المكسيك تطالب كوب 28 بتمويل أهدافها المناخية رغم إنجازاتها المتواضعة
أسماء السعداوي
يقترب انعقاد قمة المناخ كوب 28، وتستعد معها دول العالم أجمع لتقييم جهود خفض درجة حرارة الأرض، وبذل المزيد منها.
وتعدّ المكسيك إحدى الدول "الراغبة في القيام بدور نشط للغاية في كوب 28"، حسبما قالت وزيرة خارجيتها أليسيا بارسينا إيبارا التي ستمثل بلادها في المؤتمر الذي سيُعقد بعد أيام في الإمارات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم أن إدارة الرئيس أندريس مانويل لوبيس أوبرادور لم تحرز سوى تقدّم بسيط في تحقيق الأهداف المناخية الخاصة، فإنها لم تُخفِ حرصها على الحصول على التمويلات المخصصة لمكافحة تغير المناخ ممثلةً في صندوق الخسائر والأضرار الذي مازال قيد الإنشاء، وفق تقرير نشرته منصة "أرغوس ميديا" (argusmedia).
وتعدّ المكسيك الدولة الوحيدة العضوة في كلٍ من مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي لم تضع هدف الحياد الكربوني بعد، كما لم تعلن طرح أيّ التزامات مناخية خلال قمة المناخ كوب 28.
وتأتي المكسيك في المرتبة الـ11 على قائمة كبار منتجي النفط في العالم، وحلّت في المركز الـ15 بين أكبر مطلقي الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري عالميًا، كما من المتوقع أن تواصل الانبعاثات الضارّة ارتفاعها هناك حتى عام 2035.
المكسيك في قمة المناخ كوب 28
تشهد قمة المناخ كوب 28 هذا العام إجراء أول حصيلة عالمية لاتفاق باريس بشأن المناخ؛ بغية تقييم حجم التقدم المحرَز ومتطلبات تحديث الأهداف المحددة وطنيًا بحلول عام 2025.
ويُقصد بالمساهمة المحددة وطنيًا خطة عمل مناخية تستهدف خفض الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، والحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ، والتكيف مع تأثيراته، وفق تعريف الأمم المتحدة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن اتفاق باريس للمناخ:
وتعهدت المكسيك في العام الماضي (2022) بخفض انبعاثات غاز الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 35% وفق سيناريو العمل المعتاد، لكن رغم أن الهدف قد يبدو أكثر طموحًا من سابقه (22%)، فإن الطريقة الأساسية لقياس الانبعاثات عُدِّلَت، وهو ما يعني أن مستويات الانبعاثات ستزيد بالفعل.
كما التزمت المكسيك بتوليد 35% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2024، لكنها ستفوت 4% من تلك النسبة المستهدفة بسبب التباطؤ في تطوير الطاقة المتجددة خلال مدة حكم الرئيس الحالي، وذلك وفق آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الطاقة.
واتّبع الرئيس أوبرادور سياسة طاقة حجّمت دور القطاع الخاص في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وفي العام الماضي تباهت إدارته كثيرًا بخطّة لإنشاء 5 مزارع شمسية جديدة بشمال البلاد، لكن 120 ميغاواط -فقط- دخلت حيز التشغيل، وما زالت 450 ميغاواط أخرى قيد التطوير.
وتقول المحللة في وكالة موديز (Moody's) روكسانا مونوز، إنّ تحول الطاقة في المكسيك ما زال مشكلة رئيسة لم تُحَلّ بالنسبة لهذه الإدارة.
كما تقول منظمة "كلايت أكشن تراكر" (Climate Action Tracker)، إن الأهداف والجهود المناخية الخاصة بالمكسيك "غير كافية بصورة خطيرة".
صندوق الخسائر والأضرار
تعدّ المكسيك إحدى الدول النامية التي تحمّلت آثار تغير المناخ مؤخرًا، ومنها إعصار أوتيس الذي دمّر قطاعًا كبيرًا من مدينة أكابولكو المطلة على المحيط الهادئ في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023).
سبق ذلك موجات حرّ تاريخية في يونيو/حزيران، والنزوح القسري لمعظم سكان قرية ساحلية مطلة على خليج المكسيك بسبب ارتفاع مستويات البحر في عام 2022.
ويستلزم توفير 1.7 تريليون بيزو مكسيكي (99.8 مليار دولار) سنويًا، أو 7% من إجمالي الناتج المحلي، لمواجهة آثار تغير المناخ في المكسيك والتحول باتجاه التنمية المستدامة، بحسب أرقام رسمية.
وستشارك وزارة المالية في محادثات قمة المناخ كوب 28، واضعةً نصب أعينها على "حشد التمويل لإرساء تحول الطاقة العادل باستعمال الموارد المحدودة لدينا"، حسبما تقول مديرة الشؤون الدولية في الوزارة لورا أغوير.
ومن المتوقع أن تصب الحكومة تركيزها على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي اتُفِق على إنشائه خلال قمة المناخ كوب 27 في مصر خلال العام الماضي (2022)، لتعويض الدول النامية والفقيرة المتضررة من التغير المناخي.
يؤكد ذلك وكيل وزارة الخارجية جويل هيرنانديز بقوله، إن التمويل المناخي موضوع مهم للغاية في قمة المناخ كوب 28 لهذا العام.
وأضاف: "نتطلع لبناء هيكل مالي دولي لصندوق الخسائر والأضرار لإنشاء صندوق تمويل تاريخي سيكون اختبارًا للتعددية".
موضوعات متعلقة..
- أزمة ثقة تهدد صندوق الخسائر والأضرار لمكافحة تغير المناخ.. وتحدي لـ"كوب 28"
- قمة المناخ في الإمارات.. 6 أهداف طموحة تنتظر كوب 28
- مستقبل الطاقة في المكسيك أمام اختبار انتخابات الرئاسة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تحذر شركات النفط والغاز من "وهم" احتجاز الكربون وتخزينه
- إنتاج الغاز في الجزائر يقفز 8 مليارات متر مكعب خلال 9 أشهر (تقرير)
- إيرادات صادرات النفط السعودي تتراجع 17.2% خلال سبتمبر
- أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)