تويوتا تقاوم السيارات الكهربائية وتسقط في اختبار حماية المناخ
الشركة اليابانية تحتل المركز الثالث بين أكبر المنتهكين لسياسات اتفاقية باريس
حياة حسين
تقاوم تويوتا اليابانية (Toyota) التحول العالمي إلى صناعة السيارات الكهربائية، إذ احتلّت المركز الثالث بين أكثر الشركات ذات تأثير سلبي في المناخ، وانتهاكًا لسياسات اتفاقية باريس، ما يجعلها تسقط في اختبار حماية المناخ.
وتحتلّ كل من إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين ( ExxonMobil) و(Chevron) المركزين الأول والثاني في قائمة أكبر 10 شركات تنتهك سياسات اتفاقية باريس للمناخ، والتي تخلو من أيّ شركة لصناعة السيارات، باستثناء تويوتا، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكثيرًا ما تعرضت تويوتا اليابانية لضغوط من نشطاء حماية البيئة والمناخ، داعين إياها إلى تبنّي نشاط السيارات الكهربائية، لكن الشركة غالبًا ما تجادل بأن السيارات الهجينة تؤدي دورًا مهمًا في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وأن المركبات الكهربائية ما تزال في بداياتها، حسبما ذكر تقرير تحليلي نشره موقع "إنرجي تراكر آسيا".
مبيعات السيارات الكهربائية
بدأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في التباطؤ، وهو ما وجده الرئيس السابق لتويوتا اليابانية فرصة لترويج رؤية الشركة الرافضة لها.
وقال المدير والرئيس التنفيذي السابق للشركة أكيو تويودا، في عرض للسيارات خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن تراجع المبيعات يؤكد صحة وجهة نظر تويوتا السابقة المقاومة لهذا النوع من المركبات.
وأضاف: "أخيرًا بدأ الناس يرون الحقيقة.. لقد وضعوا تشريعات صارمة لا يعاني منها غير الخاضعين لتلك التشريعات. هناك طرق عديدة وكثيرة لتسلّق جبل خفض الكربون، وتحقيق الحياد الكربوني".
واحتلّت تويوتا المركز الثاني بين أكبر 20 شركة في العالم منتجة للسيارات في 2022، متراجعة عن المركز الأول الذي احتلّته في 2021. وضمّت القائمة شركات يابانية أخرى، مثل هوندا (Honda) التي احتلّت المركز الـ 17، ونيسان (Nissan) الـ 13.
تويودا البالغ من العمر 67 عامًا، واحتلّ منصب الرئيس التنفيذي لمدة 14 عامًا، والذي يرجع نسبه إلى جدّه مؤسس تويوتا اليابانية، تخلّى عن هذا المنصب بسبب تصاعد الانتقادات، وقد يكون خوفًا من إقالته، بعدما صوّت صندوقان للتقاعد أميركيان ضد إعادة انتخابه بسبب تساؤلات من شركات استشارات عن بطء تبنّي خطط السيارات الكهربائية.
ويحاول خليفة تويودا في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، كوجي ساتو، تخفيف حدّة المعارضة للسيارات الكهربائية.
وأشار تقرير سابق لوكالة بلومبرغ عنه إلى أنه يرى هذا النوع من المركبات "القطعة المفقودة" لمنتجي السيارات.
وضع صحي
انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية خلال العام الجاري (2024)، لكنها ما تزال عند مستويات صحية، وفق التقرير التحليلي الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبينما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في عامي 2021 و2022 بنسبة 75%، تباطأ هذا المعدل، وصعد بنسبة 50% فقط في الربع الثالث من 2023.
كما بدأت حصة السيارات الكهربائية في السوق نحو الارتفاع، إذ بلغت 10% من إجمالي المبيعات في 2022، وهي أكثر بنحو 10 أضعاف السنوات الـ 5 السابقة، بفضل انخفاض التكلفة وتحسّن التقنيات وزيادة الدعم الحكومي لها.
وقال مؤسس شركة الاستشارات الأميركية "أتلاس بابلك بوليسي" (Atlas Public Policy) نيك نيغرو: "إن تباطؤ المبيعات في سوق السيارات الكهربائية ليس دليلًا على معاناة تلك المركبات، لكن المنتجين يريدون رؤية طلب أكبر من المستهلكين لاستعادة النشاط".
ورغم هذا التباطؤ، استحوذت السيارات الكهربائية على خُمس مبيعات المركبات في أوروبا في شهر أغسطس/آب الماضي، كما قدّمت الصين 55% من السيارات الكهربائية المبيعة في النصف الأول من 2023.
ويرى معهد ماساشوستس الأميركي لأبحاث التكنولوجيا أن مستقبل السيارات الكهربائية ومقدرتها على الإسهام في علاج تغير المناخ مشرق.
وقال، إن انبعاثات سيارة يعمل محركها بحرق البنزين تبلغ 350 غرامًا للميل الواحد الذي تقطعه (1.6 كيلومترًا)، في حين لا تزيد عن 200 غرام من ثاني أكسيد الكربون في السيارة الكهربائية.
وتوقّع المعهد أن تنخفض انبعاثات السيارة الكهربائية إلى 125 غرامًا، وقد تصل إلى 50 غرامًا فقط، إذا اعتمد شحن تلك المركبات على الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- منافسة بين تويوتا وتيسلا تحدد مستقبل صناعة السيارات الكهربائية
-
تويوتا تستعد لثورة كهربائية.. بطارية تُشحن في 10 دقائق (فيديو)
-
تويوتا تحذر من الاندفاع نحو السيارات الكهربائية: قد يؤدي إلى نتائج عكسية
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: تكلفة إنتاج الهيدروجين 7 أضعاف الغاز.. والدول العربية تملك 4 مميزات
-
مصادر مصرية: قطع الكهرباء سيستمر مدة طويلة.. والأولوية لتصدير الغاز
-
هل تخطط موريتانيا لتوصيل الغاز للمنازل ومتى تبدأ التصدير؟ (خاص)