هل أوقفت مصر صادرات الغاز إلى الأردن لتفادي أزمة الكهرباء؟ (خاص)

قال مسؤول مصري في تصريحات إلى منصة الطاقة، إن بلاده أوقفت صادرات الغاز إلى الأردن خلال العام الجاري (2023)، مع تزايد الطلب محليًا، واتجاه القاهرة إلى زيادة صادرات الغاز المسال للأسواق العالمية، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني.

جاءت تصريحات المصدر -الذي يعمل بوزارة البترول والثروة المعدنية- على هامش مؤتمر دولي قبل أيام، إذ أكد: "لم نصدّر غازًا إلى الأردن خلال العام الجاري، وخط الأنابيب الواصل بين البلدين يعمل حاليًا في الاتجاه المعاكس لاستقبال الغاز القادم من إسرائيل".

وأضاف، في تصريحاته إلى منصة الطاقة، أن مصر أعطت الأولوية لتغطية الاحتياجات المحلية، نظرًا إلى أن الأردن لديه مصدر آخر (إسرائيل)، يحصل من خلاله على الكميات التي يحتاج إليها بأسعار تنافسية".

اتفاقية تصدير الغاز المصري إلى الأردن

من جانبها، نفت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن صحة تصريحات المسؤول المصري حول توقّف ضخ الغاز منذ بداية عام 2023 "لتفادي انقطاع الكهرباء في مصر".

وقالت الوزارة ردًا على طلب أرسلته منصة الطاقة للتعليق: "لا يوجد أيّ توقّف في واردات الغاز المصري باتجاه الأردن، فالكميات التي يُزَوَّد الأردن بها من الجانب المصري هي حسب ما هو متفق عليه في الاتفاقيات الموقّعة بهذا الشأن".

وحول التفاوض بين القاهرة وعمان لتجديد اتفاقية استيراد الغاز المصري، قالت الوزارة: إن "الاتفاقيات الموقّعة مع الجانب المصري بهدف استيراد الغاز سارية المفعول لمدة 30 عامًا، ابتداءً من عام 2004".

وبموجب تصريحات وزارة الطاقة الأردنية، فإن اتفاقية استيراد الغاز المصري تنتهي رسميًا عام 2034، وليس هذا العام، كما تردَّد سابقًا.

وقالت الوزارة في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة: "بموجب هذه الاتفاقيات تُحَدَّد كميات الغاز التي يحتاج إليها الأردن سنويًا، بالتنسيق مع الجانب المصري، علمًا بأن الحدّ الأدنى للتوريد هو 35 مليون قدم مكعبة يوميًا".

الغاز الإسرائيلي إلى مصر

فيما يتعلق بمصر مجددًا، أكد مصدر في وزارة البترول والثروة المعدنية أن بلاده تحصل حاليًا على كامل حصّتها من الغاز الإسرائيلي عبر خطَّي أنابيب، بكميات تتراوح بين 800- 950 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وكانت تل أبيب قد أوقفت تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي إم جي) البحري بين إسرائيل ومصر، وعملت على تصدير الغاز بخطّ أنابيب بديل عبر الأردن، وذلك خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع اندلاع حرب غزة.

ومع امتداد الحرب، قطعت إسرائيل صادرات الغاز إلى الأردن ومصر لعدّة أيام، قبل أن تعيدها تدريجيًا، حتى وصلت إلى معدلاتها الطبيعية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.

وتستورد مصر نحو 7 مليارات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي سنويًا من حقلي ليفياثان وتمار، تستعملها في تلبية الطلب المحلي وضخّ بعضها إلى محطات الإسالة، لتصدّره إلى أوروبا في صورة غاز مسال.

وصدّر حقل ليفياثان 4.9 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر في عام 2022، بينما بلغت صادراته 3.1 مليار متر مكعب في النصف الأول عام 2023 فقط، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

ويأتي معظم واردات الأردن من الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان، الذي تخصص تل أبيب إنتاجه للتصدير إلى الخارج، كما تحصل مصر -بدورها- على معظم إمداداتها من الغاز الإسرائيلي من الحقل نفسه، بما يصل إلى 650 مليون قدم مكعبة يوميًا، مقابل نسبة أقلّ بكثير من حقل تمار، الذي تخصص تل أبيب أغلب إنتاجه للاستهلاك المحلي.

واردات الأردن من الغاز الإسرائيلي

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور صالح الخرابشة أن متوسط واردات بلاده من الغاز المصري بلغ نحو 35 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

ويعتمد الأردن بشكل كبير على الغاز الإسرائيلي في توليد الكهرباء، إذ يستورد منها نحو 300 مليون متر مكعب يوميًا، بموجب اتفاقية موقّعة بين شركة الكهرباء الأردنية، وشركة نوبل إنرجي، التي كانت المشغّل الرئيس لحقلي تمار وليفياثان، قبل أن تستحوذ عليها شركة شيفرون الأميركية.

وكان الأردن قد وقّع اتفاقيتين ملزمتين لاستيراد الغاز الإسرائيلي، الأولى تتعلق بإنتاج حقل تمار لشركتي "بروميد"، وهي الشركة الرائدة المُنتجة والمُصنّعة للبروم ومشتقاته، وشركة البوتاس العربية، ثامن أكبر منتج للبوتاس عالميًا، لمدة 15 عامًا، بكميات تبلغ 124 مليون متر مكعب سنويًا.

أمّا الاتفاقية الثانية، فكانت لاستيراد الغاز من حقل ليفياثان الإسرائيلي، عقدتها شركة الكهرباء الوطنية الأردنية "نيبكو"، لاستيراد 3 مليارات متر مكعب سنويًا، لمدة 15 عامًا.

وكانت مصادر أردنية قد أكدت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن المملكة لن تلغي اتفاق استيراد الغاز الموقّع مع تل أبيب بأيّ حلّ، خاصة أنها تحصل على أسعار تفضيلية رخيصة للغاية.

ويحصل الأردن على الغاز من تل أبيب بأسعار مخفضة، تبلغ ما بين 8 و9 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، شاملة تكلفة النقل، بينما السعر العالمي في مستوى 20 دولارًا.

وأشار خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، في تغريدة له بمنصة "إكس"، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري 2023، إلى اعتماد قطاع الكهرباء في الأردن بنسبة 73% على الغاز الإسرائيلي، خاصة أن الإنتاج المحلي من حقل الريشة ضئيل للغاية، ولا يتجاوز مليون متر مكعب يوميًا.

موضوعات متعلقة..

• قيمة واردات الأردن من النفط ومشتقاته تنخفض 18%
• هل يلغي الأردن اتفاق استيراد الغاز الإسرائيلي؟.. ودولتان في الصورة (خاص)

اقرأ أيضًا..

• 4 دول تقتنص أكبر 10 مشروعات طاقة متجددة في الشرق الأوسط
• جبال سلطنة عمان وشمال الإمارات قد تساعد في حل أزمة المناخ.. ما القصة؟
• أمينة بنخضرة: المغرب يتفاوض لبيع الغاز من الأنبوب النيجيري.. ومفاجأة حول موعد التدشين (حوار)