تؤدي محطات الكهرباء بالفحم في بنغلاديش دورًا مهمًا في تلبية الطلب المتزايد، والحيلولة دون انقطاع الكهرباء الذي يؤثّر في كل القطاعات بالسلب.
ويهيمن الوقود الأحفوري على مزيج الكهرباء في بنغلاديش، ويشكّل الفحم نسبة 15%، في حين الغاز 59%، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الصدد، أعلنت الحكومة بدء التشغيل التجريبي لإنتاج الكهرباء من الوحدة الثانية في محطة ماتارباري العاملة بالفحم في مدينة كوكس بازار، يوم الأحد (24 ديسمبر/كانون الأول 2023)، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي بنغلاديش" (daily-bangladesh).
وتضم المحطة، المُقامة على مساحة ألف و608 أفدنة، وحدتين لتوليد الكهرباء بإجمالي قدرات 1200 ميغاواط.
محطة ماتارباري
تقول وزارة الطاقة والثروات المعدنية، إن بدء التشغيل التجريبي للوحدة الثانية من محطة ماتارباري العاملة بالفحم قد انطلق ظهر أمس الأحد.
ومن المتوقع بدء التشغيل التجاري للمحطة بحلول مارس/آذار أو أبريل/نيسان من العام المقبل (2024)، على أن تدخل حيز التشغيل الكامل بحلول يوليو/تموز 2024.
وافتتحت رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة واجد، رسميًا، الإنتاج التجاري من الوحدة الأولى في يوم السبت الموافق 11 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم (2023).
وقبل ذلك، بدأت الوحدة الأولى عمليات التشغيل التجريبية يوم 29 يوليو/تموز 2023، ثم رُبِطَت بالشبكة يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وتطور المحطة شركة بنغلاديش المحدودة لتوليد الكهرباء من الفحم (CPGCL)، بدعم ياباني، بإجمالي تكلفة 51 ألف و800 تاكا كرور.
(التاكا البنغلاديشية= 0.0091 دولارًا أميركيًا)
- الكرور وحدة تساوي 10 ملايين.
إمدادات الفحم
يقول مسؤولون، إن محطة ماتارباري لتوليد الكهرباء بالفحم بحاجة إلى 10 آلاف طن من الفحم يوميًا للتشغيل، على أن تستهلك كل وحدة 5 آلاف طن.
وبُنِيَت 4 مخازن بقدرة استيعاب 1.7 ملايين طن على طول رصيفين بحريين بجوار المحطة لتفريغ شحنات الفحم مباشرة من السفن.
ويمكن لتلك المرافق تخزين الفحم لمدة 60 يومًا، ويستغرق تفريغ شحنة الفحم من السفينة من يوم ونصف إلى يومين.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وصلت شحنة من الفحم الإندونيسي إلى محطة ماتارباري بحمولة 65 ألف طن، حسب تقرير نشرته صحيفة ذا بيزنس ستاندرد (The business standard)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويقول مدير المحطة، عبد الكلام أزاد، إن 11 سفينة فحم قد وصلت إلى محطة الكهرباء.
ووصلت شحنة من إندونيسيا أيضًا في 26 أكتوبر/تشرين الأول بحمولة 63 ألفًا و500 طن، وكانت الشحنة الأولى قد وصلت في 25 أبريل/نيسان 2023.
وتصدّرت إندونيسيا مصدري الفحم إلى بنغلاديش في العام الماضي (2022)، كما تضمنت القائمة الهند وجنوب أفريقيا.
وزير الكهرباء
تعليقًا على بدء التشغيل التجريبي للوحدة الثانية من محطة ماتارباري للكهرباء، قال وزير الطاقة نصر الحميد، في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة إكس (X) "تويتر سابقًا"، إن "الخطوة تعكس تقدّمنا وترمز إلى التزامنا".
وأضاف أن الوحدة الثانية مجهزة لتوليد الكهرباء، والإسهام بإنتاج 600 ميغاواط، وإظهار الابتكار، مشيرًا لافتتاح رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للوحدة الثانية من المشروع الذي بلغت تكلفته 51 ألفًا و854 تاكا كرور.
احتياطيات الفحم في بنغلاديش
أكد خبراء أهمية استغلال احتياطيات الفحم في بنغلاديش، بالإضافة إلى التنقيب عن النفط والغاز، مع التوسع في الوقت ذاته في الطاقة المتجددة، من أجل حل أزمة الطاقة المزمنة.
وتجد دكا صعوبة في تلبية الطلب على الكهرباء الذي يتراوح بين 13 و14 ألف ميغاواط، كما تعتمد بصورة كبيرة على الواردات التي تستنزف احتياطيات النقد الأجنبي وترهق خزينة الدولة.
وتوقّع المتحدثون، خلال ندوة نظمتها صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد"، استمرار أزمة الطاقة حتى عام 2026 على الأقلّ، لأن سعة الغاز المسال لن ترتفع قبل هذا الموعد، كما أن جهود التنقيب عن الغاز واستخراجه حاليًا ستستغرق من 8 إلى 9 سنوات للحصول على نتائج حقيقية.
ويقول مستشار الطاقة الدولي، خوندكار عبدوس سالك، إنه يمكن لاحتياطيات الفحم الحفاظ على قدرة توليد كهربائية تبلغ 10 آلاف ميغاواط لمدة 50 عامًا، من خلال التعدين السطحي.
وأضاف: "عدم استخراج الفحم، وترك 70%من الأراضي دون استكشاف، وعدم التنقيب عن النفط والغاز بالمناطق البحرية لأكثر من عقد، كان بمثابة فشل وطني، خاصة عندما بدأت احتياطيات الغاز المؤكدة في النضوب".
موضوعات متعلقة..
- أزمة الطاقة في بنغلاديش.. خبراء يطالبون باستغلال احتياطيات الفحم
- إمدادات الفحم إلى بنغلاديش تواصل التدفق لتشغيل محطات الكهرباء
- الفحم الإندونيسي ينقذ بنغلاديش من انقطاع الكهرباء.. هل تكون الأزمة الأخيرة؟
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا تقفز 42% (خاص)
- ضربة قضائية موجعة.. إزالة 84 توربين رياح بمساحة شاسعة في أميركا
- 5 شركات عالمية تعلق مساهمتها بأكبر محطة غاز مسال في روسيا
- إنتاج النفط النرويجي يرتفع في نوفمبر.. بأقل من التوقعات