تقارير الغازرئيسيةغاز

صفقة غاز أوروبية ضخمة بـ55 مليار دولار

أسماء السعداوي

أعلنت شركة إكوينور النرويجية (Equinor) إبرامها صفقة غاز أوروبية ضخمة طويلة الأمد مع شركة "إس إي إف إي" الألمانية (SEFE) المملوكة للدولة.

وبموجب الاتفاق، ستصدّر الشركة النرويجية 11 تيراواط/ساعة من الغاز (10 مليارات متر مكعب) سنويًا، بدءًا من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل (2024) وحتى عام 2034، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعادة، تستعمل دول أوروبا وحدتي القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الخاصة بالغاز، و(غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).

وفي بيان صحفي نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، قالت إكوينور، إن الأحجام السنوية لواردات الغاز المتفق عليها تعادل ثُلث طلب قطاع الصناعة على الغاز في ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي.

وتُعد تلك الصفقة إحدى أضخم اتفاقيات الغاز التي تبرمها إكوينور على الإطلاق، بعد الاتفاقية بشأن مبيعات حقل ترول العملاق بالنرويج في عام 1986.

تفاصيل صفقة الغاز الأوروبية

تأتي صفقة الغاز في ظل مساعي ألمانيا الحثيثة للبحث عن مزودين بدلاء لروسيا -المورد الرئيس سابقًا-، التي انقطعت إمداداتها في أعقاب الحرب على أوكرانيا في العام الماضي (2022).

وأمّمت برلين شركة "إس إي إف إي" أو "سيكيورينغ إنرجي فور يوروب" (Securing Energy for Europe)، الذراع الألمانية لشركة غازبروم الروسية (Gazprom) خلال أزمة الطاقة في العام المنصرم.

ويتضمّن الاتفاق بين إكوينور و"إس إي إف إي" خيارًا يسمح باستمرار تدفق ما إجماليه 319 تيراواط/ساعة (نحو 29 مليار متر مكعب) من الغاز إلى ألمانيا لمدة 5 سنوات إضافية، بناءً على شروط تعكس أسعار الغاز بالسوق.

وتبلغ قيمة الصفقة 50 مليار يورو (55 مليار دولار أميركي)، وفق أسعار الغاز الحالية في السوق، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

(اليورو = 1.10 دولارًا أميركيًا)

وسيشكل استيراد 10 مليارات متر مكعب سنويًا نسبة 12.5% من حجم الغاز الذي تسيطر عليه إكوينور، ويأتي نصفه من أصول مملوكة للدولة.

وسيُسلم 90% من الغاز المتفق عليه عبر خطوط الأنابيب، بناء على أسعار مركز تداول الغاز "تريدينغ هاب يوروب" (Trading Hub Europe)، الذي يدير أسواق الغاز في ألمانيا، ومركز تجارة الغاز "تي تي إف" في هولندا.

ووقّع الاتفاق في برلين من جانب إكوينور رئيسها التنفيذي أندريس أوبيدال، ومن جانب "إس إي إف إي" رئيسها التنفيذي الدكتور إغبرت ليغ.

الرئيسان التنفيذيان لشركتي إكوينور و"إس إي إف إي"-
الرئيسان التنفيذيان لشركتي إكوينور و"إس إي إف إي" - الصورة من موقع إكوينور الرسمي

كما وقع الطرفان خطاب نيات غير ملزم بشأن شراء "إس إي إف إي" إمدادات هيدروجين ضخمة منخفضة الكربون لمدة طويلة تبدأ من عام 2029 وحتى 2060.

وسيكون الإنتاج من مشروعات الهيدروجين التي تخطط إكوينور لإنشائها، سواء في النرويج أو على مستوى أوروبا، لاستعمال الوقود على نطاق الصناعة في ألمانيا.

وستبدأ واردات الهيدروجين من 5 تيراواط/ساعة سنويًا في 2029، ارتفاعًا إلى 40 تيراواط/ساعة سنويًا من 2050 وحتى 2060.

أمن الطاقة في أوروبا

النرويج هي أكبر مزوّد للغاز الطبيعي في أوروبا، وتُسهم بما يتراوح بين 40% و50% من واردات الغاز الألمانية.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة إكوينور، أندريس أوبيدال، إن الاتفاق يأتي استجابة لحاجة أوروبا إلى توفير إمدادات طويلة الأمد وموثوقة من الطاقة، وطريقة قابلة للتطبيق لإزالة الكربون على نطاق واسع.

وأضاف: "تحظى إكوينور وألمانيا بشراكة طاقة قوية منذ بدء صادرات الغاز النرويجي في عام 1977.. وستسهم الإمدادات في أمن الطاقة لدى ألمانيا وأوروبا".

وقال: "يسرني -أيضًا- التوقيع على خطاب نيات لاستكشاف فرص إمداد (إس إي إف إي) بالهيدروجين منخفض الكربون على نطاق الصناعة على مدار عقود مقبلة، ما يمكّن الصناعات الأوروبية ومحطات توليد الكهرباء بالغاز من تسريع وتيرة إزالة الكربون".

ويحتل الهيدروجين مكانة مميزة على طريق ألمانيا لخفض الانبعاثات وبلوغ هدف الحياد الكربوني بحلول 2045.

وفي 26 يوليو/تموز المنصرم (2023)، كُشف النقاب عن إستراتيجية الهيدروجين التي تستهدف تلبية ما يصل إلى 70% من الاحتياجات المحلية عبر الواردات.

أحد مواقع التنقيب عن الغاز-
أحد مواقع التنقيب عن الغاز - الصورة من موقع إكوينور

وتعليقًا على الصفقة، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "إس إي إف إي"، إغبرت ليغ: "نتعاون مع مزود أوروبي قوي يقرّبنا أكثر من هدفنا المشترك لإزالة الكربون من قطاع الطاقة، وفي الوقت ذاته نحقق أمن الطاقة".

وأضاف: "يضمن شراء الغاز الطبيعي المنتج من الجرف القاري النرويجي إمدادًا مستدامًا ومضمونًا في المستقبل للمستهلكين لدى أوروبا، خاصة الألمان، بالقطاعين المنزلي والصناعي".

وتابع: "تتشارك (إس إي إف إي) وإكوينور أهدافًا طموحة لتسريع تطوير اقتصاد الهيدروجين. ويشمل ذلك فرص أعمال مشتركة تتعلق بنقل الهيدروجين وتخزينه في المستقبل، ويمكن أن تكون شركة أستورا (Astora) التابعة لمجموعة (إس إي إف إي) لبنة أساسية في هذا".

وعن الصفقة مع الشركة الألمانية، تقول نائبة الرئيس التنفيذي لقطاع التسويق والتكرير والمعالجة في إكوينور، إيرين روميلهوف، إنها "ربما تكون أحد أكبر العقود التي وقّعناها على الإطلاق، إنه اتفاق ضخم".

كما أعلنت إبرام إكوينور عقودًا أخرى -لم تُعلن بعد- بحجم صفقة الغاز المسال نفسها مع "إس إي إف إي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق