تتزايد فرص التوسع بإنتاج الهيدروجين في الكويت، فإلى جانب إمكاناتها من النفط والغاز، تمتلك الدولة مساحات شاسعة ونسب سطوع شمسية تجعلها قادرة على توفير مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة معًا.
ويتصدر الهيدروجين قائمة المصادر النظيفة والآمنة للطاقة، إذ يؤدي دورًا مهمًا بعملية تحول الطاقة في المستقبل، لا سيما أنه لا ينتج عن احتراقه انبعاثات كربونية، بما يمكن أن يسهم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي في (2050)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، يرى 3 من الخبراء المتخصصين في مجال الطاقة أن إنتاج الهيدروجين في الكويت سيكون واعدًا، لا سيما أن أهمية هذا الوقود تأتي من قدرته على دعم الجهود الدولية للحدّ من الانبعاثات، وتحسين جودة الهواء، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
أهمية مشروعات الهيدروجين للكويت
يرى خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن إنتاج الهيدروجين في الكويت يطغى عليه إنتاج الهيدروجين الرمادي، الذي يُنتج من الغاز، ولكنه يُستعمل في صورة مادة خام "لقيم" ضمن مصافي التكرير ومجمعات البتروكيماويات.
وأوضح أن الكويت من الدول التي تبنّت رؤية إستراتيجية طويلة المدى لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة وضمان استدامة مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، إذ أعلنت مؤسسة البترول إستراتيجيتها لعام 2040، وإستراتيجية تحول الطاقة في الكويت 2050، وخصصت لهما 410 مليارات دولار".
وكانت مؤسسة البترول الكويتية قد بدأت وضع خطط منذ عام 2021، بما يتناسب مع تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، إذ أعلنت التزامها بأهداف التنمية المستدامة والجهود الرامية إلى تعزيز موارد الطاقة النظيفة.
كما تتضمن الإستراتيجية، وفق المهندس وائل حامد عبدالمعطي، التقاط الكربون وتخزينه وإعادة استعماله محليًا في 2050، بجانب إنشاء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين في الكويت بحلول 2040.
وتتفق مديرة برنامج تقنيات كفاءة الطاقة في معهد الكويت للأبحاث العلمية، الدكتورة فتوح الرقم، مع هذه الرؤية، موضحة أن إنتاج الهيدروجين في الكويت يأتي بناءً على مقومات كبيرة تملكها الدولة الخليجية.
وأضافت: "الاستثمار في الهيدروجين ما زال قطاعًا ناشئًا في دولة الكويت، التي تمتلك مقومات كبيرة للاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت أن تنمية هذا القطاع تسهم في تعزيز موقع البلاد بصفتها لاعبًا رئيسًا في مجال الطاقة النظيفة على الساحة الدولية، مؤكدة أن فرص إنتاج الهيدروجين في الكويت كبيرة، خاصة أن الدولة تتميز بمواردها القوية من الطاقة المتجددة.
وعن أبرز مشروعات إنتاج الهيدروجين في الكويت، أشار الرئيس التنفيذي لشركة إنرتك القابضة، المملوكة للهيئة العامة للاستثمار الكويتية، عبدالله المطيري، إلى مشروعات عمان للطاقة الخضراء، الذي تشارك فيه الهيئة، إلى جانب الصندوق السيادي العماني، والصندوق السيادي السنغافوري.
مصادر الطاقة المتجددة الكويتية
تقول الدكتورة فتوح الرقم، إن استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيدعم إنتاج الهيدروجين في الكويت، وخاصة الهيدروجين الأخضر، ومن ثم بناء قدرات تمكّن الدولة من تصديره إلى الأسواق الدولية، وفتح آفاق جديدة لتحقيق إيرادات للدولة، وتعزيز مشاركتها بقطاع الطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن كثيرًا من الدول بدأ خطوات لخفض الانبعاثات، في ظل تزايد الاهتمام العالمي بمكافحة تغير المناخ، ومن بينها الكويت التي أطلقت خطوة طموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 في قطاعي النفط والغاز، وتحقيقه في الدولة بالكامل بحلول عام 2060.
وإلى جانب إنتاج الهيدروجين في الكويت، وفق الدكتورة فتوح الرقم، تسعى الدولة إلى التركيز على تحقيق الحياد الكربوني في قطاعَي النفط والغاز، من خلال التركيز على جوانب عديدة أساسية، تهدف إلى تقليل الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة".
وتشمل هذه الخطوات خفض حرق الغاز في عمليات التنقيب والإنتاج، وتعزيز الاقتصاد الدائري وتخفيض الكربون، والتركيز على تحسين كفاءة استعمال الطاقة في العمليات النفطية، بجانب الاستثمار في تلبية الطلب على الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بدوره، قال خبير أوابك المهندس وائل عبدالمعطي، إن الدول العربية كانت في صدارة المشهد العالمي للاستثمار في الهيدروجين ومشتقاته، من خلال إعلان مشروعات لإنتاجه، سواء الهيدروجين الأخضر أو الأزرق، والمواد الحاملة له "الأمونيا الخضراء والزرقاء"، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت إلى أن اهتمام الدول العربية بمشروعات الهيدروجين يأتي -بالمقام الأول- من منطلق تصديره لأسواق أوروبا وآسيا المحتملة، والاستحواذ على حصة سوقية مهمة في تجارته الدولية، مشيرًا إلى أن إجمالي مشروعات الهيدروجين العربية المعلنة بلغ 82 مشروعًا حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2023.
توجّه عالمي لإنتاج الهيدروجين
قال الرئيس التنفيذي لشركة "إنرتك القابضة"، المملوكة لهيئة الاستثمار الكويتية، عبدالله المطيري، إن إنتاج الهيدروجين في الكويت يعدّ واعدًا، إذ إنه غاز خفيف وقابل للتخزين وكثيف الطاقة، ولا تنتج عنه انبعاثات مباشرة من الملوثات أو غازات الدفيئة، ما أدى إلى زيادة عدد الدول الداعمة له.
بينما رأى خبير أوابك وائل عبدالمعطي أن "إنتاج واستعمال الهيدروجين ليس جديدًا، إذ إن هذا الوقود استُعمل بكميات ضخمة منذ عقود، لكن دوره الرئيس ما زال منحصرًا بصفته مادة خامًا في بعض الصناعات، مثل الأمونيا والميثانول".
وأوضح أن هناك عقبات يجب العمل على تجاوزها لتحقيق اقتصاد للهيدروجين، وخلق مستقبل واعد له، وأهمها ارتفاع التكلفة، وبناء البنية التحتية اللازمة لنقله وتوزيعه، بما يسمح بتأسيس تجارة عالمية له، على غرار النفط والغاز.
يشار إلى أن مؤسسة البترول الكويتية كانت قد أعلنت، عبر إستراتيجيتها، أنها تعوّل على الهيدروجين الأزرق لتحقيق التنمية المستدامة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بجانب العمل على تنمية إنتاج الهيدروجين في الكويت.
موضوعات متعلقة..
- مؤسسة البترول الكويتية تبحث دور الهيدروجين الأزرق في تحول الطاقة
- أمين عام جيبكا لـ"الطاقة": البتروكيماويات صناعة إستراتيجية في الخليج.. وهذا دور الهيدروجين (فيديو)
- إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت.. خطوات لحل المعضلة بين زيادة إنتاج النفط وخفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- بالأرقام.. ارتفاع إنتاج مصر من النفط في 2023.. وانخفاض ملحوظ للغاز
- نمو الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات قد يتباطأ عالميًا في 2023 و2024 (تقرير)
- خبراء: توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الجزائر يقل 6 مرات عن تكلفة الغاز