نمو الطلب على النفط في 2024.. الهند تقود شهية آسيا متجاوزة الصين
نوار صبح
- من المتوقع أن يظل الطلب على المنتجات المكررة مثل البنزين منتعشًا
- النفط الروسي كان يلبي احتياجات مصافي التكرير في الهند والصين بشكل كبير
- قام المورّدون في الشرق الأوسط برفع أسعار البيع الرسمية الشهرية في الأرباع الأخيرة
يشير المحللون إلى أن آسيا تمثّل الجزء الأكبر من نمو الطلب على النفط في 2024، إذ يساعد النمو الاقتصادي القوي الطلب في جنوب آسيا على تجاوز الصين.
ومن المتوقع أن يظل الطلب على المنتجات المكررة مثل البنزين منتعشًا، نتيجة لتزايد شهية آسيا لوقود الطائرات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويمكن أن تشهد المنطقة ارتفاعًا بتشغيل مصافيها في الربع الأول من عام 2024 إلى مستوى لم تشهده من قبل، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس المعنية ببيانات وتحليلات أسواق الطاقة والسلع العالمية (S&P Global Commodity Insights).
ومن بين العوامل الواعدة، تأتي شهية آسيا القوية للنفط الروسي الذي كان يلبي احتياجات مصافي التكرير في الهند والصين بشكل كبير منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
بالإضافة إلى ذلك، ستراقب السوق تدفقات النفط الفنزويلي إلى المشترين الآسيويين بعد رفع العقوبات.
الطلب على النفط في 2024
قال مدير تحليلات النفط الآسيوي لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، زوي وانغ: "ستستمر آسيا في الهيمنة على نمو الطلب على النفط في 2024،"مرجحًا "أن يرتفع الطلب في جنوب آسيا بقيادة الهند بنسبة 3.2% في عام 2024، متجاوزًا 2.9% في البر الرئيس للصين".
وكان لدى المحللين وجهات نظر مماثلة بشأن اتجاه نمو الطلب على المدى الطويل في آسيا.
وأفادت شركة بيرنشتاين للأبحاث: "كانت الصين إلى حدّ بعيد المحرك الأكثر أهمية لنمو الطلب على النفط على مدى العقود القليلة الماضية، إذ تمثّل 40% من الطلب المتزايد وأكثر من 50% حتى الآن في هذا العقد".
وأضافت: "كانت الهند أقلّ أهمية، ومن المتوقع أن تكون الهند أهم منطقة منفردة تدفع نمو الطلب على مدى السنوات الـ20 المقبلة، ما يجعلها دولة رئيسة على صعيد الطلب المستقبلي".
وقود الطائرات
بالنظر إلى اتجاه الطلب السائد، بدأت سوق النفط الآسيوية في استخلاص استنتاجات مفادها أن وقود الطائرات سيوفر مرة أخرى فرص نمو كبيرة في عام 2024.
وعلى أساس سنوي، تتوقع وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) أن ينمو الطلب العالمي على الكيروسين والطائرات بمقدار 1.02 مليون برميل يوميًا في عام 2023، إلى 7.13 مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بإعادة انفتاح الصين بعد الوباء.
وتشير الوكالة إلى أن نمو الطلب العالمي سيتباطأ إلى 420 ألف برميل يوميًا في عام 2024.
وقال مدير تحليلات النفط الآسيوي في وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، زوي وانغ: "أسهمت آسيا بنسبة 60% من نمو الطلب العالمي على الكيروسين ووقود الطائرات النفاثة في عام 2023، وستستمر في الريادة من خلال الإسهام بنسبة 64% في عام 2024".
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض الطللب على وقود الطائرات في اليابان (2020 - 2023):
المصافي الآسيوية
في ظل ارتفاع الطلب، تسارع شركات التكرير الآسيوية إلى وضع اللمسات النهائية على خططها لأوائل عام 2024.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج المصافي إلى مستوى قياسي يبلغ 31.4 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2024، بزيادة 466 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس المعنية ببيانات وتحليلات أسواق الطاقة والسلع العالمية.
في المقابل، ما يزال اجتماع تحالف أوبك+ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني لتمديد التخفيضات حتى الربع الأول من عام 2024 داعمًا للأسعار، لكن توقعات الاقتصاد الكلي الضعيفة تؤثّر في المعنويات.
وقال أحد مديري المواد الخام لدى شركة النفط والطاقة اليابانية إينيوس: "بالنسبة لمصافي التكرير في شرق آسيا، أعتقد أن الهند تُعدّ "الطرف البارز" لأن المشترين الكبار مثل آي أو سي وريلاينس على استعداد لاستقبال النفط الروسي".
وأوضح أن هذا يترك إمدادات وفيرة من النفط الخام عالي الكبريت في الشرق الأوسط لليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وتايلاند وحتى الصين.
وتظل روسيا المورد الرئيس للنفط الخام للهند، إذ تمثّل نحو 33% من إجمالي واردات الخام، أو 1.51 مليون برميل يوميًا، في أكتوبر/تشرين الأول، و35% من إجمالي واردات الخام، أو نحو 1.55 مليون برميل يوميًا، في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي.
وقال مدير المواد الخام في مصفاة تايوانية: "نتمنى أن تستمر الهند في اتّباع المسار العملي من خلال الحصول على البراميل الروسية رخيصة الثمن، التي كان العديد من مصافي التكرير في شرق آسيا يخشون قبولها".
تخفيضات أوبك+
قام المورّدون في الشرق الأوسط برفع أسعار البيع الرسمية الشهرية في الأرباع الأخيرة على خلفية تخفيضات إنتاج تحالف أوبك+، وما تزال العديد من شركات التكرير الآسيوية تجد أسعار البيع الرسمية مرتفعة إلى حدّ ما، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
رغم ذلك، فقد تراجع هيكل سوق الخام الواسع في دبي بشكل كبير عن مستويات عام 2022، إذ خلفت شهية الهند للخام الروسي فجوة كبيرة في الطلب لدى شركات النفط في الخليج العربي.
ينفّذ تحالف أوبك+ اتفاقًا لخفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتستمر حتى نهاية 2024، فضلًا عن التخفيضات الطوعية، التي أقرّتها 8 دول بقيادة السعودية، بإجمالي 2.191 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الأول من 2024.
اقرأ أيضًا..
- خطة ضخ غاز حقل أفروديت القبرصي إلى مصر.. متى تتحول إلى واقع؟
- معالجة الغاز في السعودية.. 10 معامل تدعم إنتاج الطاقة منخفضة التكاليف والكربون
- خبير أوابك: مشروع الغاز المغربي النيجيري لن يرى النور.. وهذه 6 أسباب