قفزة في واردات تركيا من الغاز المسال.. وشحنات من مصر والجزائر
أسماء السعداوي
ارتفعت واردات تركيا من الغاز المسال خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري (2023)، لتسجل أعلى مستوى لها منذ فبراير/شباط من العام نفسه، حسب بيانات حديثة حصلت منصة الطاقة على نسخة منها.
وتتزايد مساعي أنقرة لشراء الغاز المسال، استعدادًا للقفزة المتوقعة في حجم الطلب مع قرب حلول العام الميلادي الجديد (2024).
وبلغ حجم واردات تركيا من الغاز المسال 1.47 مليون طن، ارتفاعًا من 610 آلاف طن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتضمّنت قائمة كبار المورين كلًا من: الولايات المتحدة، والجزائر، وروسيا، ومصر، ونيجيريا، على الترتيب.
الطلب على الغاز المسال في تركيا
يتوقع تجار أن يرتفع الطلب على الغاز المسال في تركيا خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من عام 2024، في الوقت الذي ربما يتراجع فيه حجم الإمدادات القادمة من إيران ودول شمال أفريقيا بسبب برودة الطقس المرتقبة.
ونتيجة لتأثير انخفاض درجات الحرارة في أسواق التصدير لدى شمال أفريقيا وإيران، يقول تجار إن بعض تلك المصادر ربما تحجب إمدادات الغاز والغاز المسال لصالح استهلاكها محليًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن يرتفع فيه كل من الطلب والاستهلاك في تركيا، لتلبية الطلب المحلي خلال موسم التدفئة.
ومع استمرار العرض في السوق، يقول مسؤولون إنهم يرون اهتمامًا بالشراء خلال أول شهرين من العام الجديد (2024).
وعلى الرغم من ارتفاع الطلب، يتوقع التجار أن تواصل أسعار الغاز المسال العالمية اتجاهها الهبوطي، بحسب بيانات وكالة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).
وستساعد المخزونات الوفيرة في احتواء أي ارتفاع للأسعار بمنطقة شرق المتوسط خلال المدة المتبقية من موسم التدفئة، لكن مقارنة بشمال غرب أوروبا، ستكون الأسعار أعلى بسبب الطلب المنخفض بتلك المنطقة من القارة العجوز.
وستساعد المخزونات الوفيرة في احتواء أي ارتفاع للأسعار بمنطقة شرق المتوسط خلال المدة المتبقية من موسم التدفئة، لكن الأسعار في تلك المنطقة ستكون أعلى من شمال غرب أوروبا بسبب انخفاض الطلب هناك.
وبلغ سعر عقود الشراء في فبراير/شباط 2024، 10.45 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة قدرها 8.5 سنتًا عن السعر في شمال غرب أوروبا، بحسب أسعار وحدة بلاتس التابعة لوكالة "إس آند بي غلوبال".
لكن السعر يظل منخفضًا بمقدار 69 سنتًا للمليون وحدة حرارية بريطانية عن سعر مؤشر "تي تي إف" الهولندي (TTF) للشهر نفسه (فبراير/شباط).
مصادر واردات تركيا من الغاز المسال
تصدَّرَ الغاز المسال الأميركي قائمة واردات تركيا منه في ديسمبر/كانون الأول 2023، مستحوذًا على نسبة 38% من إجمالي الإمدادات.
وجاءت الجزائر في المركز الثاني بنسبة تقترب من 37%، ثم روسيا بنسبة 10%.
وتدفقت شحنات -أيضًا- من مصر التي شكلت نحو 10% من إجمالي واردات تركيا من الغاز المسال، وتذيلت نيجيريا القائمة بنسبة 5% فقط.
وعلى نحو خاص، اتجهت مصر إلى تصدير كميات أكبر من الغاز المسال، أملًا في حصد المزيد من النقد الأجنبي إلى خزينة البلاد، وتعويض مدة توقف الصادرات التي امتدت طوال فصل الصيف المنصرم.
وفي يوليو/تموز المنصرم (2023)، توقفت صادرات مصر من الغاز المسال، من أجل تلبية الطلب المحلي، والحدّ من أزمة انقطاع الكهرباء؛ إذ يُستعمل الغاز بصورة رئيسة في المحطات.
ثم قال وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، في 19 يوليو/تموز (2023)، إن صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا ستعود في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، قالت مصادر إن "تصدير الغاز المسال أولوية، لكي تتمكن الوزارة (الكهرباء) من توفير العملة الصعبة (الدولار)، ونأمل أن تنتهي أزمة قطع الكهرباء في أسرع وقت".
ويشكل قطاع الكهرباء والتدفئة ثلث استهلاك الغاز الطبيعي في مصر.
وأطلقت القاهرة خطة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، بهدف ترشيد استهلاك الغاز بقطاع الكهرباء، من أجل توفير كميات أكبر للتصدير وتحقيق الاستفادة من الأسعار المرتفعة في السوق العالمية.
موضوعات متعلقة..
- دور مركز الغاز بين روسيا وتركيا في إعادة تشكيل سوق الطاقة (مقال)
- الغاز الجزائري يؤمن احتياجات أوروبا الشرقية بصفقة مع تركيا
- أنبوب الغاز بين إسرائيل وتركيا.. مشروع ضخم يواجه الفشل (مقال)
اقرأ أيضًا..
- روسيا تعلن توقعاتها لأسعار النفط في 2024.. لأول مرة
- مشروعات الهيدروجين في 2023.. إعلانات وخطط طموحة مع نقص المشترين
- الطاقة المتجددة في 2023.. طفرة قياسية بالأسواق الكبرى فاقت قدرة الشبكات
- وزير النفط الليبي: لدينا ثروات نفط وغاز يجب استغلالها.. ودولة عربية فقط تستثمر لدينا (1/2) - حوار