الإمارات تتعاون مع بيل غيتس في تطوير تقنيات مفاعلات الطاقة النووية
وقّعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مذكرة تفاهم مع شركة "تيراباور" الأميركية التابعة لرجل الأعمال الأميركي بيل غيتس، من أجل التعاون المشترك في مجال تطوير تطبيقات تقنيات مفاعلات الطاقة النووية.
وبموجب مذكرة التفاهم، ستتعاون المؤسسة والشركة الأميركية المتخصصة في الابتكار بقطاع الطاقة النووية في مجموعة من المجالات؛ بما في ذلك التصميم الفني والجدوى التجارية لتطوير تقنية الناتريوم، التي ابتكرتها شركة تيرا باور، في كل من الإمارات والولايات المتحدة.
وقّع مذكرة التفاهم نائب المدير التنفيذي لبرنامج البحث والتطوير في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أحمد المزروعي، والرئيس التنفيذي لـ"تيراباور" كريس لافيسك، خلال حفل أقيم على هامش قمة المناخ كوب 28 "COP28".
وحضر التوقيع العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي، ورئيس مجلس إدارة "تيراباور" رجل الأعمال الأميركي بيل غيتس، وكبير المستشارين والمدير الإداري لشؤون الطاقة لدى المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ ديفيد ليفينغستون، ومسؤولون من الجانبين الإماراتي والأميركي.
تفاصيل التعاون
سيتم استعمال تكنولوجيا تقنية الناتريوم، التي ابتكرتها الشركة الأميركية بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، إلى جانب التطبيقات غير التقليدية للطاقة النووية التي تشمل إنتاج الهيدروجين وسبل تسريع خفض البصمة الكربونية للقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة وذلك باستعمال الكهرباء الصديقة للبيئة.
وتتركز تقنية الناتريوم في تصاميم المفاعلات التي تعتمد على تقنية التبريد بالصوديوم والتي تتميز بالتكلفة التنافسية، إضافة إلى نظام تخزين الكهرباء باستعمال الملح المصهور؛ إذ يوفر هذا المزيج المتميز إمدادات مستقرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، ويتكامل بسلاسة مع شبكات الطاقة.
وستقوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"تيراباور" أيضًا بتقييم طرق تحسين استعمال تقنية الناتريوم لضمان استقرار شبكة الكهرباء من خلال تطوير قدرات كبيرة لتخزين الكهرباء.
الطاقة النووية في الإمارات
ستمكن مذكرة التفاهم الجانبين من بحث فرص التعاون في مجالات الهندسة والقوى العاملة وتطوير سلسلة الإمداد، علاوة على دعم المشروعات داخل الإمارات، مع انتداب مهندسين إماراتيين إلى المقر الرئيس لشركة "تيرا باور" في الولايات المتحدة.
وقال محمد إبراهيم الحمادي: "رسالتنا الأساسية في مؤتمر COP28 هي أن الطاقة النووية لديها دور محوري في تحقيق الحياد الكربوني، وهو ما يتماشى مع إعلان قادة العالم مؤخرًا ضرورة مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية 3 مرات بحلول عام 2050".
وأضاف أن الطاقة النووية في الإمارات تؤدي دورًا أساسيًا في إستراتيجية الدولة والتقدم الذي حققته في مجال الطاقة النظيفة؛ إذ تُعَد محطات براكة للطاقة النووية أكبر مساهم بخفض البصمة الكربونية في تاريخ الدولة.
ولفت إلى أن مذكرة التفاهم مع تيراباور ستُسهِم في تسهيل التعاون للارتقاء بتكنولوجيا الطاقة النووية إلى مستوى متقدم أكثر، من خلال تسريع تطوير هذه التكنولوجيا واستعمالها بهدف ابتكار حلول جديدة ومستدامة للطاقة؛ بما في ذلك الهيدروجين.
تقنية الناتريوم
من جهته، قال كريس ليفيسك إن تطوير التقنيات النووية المتقدمة وطرحها في السوق أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف العالمية الخاصة بخفض البصمة الكربونية؛ إذ تؤدي شركة تيراباور ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية دورًا رياديًا في تطوير محطات الطاقة النووية واستعمالها.
وأضاف: "تتيح لنا مذكرة التفاهم مشاركة خبراتنا وتصاميمنا واستكشاف فرص تصدير المفاعلات التي تعمل بتقنية الناتريوم حول العالم، بما في ذلك محطات إضافية في الولايات المتحدة.. ونتطلع إلى تقييم الفرص الجديدة لهذه التقنية وزيادة تعاوننا مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية".
وبعد نجاحها في تطوير إحدى أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، ستستكشف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية فرص التعاون مع "تيراباور"؛ إذ ستتيح الشراكة بين الجانبين الحصول على الدروس المستفادة في إدارة المشروعات والبناء والتكامل والعمليات والبحث والتطوير.
كما تفتح مذكرة التفاهم الباب أمام مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لقيادة عملية تصدير تقنية الناتريوم إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية، بهدف تسريع التسويق التجاري والتصدير العالمي لهذه التقنية بشكل مشترك بموجب اتفاقيات الترخيص مع "تيراباور"، وذلك في إطار برنامج "الشراكة من أجل تسريع الطاقة الصديقة للبيئة"، الذي أطلقته الإمارات والولايات المتحدة، في أبريل/نيسان عام 2023، والذي يهدف لتسريع تطوير الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي وتمويل تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
وتتماشى مذكرة التفاهم بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"تيرا باور" مع "البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية" الذي أطلقته المؤسسة مؤخرًا، ويهدف لاستعمال أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع الطاقة النووية، إلى جانب تعزيز مكانة دولة الإمارات الريادية في اتخاذ الإجراءات المناخية من خلال المساهمة بتسريع المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة وتحقيق الحياد المناخي.
وتركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تعزيز إنجازات البرنامج النووي السلمي الإماراتي من خلال تحفيز الابتكار والشراكات في مجال التقنيات المتقدمة كالمفاعلات المعيارية المصغرة وزيادة الاستعمال العالمي للتقنيات النووية.
وعلى مدار الأعوام الـ15 الماضية، طوّرت المؤسسة محطات براكة للطاقة النووية، حجر الزاوية في قطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات، والتي أصبحت أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في المنطقة، وهي على بُعد محطة واحدة من التشغيل الكامل لمحطاتها الأربع، والتي من المقرر أن توفر 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء على نحو خالٍ من الانبعاثات الكربونية، بينما توفر الآلاف من الوظائف المجزية للكفاءات الإماراتية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في الإمارات تتبنى برنامجًا متقدمًا لتسريع خفض البصمة الكربونية
- الطاقة النووية في الإمارات والسعودية هدف إستراتيجي لتنويع مصادر الطاقة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- استكشاف النفط والغاز في أفريقيا خلال 2024.. طفرة بقيادة مصر والجزائر
- ما علاقة الغاز المسال الأميركي بالسياسة؟ أنس الحجي يجيب
- 4 دول عربية قد تقود مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات