سجل إنتاج النفط الإيراني انتعاشة قوية؛ إذ أعلنت طهران زيادة الإنتاج من حقل آزادكان الجنوبي النفطي المشترك مع العراق المجاور، بعد دخول آبار جديدة حيز الإنتاج.
وواجهت عمليات تطوير حقل آزادكان تحدّيات كثيرة مرتبطة بالعقوبات الاقتصادية والتعقيدات الجيوسياسية، رغم أنه يزخر باحتياطيات نفطية ضخمة، ويؤدي دورًا مهمًا في صناعة النفط الإيرانية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، محسن خوجاشمهر، أن حقل آزادكان الجنوبي شهد زيادة ضخمة في قدراته الإنتاجية بعد إضافة 60 بئرًا على مدار العام الماضي (2022)، وفق تقرير نشرته منصة "شفق" (shafaq) الإخبارية.
كما ارتفع إنتاج النفط بنسبة 60% رغم العقوبات الأميركية على إيران، وذلك على مدار العامين الماضيين، منذ تولّي الرئيس إبراهيم رئيسي للسلطة.
حجم إنتاج النفط الإيراني
بحسب تصريحات مدير شركة النفط الوطنية، ارتفع مستوى الإنتاج من حقل آزادكان الجنوبي إلى 120 ألف برميل يوميًا.
وتمّ إقرار قرارات تطوير حقول النفط الإيرانية المشتركة كلها، مع خطط لتوقيع عقد تطوير حقلين مشتركين آخرين بحلول 20 مارس/آذار 2024.
يُشار هنا إلى أن وحدة تابعة لشركة النفط المملوكة للدولة، قد أبرمت اتفاقًا في يوليو/تموز من عام 2020، مع شركة بتروبارس الإيرانية (Petropars) لزيادة الإنتاج بحقل آزادكان من 140 ألف برميل يوميًا، إلى 320 ألف برميل يوميًا، وذلك في غضون 30 شهرًا.
يقع حقل آزادكان الجنوبي على بعد 80 كيلومترًا إلى الغرب من مدينة أهواز القريبة من الحدود العراقية، وتُقدَّر احتياطياته بنحو 25.34 مليار برميل، منها 1.7 مليار برميل قابلة للاستخراج، بحسب بيانات نشرتها شركة بتروبارس عبر موقعها الإلكتروني.
وتجري عملية تطوير الحقل على مساحة 440 كيلومتر مربع بمرحلتين تستهدفان إنتاج 320 ألف برميل يوميًا و280 ألف برميل يوميًا على الترتيب، عبر حفر 185 بئرًا جديدة.
إنتاج النفط في إيران
يقول مدير شركة النفط الوطنية، إن إنتاج النفط الإيراني قفز بنسبة 60% على مدار العامين الماضيين، وهي مدة حكم الرئيس إبراهيم رئيسي، رغم العقوبات الأميركية.
وعزا محسن خوجاشمهر ذلك الإنجاز إلى التخطيط الدقيق داخل الحكومة، بحسب تقرير نشرته منصة "إيران إنترناشيونال" (iranintl) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى ضرورة تعزيز إنتاج النفط الإيراني للحفاظ على وتيرة الصادرات مرتفعة، بعد السحب من المخزون؛ إذ إن قطاعًا كبيرًا من الشحنات جاء من النفط الموجود داخل الناقلات في البحر والمرافق البرية.
وحتى منتصف العام الماضي (2022)، كان حجم مخزون النفط يبلغ 115 مليون برميل، إلّا أن إيران باعت معظمه، ليتبقى 27 مليون برميل فحسب، وهي كمية تكفي بالكاد لتغطية شهر واحد من الصادرات، حسبما يقول خبراء.
كما شدد المسؤول على الحاجة إلى رقمنة حقول النفط والغاز باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أنه ستجري رقمنة 15 حقلًا بهدف خفض التكاليف ومراقبة المراحل كلّها في الوقت نفسه واستدامة الإنتاج.
ونقلَ عن البنك المركزي الإيراني تقديرات بأن قطاع النفط والغاز أدى الدور الأكبر في النمو الاقتصادي للبلد الأسيوي.
وأضاف: "على مدار العامين الماضيين، شهدت صناعة النفط إبرام 54 عقدًا بقيمة 80 مليون دولار"، وكان نصيب شركة النفط الوطنية 29 عقدًا بقيمة إجمالية 29 مليون دولار، ومن المتوقع زيادة ذلك الرقم بقيمة 40 مليون دولار بنهاية العام.
وفي السياق نفسه، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي انطلاق عمليات لاستكمال 50 مشروعًا جديدًا بقيمة 47.5 مليار دولار، بهدف زيادة إنتاج النفط.
وقال، إن استثمارات النفط والغاز في إيران بلغت نحو 76 مليار دولار في 182 مشروعًا منذ بداية الحكومة الـ13، أي قبل عامين وبضعة أشهر، وُضِعت 132 منها (بقيمة 28.5 مليار دولار) موضع التنفيذ.
كما نُفِّذَ 48 مشروًعا في السنة الماضية -انتهت في 20 مارس/آذار 2023-، وسيصل عدد المشروعات المكتملة إلى 67 بحلول 19 مارس/آذار (2024).
موضوعات متعلقة..
- خطة لزيادة إنتاج 15 حقل نفط في إيران بالذكاء الاصطناعي
- الطائرات الإيرانية المسيرة قد تهدد إمدادات النفط الأوروبية عبر مضيق هرمز (تقرير)
- سعر النفط الإيراني إلى آسيا يرتفع 15 سنتًا.. وخصم كبير لأوروبا وأفريقيا
اقرأ أيضًا..
- هل أوقفت مصر صادرات الغاز إلى الأردن لتفادي أزمة الكهرباء؟ (خاص)
- جبال سلطنة عمان وشمال الإمارات قد تساعد في حل أزمة المناخ.. ما القصة؟
- صناعة النفط والغاز الروسية.. 2023 عام الصمود والمرونة (مقال)
- مفاجأة.. احتياطيات ضخمة من الغاز في ليبيا تتجاوز أي توقعات (خاص)