الرئيس التنفيذي لأكوا باور: محطة شمسية ضخمة بمشروع نيوم.. وهذه خططنا لمصر والمغرب (حوار)
أجرى الحوار - عبدالرحمن صلاح
- الاستثمار في الهيدروجين سيتجاوز 300 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030
- الهيدروجين الأخضر والأمونيا والميثانول الحل الأمثل للقطاعات التي يصعب فيها استبدال الوقود الأحفوري
- أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في "نيوم" يدخل حيز التشغيل خلال 2026 بطاقة 600 طن يوميًا
- ندعم تحول الطاقة في المغرب من خلال 7 محطات كهرباء تديرها أكوا باور باستثمارات تزيد عن 3.1 مليار دولار
- نطور محطة رياح في مصر بقدرة 10 غيغاواط، ستحقق وفورات بقيمة 6.5 مليار دولار في تكاليف الغاز سنويًا
- تحويل الهيدروجين إلى أمونيا وشحنه عبر السفن الحل الأسهل لتصدير الوقود النظيف
كشف الرئيس التنفيذي لأكوا باور السعودية، ماركو أرتشيلي، عددًا من المشروعات الضخمة التي تنفّذها الشركة داخل المملكة وخارجها، ضمن إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى الريادة في مشروعات الطاقة النظيفة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وعرض أرتشيلي، في حوار حصري مع منصة الطاقة المتخصصة بمناسبة انعقاد قمة المناخ كوب 28 في الإمارات، موقف المشروعات التي تنفّذها أكوا باور في مصر والمغرب، وخطّتها للتوسع في أفريقيا.
وتعدّ أكوا باور السعودية أكبر شركة خاصة لتحلية المياه في العالم، والرائدة في تحول الطاقة، وأول شركة تعمل في مجال الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا السياق، يرى الرئيس التنفيذي لأكوا باور أن الطاقة المتجددة تعدّ اليوم الحل الأقلّ تكلفة والأسرع لتوفير الكهرباء، بما يدعم الأهداف العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
وتقود شركة أكوا باور عمليات تحول الطاقة في المملكة، إذ تُعدّ لاعبًا رئيسًا في "رؤية السعودية 2030"، ولديها محفظة أعمالها التي تشمل حاليًا 77 محطة قيد التشغيل والبناء، أو في مراحل متقدمة من التطوير، بقيمة استثمارية تبلغ 82.8 مليار دولار أميركي، وبقدرات 53.7 غيغاواط من الكهرباء، و7.6 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا.
ومن أجل استكمال طموحاتها في زيادة الاستثمارات والتوسع بمختلف أسواق العالم، استعانت الشركة السعودية بـ ماركو أرتشيلي في منصب الرئيس التنفيذي، للاستفادة من خبراته التي تمتد إلى 20 عامًا في العديد من شركات الطاقة العالمية.
ومنذ تعيينه في 20 مارس/أذار 2023، بدأ "أرتشيلي" الترويج لخطط أكوا باور، والإشراف على إستراتيجيات التوسع والنمو، وعقد صفقات ضخمة خاصة في قطاع الهيدروجين الأخصر، محليًا وعالميًا.
وإلى نص حوار الرئيس التنفيذي لأكوا باور مع منصة الطاقة:
نلمس بوضوح مدى تركيز الشركة على الهيدروجين الأخضر من خلال العقود والاتفاقيات التي وقّعتها مؤخرًا، علامَ يدلّ ذلك؟ وما مدى أهمية التحوّل نحو الهيدروجين بالنسبة لكم؟
نجحت دول العالم خلال العقدين الأخيرين في تعلّم كيفية تسخير طاقة الشمس، والرياح، والمياه، والأرض.. إذ باتت الطاقة المتجددة اليوم الحلّ الأقلّ تكلفة والأسرع لتوليد الكهرباء.
إن "أكوا باور" تؤدي دورًا قياديًا في هذا التحوّل الجذري، من خلال بناء أكبر المحطات، وتحديد أقلّ تعرفة فيما يتعلق بتزويد العالم بخدمات مرافق الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، إلّا أنّ ذلك لا يكفي لمواجهة تحديات التغير المناخي.
ولا شكّ في أنّ التحديات الجديدة اليوم تكمن في القطاعات التي يصعب بها استبدال الطاقة المتجدّدة بالوقود الأحفوري، مثل التكرير والأسمدة والشحن وقطاع التنقل عمومًا.
ونعتقد أنّ الوقود النظيف، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا والميثانول، هو الحلّ الأنسب لهذه القطاعات التي نبذل اليوم قصارى جهدنا لتحقيق نتائج مثمرة فيها.
وماذا عن الابتكار والتكنولوجيا الجديدة؟
سيكون لتركيزنا المتزايد على تحفيز الابتكار وتطبيق التكنولوجيا الجديدة على نطاق موسّع دور محوري في التحوّل بنجاح نحو الطاقة النظيفة التي تسهم بدورها في ضمان أمن الطاقة.
وتشير التقديرات بحسب بنك "ناتيكسيس" إلى أنّ الاستثمار في الهيدروجين سيتجاوز 300 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، ما يجعل من هذا القطاع الناشئ فرصة حقيقية لتحقيق المزيد من النمو.
وقّعت "أكوا باور" في وقت سابق من هذا العام عقدًا للإسهام في تنفيذ أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم، ما هي آخر التطورات المرتبطة بهذا المشروع الضخم؟ وكيف تستعدّون له حاليًا؟
تعمل شركة نيوم للهيدروجين الأخضر اليوم على إنشاء أول مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع وتصديره بالكامل، ولتوضيح حجم هذا المصنع ونطاقه، بدأت أميركا الشمالية للتوّ بإنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم بقدرة إنتاج 3 أطنان من الهيدروجين يوميًا، في حين إن مصنع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر سيملك القدرة على إنتاج 600 طن من الهيدروجين يوميًا.
وسنستثمر في هذا المصنع، إلى جانب شريكينا "إير برودكتس"، وشركة نيوم، بقيمة استثمارات تصل إلى 8.5 مليار دولار أميركي، في حين سيوفر 23 مصرفًا حول العالم 6.4 مليار دولار أميركي تمويلًا دون حقّ الرجوع، ونتوقع أن يدخل المشروع حيّز التشغيل الفعلي في عام 2026.
لقد بدأنا أعمال التطوير على الأرض، علمًا أنّه قد تمّ تسلّم الدفعة الأولى من 6 توربينات رياح، إذ وصلت إلى موقع المشروع، ومن المقرّر تزويد محطة طاقة الرياح الخاصة بمصنع إنتاج الهيدروجين الأخضر بـ250 توربينًا لتوليد ما يصل إلى 1.6 غيغاواط من الطاقة النظيفة، عبر شبكة مخصصة لنقل الكهرباء من محطة طاقة الرياح إلى المصنع.
كما يجري العمل حاليًا على محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، إذ سيسهم 5.6 مليون لوح شمسي في توليد ما يصل إلى 2.2 غيغاواط من الطاقة الشمسية عند تشغيل المحطة بالكامل.
ونواصل تنفيذ أعمال الإنشاءات المعدنية في مجموعة رئيسة من المباني القائمة في المشروع، بما في ذلك تجميع بطاريات تخزين الطاقة المتجدّدة.
باختصار، يُعدّ هذا المشروع إنجازًا عالميًا بارزًا في عصر الهيدروجين الجديد.
ما مشروعات أكوا باور القائمة في شمال أفريقيا؟ وهل تعتزمون الاستثمار في الجزائر بالمستقبل القريب؟
نتوقع أن تزداد احتياجات القارة الأفريقية من الطاقة، في ظلّ النمو السكاني السريع الذي تشهده اليوم، وتملك أكوا باور حاليًا 14 مشروعًا تعمل في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا، ورغم أننا واحدة من أكبر الشركات التي تعمل اليوم على تنفيذ مشروعات لها في أفريقيا، فإننا نعتقد أن أهدافنا الطموحة ما تزال لم تحقَّق بعد، إذ نسعى اليوم إلى مضاعفة جهودنا من خلال النمو بشكل عضوي، وأيضًا عبر عمليات الاستحواذ، كي نتمكّن من إضافة قيمة ملحوظة لسكان المجتمعات المحلية.
نحن في طور مناقشة إمكان تنفيذ مشروعات جديدة بعددٍ من الدول الأفريقية، وذلك في مجالات تحلية المياه، والطاقة المتجدّدة، والهيدروجين الأخضر.
هلّا أعطيتنا لمحة عن مشروعاتكم في المغرب؟ وهل تعتزمون توسيع نطاق أعمالكم هناك، وبخاصة بعد انخفاض قيمة العملة المحلية (الدرهم المغربي)؟
المملكة المغربية في طليعة المساعي الهادفة إلى التحوّل نحو الطاقة المتجدّدة بفضل رؤية قيادتها واستشرافها للمستقبل، ولا شكّ في أن فضلًا كبيرًا يعود إلى المملكة المغربية وطموحها في توفير الطاقة الشمسية المركّزة في العديد من الدول حول العالم.
بدورنا، كنّا من الشركات التي أسهمت بشكلٍ ملحوظ بدعم التحوّل في قطاع الطاقة بالمملكة المغربية، نقوم اليوم بتشغيل 7 محطات لتوليد الكهرباء باستثمار إجمالي يزيد عن 3.1 مليار دولار أميركي، وتعوّل جميع هذه المحطات على الطاقة المتجدّدة لتوليد الكهرباء، علمًا أنه من المتوقع أن تسهم في الحدّ من انبعاثات الكربون بعشرات الآلاف من الأطنان في كلّ عام من تشغيلها.
نملك خططًا واضحة للنمو على المدى البعيد ضمن الدول التي نوجد فيها، ولا نتوقف عند التحديات الصغيرة التي قد نواجهها في المدى القريب، ونؤمن بأنّ المملكة المغربية تحرز تقدمًا ملحوظًا في مجال الطاقة النظيفة، مُمكّنةً بعجلة نموها الاقتصادي ووجودها بالقرب من الاتحاد الأوروبي، حيث الطلب الكبير على منتجاتها.
وتنظر "أكوا باور" إلى العلاقة التي تربطنا بالمملكة المغربية بكثير من التقدير، بينما نواصل البحث دومًا عن فرص جديدة للتوسّع هناك.
تسعى أكوا باور بشكل فاعل إلى تعزيز استثماراتها في مصر، ما هي محفظة استثماراتكم الحالية هناك؟ وهل تعتزمون توقيع أيّ اتفاقيات تعاون جديدة في المستقبل القريب؟
نمتلك حاليًا مشروعين، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المشروعات المستقبلية قيد الدراسة في جمهورية مصر العربية، وجميعها في مجال الطاقة المتجددة، فهناك محطة بنبان للطاقة الشمسية، إذ تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطات التي تديرها الشركة هناك 120 ميغاواط، وهي قيد التشغيل اليوم لتزويد ما يقارب 80 ألف منزل بالكهرباء، في ظلّ إسهامها بتفادي نحو 156 ألف طنٍ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وتوجد أيضًا محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ميغاواط، وهي قيد الإنشاء، على أن تنطلق عمليات الإنتاج فيها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ونعمل كذلك على إنشاء محطة لطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تبلغ 1.1 غيغاواط، إذ نطمح إلى إنجاز صفقة تمويل هذه المحطة خلال العام المقبل، فضلًا عن مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع وغيره في المدى البعيد، من خلال اتفاقية لإنشاء محطة لطاقة الرياح تبلغ قدرتها الإنتاجية 10 غيغاواط، والتي ستعود بالفائدة على الاقتصاد المصري، عبر تحقيق وفورات بقيمة 6.5 مليار دولار أميركي في تكاليف الغاز الطبيعي السنوية.
وتطمح "أكوا باور" كذلك إلى تعزيز مشروعاتها بمجال تحلية المياه، في ظلّ سعي مصر إلى زيادة قدرتها على تحلية المياه، لتبلغ 8.85 مليون متر مكعب يوميًا بحلول عام 2050.
من وجهة نظر الرئيس التنفيذي لأكوا باور، ما الطريقة الأمثل والأكثر فعالية من حيث التكلفة لنقل الهيدروجين وتصديره؟.. وهل تدعم تصدير الهيدروجين عبر خطوط أنابيب الغاز؟
توجد اليوم طرق مختلفة لنقل الهيدروجين.. على المدى القصير، أعتقد أنّ تحويل الهيدروجين إلى أمونيا وشحنه عبر سفن بحرية هو الحلّ الأسهل، لضمان وصوله أولًا إلى القطاعات الصناعية التي يمكنها استعمال الأمونيا بشكلٍ مباشر، مثل الأسمدة والشحن، أو إعادة تحويله إلى هيدروجين من جديد، وهذا هو الحلّ الذي لجأنا إليه فيما يتعلق بمشروع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، مع شريكينا "نيوم" و"إير برودكتس"، الشركة الحصرية التي ستقوم بشراء الهيدروجين الأخضر من المصنع.
في المستقبل، أعتقد أنه سيجري العمل على تطوير شبكة من خطوط الأنابيب لنقل الهيدروجين الأخضر بشكلٍ مباشر على مسافاتٍ بعيد.
يمكنكم متابعة التغطية الخاصة لمنصة الطاقة بمناسبة قمة المناخ عبر الروابط التالية:
- وزير البترول المصري يكتب لـ"الطاقة": التحول الطاقي والتوافق البيئي وجهان لعملة واحدة
- أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)
- رئيس مجموعة إينوك يكتب لـ"الطاقة": شركتنا داعم أساس لتحول الطاقة في الإمارات
- وزيرة البيئة المصرية تكتب لـ"الطاقة": مؤتمر المناخ.. وحشد الجهود لتحقيق انتقال عادل للطاقة
- قمة المناخ في الإمارات.. 6 أهداف طموحة تنتظر كوب 28
كما يمكن متابعة تقارير وحدة أبحاث الطاقة من (هنا).
صباح الخير