التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا سلاح ترمب للعودة إلى البيت الأبيض
محمد عبد السند
- ترمب يُظهر موقفًا عدائيًا من ظاهرة التغيرات المناخية
- يحظى ترمب بدعم العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الطاقة الأميركية
- تُعدّ مزايا الضمان الاجتماعي مصدرًا رئيسًا للدخل بالنسبة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة
- التوسع في عقود تأجيرات التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا قد يحقق 1.8 مليار دولار خلال عقد كامل
يعتمد المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا، في كسب تأييد شركات الطاقة الكبرى الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل (2024)، والتي يسعى من خلالها إلى العودة للبيت الأبيض.
ويُعرَف ترمب بموقفه العدائي من أزمة التغيرات المناخية، وهو ما ظهر بوضوح في سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ في عام 2017، وتشجيعه الدائم على استعمال موارد الوقود الأحفوري، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، تعهّد دونالد ترمب بتوسيع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في المناطق النائية بالولايات المتحدة، وتحديدًا في ولاية ألاسكا؛ سعيًا منه لدفع تكاليف الضمان الاجتماعي، في خُطوة يُرجَّح أن لا تلقى قبولًا بين مراقبي الموازنة في الكونغرس الأميركي، بحسب ما أوردته بلومبرغ (Bloomberg).
عقود تأجير النفط والغاز
في حوار متلفز مع برنامج "تيوزداي نايت" المذاع على شاشة فوكس نيوز الإخبارية، قال ترمب، إنه سيلغي القرار الذي اتخذه الرئيس الحالي جو بايدن بإلغاء عقود تأجير النفط والغاز في محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي -حديقة وطنية تابعة للولايات المتحدة في ألاسكا-.
وسبق أن وافقت إدارة ترمب في منتصف أغسطس/آب (2020) على السماح بالتنقيب عن النفط والغاز في محميّة الحياة البرّية الوطنية القطبية بولاية ألاسكا، وهي منطقة مساحتها 19 مليون فدّان (7.7 مليون هكتار)، حُظِرت أعمال الحفر فيها منذ عقود.
وأوضح ترمب أنه سيلغي المقترحات التي تقدَّم بها منافسوه الجمهوريون -من بينهم حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي- لرفع سنّ استحقاق الحصول على مزايا الضمان الاجتماعي؛ بهدف الإبقاء على تلك البرامج في حالة تستطيع من خلالها الوفاء بالتزاماتها.
وأضاف ترمب: "لدينا تلك الثروة الهائلة تحت أقدامنا"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
الوقود الأحفوري والضمان الاجتماعي
عبر ربط إنتاج الوقود الأحفوري بمزايا الضمان الاجتماعي، يسلّط ترمب الضوء على قضيتين رئيستين مهمتين لأنصار الحزب الجمهوري قبل أسابيع من الشروع في الإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشح الحزب.
غير أن الإيرادات المتحققة من أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا لا تمثّل سوى قدر ضئيل جدًا من إجمالي تكلفة مدفوعات الضمان الاجتماعي.
ويتوقع مكتب الموازنة في الكونغرس أن يحقق التوسع في عقود تأجيرات التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا قرابة 1.8 مليار دولار على مدار عقد كامل.
في المقابل، تلامس قيمة مزايا الضمان الاجتماعي التي ستُصرَف العام الحالي 1.4 تريليون دولار، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ مزايا الضمان الاجتماعي مصدرًا رئيسًا للدخل بالنسبة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية، ممن تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
موقف عدائي تجاه المناخ
لطالما ظهر دونالد ترمب متشككًا في أزمة المناخ، وخلال عهده دفع بقوة باتجاه توسيع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز على الأراضي العامة وفي المياه الفيدرالية.
ولذا لم يتردد ترمب في مغازلة شركات النفط الكبرى لكسب تأييدها له في سباقه المحموم للعودة إلى البيت الأبيض، وفق ما نشرته صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية.
وبينما قد يحظى ترمب بدعم العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الطاقة الأميركية، يسعى مرشحون آخرون في الحزب الجمهوري إلى الفوز بتأييد رجال الأعمال في صناعة الطاقة الأميركية.
ولطالما أبدى قطب العقارات والملياردير ترمب دعمه لزيادة إنتاج النفط، وعُرف بكراهيته للّوائح البيئية التي يميل إليها جو بايدن.
الأثرياء أمل ترامب
في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، توافد قرابة 400 متبرع من أثرياء ولاية تكساس، من بينهم أشخاص على صلة بقطاع النفط والغاز، على مجمع الاتصالات السلكية واللاسلكية المملوك للملياردير كيني تروت، لحضور حدث خاص بترمب.
وبالفعل، دفع بعض الحضور ما قيمته 23 ألفًا و200 دولار أميركي لالتقاط صورة مع الرئيس الأميركي السابق، بحسب واشنطن بوست.
يُشار إلى أنه وخلال مُدَّتَي رئاسته، استهدف دونالد ترمب تقويض اللوائح البيئية التي أقرّها سلفه الديمقراطي باراك أوباما، كما سحب الولايات المتحدة الأميركية من اتفاقية باريس للمناخ 2015.
في المقابل، تبنّى بايدن مواقف مؤيدة للبيئة يزعم ترمب أنها أضعفت الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة الطاقة؛ إذ ألغى الرئيس الحالي خط أنابيب كيستون إكس إل (Keystone XL) إلى جانب عقود إيجار النفط والغاز بمحمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي شمال شرق ألاسكا.
وتقليديًا، يثني الديمقراطيون على سياسات بايدن والتزامه بتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية، وتوسيع معدلات انتشار الطاقة الشمسية، وهما العنصران اللذان يقف لهما ترمب بالمرصاد.
وإلى جانب تشكيكيه المتواصل بكفاءة أداء البطاريات في السيارات الكهربائية، يتبنّى ترمب موقفًا عدائيًا صريحًا ضد توربينات الرياح، مؤيدًا أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في الولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة..
- تراخيص التنقيب البحري عن النفط والغاز في أميركا تنهار خلال عهد بايدن
- أميركا.. تراخيص التنقيب عن النفط والغاز تصل إلى أعلى مستوى منذ 2008
- قاضٍ فيدرالي يمنع بايدن من وقف عقود إيجار للتنقيب عن النفط والغاز
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 27% في سبتمبر
- أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر تشهد ظهور الجزائر والعراق (تقرير)
- توقعات نمو صناعة الرياح العالمية تتراجع.. والشرق الأوسط "بقعة مضيئة" (تقرير)
- الشاحنات الهيدروجينية.. هل تجبر أوروبا على التخلص من المركبات الكهربائية؟