف آثار تلك المنشآت بالكائنات البحرية الموجودة في المنطقة.
ولذا، فإن استعمال الستائر الفقاعية قد يساعد الصناعة على تجنّب مزيد من الجدل، وضمان تحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
أهداف طموحة
حددت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة من الأهداف الطموحة لمزارع الرياح البحرية في الولايات المتحدة الأميركية، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف الإدارة الأميركية منح تراخيص تشغيل لنحو 16 مزرعة رياح بحرية بحلول أواسط العقد الجاري (2025)، في حين تأمل تشغيل 10 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية المولدة بتوربينات الرياح بحلول نهاية عام 2030، فيما يُعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف الوطنية والمناخية.
وتُبنى أولى مزرعتي رياح بحريتين كبيرتين -فينيارد ويند (Vineyard Wind) وساوث فورك ويند (South Fork Wind) - قبالة سواحل جزيرة رودي آيلاند وماساتشوسيتس.
آلية التقنية
تستعمل تلك المشروعات ستائر الفقاعات المزدوجة خلال عملية تركيب التوربينات؛ بهدف خفض الصوت المرتفع الناجم عن التشغيل.
وتشتمل عملية صناعة ستائر الفقاعات الفاعلة على استعمال خراطيم مطاطية مثقوبة ومغلّفة بالفولاذ تُثَبَّت في قاع البحر بحلقتين متحدة المركز حول عمود أحادي.
وحينما تنبض الموجات الصوتية خلال دقّ الخوازيق، يجب أن تنتقل الطاقة الصوتية عبر جداري الهواء، مما يقلل تأثيرها بشكل كبير، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي مزرعة فينيارد، يشرع الطاقم المكون من قرابة 30 شخصًا، من بين ذلك أطقم سطح السفينة المتمركزة في نيو إنغلاند، بالتحضير قبل نحو 30 دقيقة من بدء دقّ الخوازيق لإنشاء حواجز هوائية ملائمة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس شركة ثاير ماهان أوفشور ريتشارد هاين: "الحيتان حسّاسة جدًا لمزارع الرياح البحرية"، مضيفًا: "إنها جزء أساس من تركيب توربينات الرياح بأمان، وعلى نحو ملائم للبيئة، بما لا يتسبب في قتل الحيتان والأسماك".
وعلاوة على ذلك، تبرز تقنية الستائر الفقاعية أداة فاعلة لتخفيف الصوت ذي التردد العالي، وهو ما يجعل الظروف مواتية للثدييات البحرية مثل خنازير البحر والدلافين.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الرياح البحرية وراء نفوق الحيتان في نيوجيرسي الأميركية (فيديو)
- هل تتسبب مشروعات الرياح البحرية في نفوق الحيتان على سواحل أميركا؟
- تكلفة طاقة الرياح البحرية في أميركا قابلة للانخفاض بهذه الحالة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
-
وزير النفط الليبي: مشروع الغاز المسال لم يكتمل.. وهذا رأيي في تخفيضات أوبك+ (2/2) - حوار
-
إنتاج الأمونيا الخضراء في مصر ينتعش باتفاقية جديدة
-
أسعار الكهرباء في مصر تقفز 22%.. والحكومة تعلن استمرار انقطاعها