قبل كوب 28.. أبرز خطط شركات النفط الخليجية لخفض الانبعاثات (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- أدنوك ترصد 15 مليار دولار للاستثمار في الحلول منخفضة الكربون
- أرامكو السعودية تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050
- شركة نفط الكويت تستهدف الوصول للمعدل الصفري بحرق الغاز بحلول 2030
- تنافس إماراتي سعودي في مجال احتجاز الكربون وتخزينه
تمتلك كبرى شركات النفط الخليجية خططًا لخفض انبعاثات الكربون من عملياتها في التنقيب والإنتاج، تقودها أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية ومؤسسة البترول الكويتية.
وتعمل شركات النفط في منطقة الخليج العربي على خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن عملياتها النفطية من خلال تطبيق تقنيات مستدامة، مثل احتجاز الكربون وتخزينه والحصول على الكهرباء من المصادر المتجددة وتقليل انبعاثات غاز الميثان.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة، مع اقتراب انعقاد قمة المناخ كوب 28 في دولة الإمارات (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)-، أبرز مستهدفات وخطط شركات النفط الخليجية الكبرى لخفض انبعاثاتها الكربونية.
خطط أدنوك لخفض الانبعاثات
من أبرز خطط شركات النفط الخليجية لخفض الانبعاثات، تعتمد شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) على زيادة إنتاجها من النفط بحلول عام 2027 إلى 5 ملايين برميل يوميًا، من المكامن منخفضة الكربون، وسط العمل على خفض الانبعاثات من عمليات الشركة إلى أدنى حدّ.
ومع رصد أدنوك المبدئي نحو 55 مليار درهم (15 مليار دولار) لتعزيز الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون، فإنها تستهدف خفض انبعاثات الكربون المتسببة في الاحتباس الحراري بنسبة 25% بحلول عام 2030.
وبحلول عام 2045، تسعى أدنوك إلى الوصول إلى الحياد الكربوني، اعتمادًا على تطبيق تقنيات كفاءة الطاقة في عمليات إنتاج النفط، والحدّ من حرق الغاز، والتقاط الكربون وتخزينه، وتعزيز استعمال الكهرباء المتجددة في عمليات الشركة.
وبالفعل، نجحت أدنوك منذ عام 2022 في توفير كامل احتياجاتها من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية والنووية، ما أسهم في خفض انبعاثات الكربون بنحو 5.4 مليون طن، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما تستهدف الشركة التخلص من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، ومضاعفة قدرة برنامج احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله إلى 10 ملايين طن بحلول العام نفسه.
وكانت الشركة قد نجحت منذ عام 2016 في التشغيل التجاري لمنشأة "الريادة" لالتقاط الكربون وتخزينه، بطاقة تبلغ 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.
وتنفّذ الشركة في الوقت الراهن مشروع "حبشان" الذي يأتي من بين الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لقدرته على التقاط نحو 1.5 مليون طن سنويًا من الكربون، وحقنها وتخزينها بشكل دائم في تكوينات جيولوجية عميقة.
وعند تشغيل المشروع، فإنه سيسهم في رفع قدرة أدنوك الإماراتية على التقاط الكربون إلى 3 أمثال، لتصل إلى 2.3 مليون طن سنويًا، وهو ما يعادل إزاحة أكثر من 500 ألف سيارة عاملة على البنزين عن الطريق سنويًا.
ومنذ مطلع العقد الأول من القرن الجاري (21)، تنفّذ أدنوك خطة تستهدف وقف حرق الغاز في جميع عملياتها، وهو يؤكده البنك الدولي بأن الإمارات -المستضيفة لكوب 28 هذا العام- واحدة من الدول التي لديها أقلّ أحجام وكثافة حرق للغاز بين الدول المنتجة للنفط والغاز.
وتوضح بيانات أدنوك أن انبعاثات غاز الميثان خلال العام الماضي (2022) كانت أقلّ بنسبة 6% عما كانت عليه في عام 2021.
خطة أرامكو السعودية لخفض الانبعاثات
تنفّذ كبرى شركات النفط الخليجية والعالمية، أرامكو السعودية، خططًا تستهدف خفض انبعاثات الكربون وحرق الغاز في الشعلات وكثافة انبعاثات غاز الميثان، بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني في مرافقها بحلول عام 2050.
ويأتي ذلك مع تأكيد أرامكو أن انبعاثات الكربون للشركة تعدّ من بين الأدنى عالميًا، مع استهدافها زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل من النفط يوميًا بحلول عام 2027.
وبحلول عام 2035، تستهدف أرامكو خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بكمية تصل إلى 52 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، والعمل على خفض كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15%.
وتتضمن خطة أرامكو إنشاء أحد أكبر المراكز عالميًا لاحتجاز الكربون وتخزينه بسعة تصل إلى 11 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2035، ما يشير إلى اهتمام شركات النفط الخليجية بهذه التقنية.
ويقع هذا المركز في مدينة الجبيل الصناعية، ومن المتوقع أن يقوم بدءًا من عام 2027 باستخلاص وتخزين نحو 9 ملايين طن من الكربون سنويًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما تسعى إلى خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان في قطاع التنقيب لـ0.05% بحلول عام 2025، والحدّ من حرق الغاز لمنع انبعاث مليون طن متري سنويًا من مكافئ الكربون بحلول عام 2035.
وشملت مستهدفات أرامكو -أيضًا- تنفيذ مشروعات طاقة متجددة لتلبية احتياجات الشركة من الكهرباء، ومن المتوقع لها أن تخفض انبعاثات الكربون بنحو 14 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.
وتخطط عملاقة النفط السعودية إلى توليد نحو 12 غيغاواط كهرباء من الطاقة الشمسية والرياح بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من خطط خفض الانبعاثات لكبرى شركات النفط الخليجية.
ومن المقرر بالتوازي مع الطاقة المتجددة، تطبيق تحسينات في كفاءة استهلاك الشركة من الطاقة، تعمل على تفادي انبعاثات الكربون بنحو 11 مليون طن متري سنويًا.
وبحلول عام 2030، تسعى أرامكو نحو إنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الأمونيا الزرقاء الناقلة للهيدروجين الأزرق للمساهمة في الحدّ من انبعاثات الكربون في القطاعات التي يصعب إزالتها منها.
ومن جهة أخرى، تشير أرامكو إلى أنها تعمل على توقيع اتفاقية مع شركة توبسو (Topsoe) تتضمن بناء محطة تجريبية للهيدروجين منخفض الكربون في معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي بحقل الشيبة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 6 أطنان من الهيدروجين يوميًا.
ومن المتوقع أن تستعمل المحطة التجريبية الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة في التهذيب البخاري الكهربائي الخاص بالمواد الهيدروكربونية، بالإضافة إلى العمل على استخلاص وعزل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ذلك.
خطة مؤسسة البترول الكويتية لخفض الانبعاثات
استمرارًا لخطط شركات النفط الخليجية لخفض الانبعاثات، تستهدف إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لعام 2050 استمرار إنتاج النفط بأقلّ كثافة من انبعاثات الكربون عالميًا، مع تأكيدها أنها من بين أقلّ الشركات المنتجة للنفط والغاز كثافة في الانبعاثات عالميًا.
وتسعى الشركة الكويتية إلى تحقيق الحياد الكربوني في نطاقات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، والاستثمار في مصادر الطاقة البديلة المبتكرة.
وبدءًا من عام 2025، تهدف الكويت إلى إنتاج الطاقة المتجددة واستعمالها في عمليات الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، إلى جانب تخزين هذه الكهرباء المتجددة بحلول عام 2050.
ومن المقرر -أيضًا- العمل على رفع كفاءة الطاقة لشركات مؤسسة البترول الكويتية بحلول عام 2050، بنسبة تتراوح ما بين 8 و12%.
وبحلول عام 2030، تستهدف شركة نفط الكويت -تابعة لمؤسسة البترول الكويتية- الوصول إلى المعدل الصفري بحرق الغاز، ومن ثم تحقيقها بحلول 2040 في الشركات التابعة.
كما تضمنت الإستراتيجية بدء تطبيق تقنية التقاط الكربون وتخزينه لإعادة استعماله محليًا بحلول عام 2050، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
يشار إلى أن إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت تستهدف بناء أول مصنع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040.
تغطية خاصة تقدمها الطاقة بمناسبة قمة المناخ كوب 28:
- الوزيرة ليلى بنعلي تكتب لـ"الطاقة": المغرب نحو مستقبل مستدام (مقال)
- أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)
- وزيرة البيئة المصرية تكتب لـ"الطاقة": مؤتمر المناخ.. وحشد الجهود لتحقيق انتقال عادل للطاقة
- الرئيس التنفيذي لأكوا باور: محطة شمسية ضخمة بمشروع نيوم.. وهذه خططنا لمصر والمغرب (حوار)
- رئيس مجموعة إينوك يكتب لـ"الطاقة": شركتنا داعم أساس لتحول الطاقة في الإمارات