توليد الكهرباء من أمواج البحر.. اختراع مغربي يطمح للوصول إلى أوروبا وأفريقيا
دينا قدري
توصّلت شركة مغربية ناشئة إلى تقنية جديدة لتوليد الكهرباء من أمواج البحر، تعتزم نشرها في مختلف مواني البلاد، فضلًا عن خطط طموحة للتوسع في دول أوروبية وأفريقية.
وركّزت شركة أدفانسد ثيرد إيدج رينيوبل إنرجيز المغربية (Advanced Third Age Renewable Energies Company)، على استغلال إمكانات طاقة الأمواج الهائلة الموجودة حول حواجز الأمواج في المواني وغيرها من البنى التحتية المعرّضة للبحر.
وطوّرت الشركة -التي أسسها محمد طه الورياشي وأسامة نور، وهما مهندسان مغربيان يتمتعان برؤية واضحة لإيجاد حلول مستدامة وخضراء للطاقة- جهازها الرائد لطاقة الأمواج الذي يُطلق عليه اسم "ويف بيت" (Wave Beat)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقامت الشركة بنشر وتشغيل نموذجها التوضيحي لتوليد الكهرباء من أمواج البحر، في ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر المواني بأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
تقنية توليد الكهرباء من أمواج البحر
نظرًا إلى أن طاقة الأمواج تمثل فرصة أكثر من كونها تحديًا؛ فقد صمم المهندسان تقنية "ويف بيت" الحاصلة على براءة اختراع لالتقاط التغيرات الرأسية في مستوى سطح البحر باستعمال عوامة عائمة، وتحويل الحركة الطبيعية للمياه إلى طاقة مستدامة ومتجددة.
وقال أحد مؤسسي الشركة المغربية طه الورياشي: "تضمّنت عملية تطوير "ويف بيت" دراسات وتصميمات دقيقة، أعقبتها عمليات محاكاة رقمية سمحت لنا بتحديد مدّة الكفاءة، وشجعتنا على مواصلة الرحلة بمؤشرات أداء واعدة للغاية".
وأضاف: "بعد ذلك، انتقلنا إلى مرحلة النماذج الأولية مع شريكنا الأول -ميناء طنجة المتوسط- في شمال المغرب؛ الأمر الذي أثبت أنه يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه سمح لنا أيضًا بإثبات الأداء"، في مقابلة مع مجلة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy)، اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وأعقب تطوير النموذج الأولي، الذي أُجري خلال عامي 2020 و2021، بناء نموذج أكثر تقدمًا، تبلغ قدرته نحو 7 كيلوواط.
واختار المطورون ميناء طنجة المتوسط، الذي يقع على بُعد 45 كلم شمال شرق مدينة طنجة على مضيق جبل طارق، بوصفه الموقع المفضل بسبب الدعم والعلاقة الطويلة الأمد التي أقامتها الشركة المغربية مع الميناء.
وأشار الورياشي إلى أن "السبب الآخر هو أن الميناء يضم نحو 110 ميغاواط من طاقة الأمواج المتاحة أمام كاسر الأمواج العمودي، الذي يتناسب تمامًا مع المفهوم الذي طورناه.. بفضل دعم الميناء، أصبح التطوير أسهل؛ لأنه يوفر لنا جميع الخدمات اللوجستية والمواد اللازمة".
وأوضح: "يُعد ميناء طنجة المتوسط أيضًا مركزًا لوجستيًا وصناعيًا، وهو ميناء ضخم يتمتع بنظام بيئي ضخم يحتاج إلى كل الطاقة الخضراء التي يمكنه الحصول عليها؛ حيث يكيف أنشطته مع رؤية الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون المطلوب إدخالها في الأشهر القليلة المقبلة".
محور التركيز الحالي.. وطموحات التوسع
يكمن التركيز الأساسي للشركة المغربية على تقنية طاقة الأمواج الخاصة بها حاليًا في توفير حلول الطاقة المستدامة للمواني والبنية التحتية البحرية؛ إذ جرى تصميم التكنولوجيا بطريقة تجعلها مناسبة بشكل خاص لبيئات المواني، مع كونها تنافسية من حيث التكلفة في الوقت نفسه.
وتعتقد الشركة أن البدء بقطاعات السوق التي تكون فيها طاقة الأمواج هي الأكثر جاذبية، هي الخطوة الأكثر منطقية في الوقت الحالي، ولكن يمكن توسيع نطاق تكنولوجيا طاقة الأمواج الخاصة بها في المستقبل.
وقال طه الورياشي: "ندرك الإمكانات الأوسع لتقنيتنا.. مع استمرارنا في التقدم والتوسع؛ فإننا نتصور إمكان تطوير أجهزة على نطاق المرافق لمنشآت أخرى مثل تحلية المياه، والمنصات البحرية، والجزر الاصطناعية، والمرافق السياحية".
وتابع: "يتماشى هذا التوسع مع هدفنا طويل المدى المتمثل في المساهمة بالمشهد الأوسع للطاقة المتجددة، ونعتقد أن الطاقة البحرية هي المفتاح لحل مشكلة انقطاع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى".
وتتضمن الخطوة التالية للشركة المغربية تقدمًا إستراتيجيًا على عدة جبهات؛ إذ ستواصل الشركة تطوير تقنية "ويف بيت" وتحسينها، استنادًا إلى الأفكار المكتسبة من العرض التوضيحي المستمر، مع تعزيز الروابط مع عملائها المحتملين.
"جغرافيًا، يظل تركيزنا منصبًا على توسيع أنشطتنا في قطاع المواني؛ حيث الظروف هي الأكثر ملاءمة. لتحقيق ذلك، لدينا 3 معايير: إمكانات الطاقة، والحوافز، والبنية التحتية القائمة".
"وبصرف النظر عن المغرب؛ حيث لدينا إمكان الوصول إلى شركاء جيدين؛ فإن المواني في الدنمارك والمملكة المتحدة وأوروبا الغربية وغرب أفريقيا هي الأكثر جاذبية بالنسبة لنا في هذه المرحلة".
عندما يتعلق الأمر بدمج تكنولوجيا طاقة الأمواج مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، تدرس الشركة المغربية الدمج المحتمل مع توربينات تيار المد والجزر، التي يمكن أن تحسن عامل قدرة التكنولوجيا، لكن هذا يظل خيارًا طويل المدى.
تحديات توليد الكهرباء من أمواج البحر
تُعد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وخاصةً تلك الموجودة في القطاعات الناشئة، بشكل عام ذات تكلفة عالية للأموال، وتستغرق الكثير من الوقت للانتقال من مرحلة البحث والتطوير إلى الشركات المدرة للدخل.
وأشار طه العرياشي إلى أنه لسوء الحظ، لا يرغب الكثير من مستثمري رأس المال الاستثماري في دعم هذا النوع من الشركات.
إحدى الطرق الأخرى لمعالجة قضايا التمويل في قطاع طاقة الأمواج -كما يقترح طه الورياشي- هي تشكيل المزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخلق حالة عمل واقعية، وتحسين الوصول المحدود إلى الدعم والمنح العامة.
كما أن المزيد من التعاون داخل القطاع نفسه والتمثيل الأفضل من قبل الاتحادات الصناعية ومنظمات الضغط، يُعد أيضًا إحدى الطرق لزيادة الوعي بفوائد طاقة الأمواج وجذب المستثمرين.
موضوعات متعلقة..
- توتال إنرجي تنضم إلى مشروع تخزين الكهرباء المولدة من أمواج البحر
- هل تُدمج طاقة الأمواج بالأهداف المناخية المستقبلية للدول؟ (تقرير)
- تركيب أول محول لطاقة الأمواج في العالم (صور وفيديو)
اقرأ أيضًا..
- 4 عوامل تحدد أسعار النفط في 2024.. وتخفيضات أوبك+ في المقدمة
- واردات إسبانيا من الغاز المسال تنخفض 10%.. والجزائر كلمة السر
- كشف موعد انطلاق مشروع صلالة للهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
- فريق مصري يتمكن من تصنيع توربين رياح لتغذية الأراضي الزراعية بالكهرباء
أول من طبقها على أرض الواقع إسرائيلي وهو أول من سجلها ضمن خترعته .....
بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم.. اللهم زد وبارك.