هبطت أسعار النفط بأكثر من 4% في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، لتسجل أدنى مستوياتها منذ يوليو/تموز الماضي.
يأتي ذلك وسط مخاوف بشأن تراجع الطلب، إذ طغت بيانات اقتصادية متباينة من الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، ومخاوف بشأن الطلب في فصل الشتاء من تأثير تمديد السعودية وروسيا تخفيضات الإنتاج.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني على ارتفاع مع إعلان السعودية وروسيا، أكبر مصدّرين للنفط، التزامهما بتخفيضات طوعية إضافية في إنتاج النفط حتى نهاية العام.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، هبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم يناير/كانون الثاني 2024- بنسبة 4.2%، لتصل إلى 81.61 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم ديسمبر/كانون الأول 2023- بنسبة 4.3%، لتصل إلى 77.37 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
سجّلت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي ثاني خسائر أسبوعية لها، إذ تراجعت العقود الآجلة للخامين القياسيين (برنت، وغرب تكساس الوسيط) نحو 4.8%، و5.9% على التوالي، مع تلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية وسط تحركات دبلوماسية للحدّ من مخاطر الحرب في غزة التي قد تتسبب في صراع أوسع بالشرق الأوسط.
تحليل أسعار النفط
ارتفع الخامان القياسيان نحو 30 سنتًا أمس الإثنين، بعد أن أكدت السعودية وروسيا، أكبر مصدّرين للنفط، التزامهما بتخفيضات طوعية إضافية في إمدادات النفط حتى نهاية العام.
وأظهرت واردات الصين من النفط الخام نموًا قويًا على أساس سنوي وشهري في أكتوبر/تشرين الأول، إلّا أن إجمالي صادرات البلاد ما زال ينكمش بوتيرة أسرع من المتوقع.
وقال المحلل لدى سي إم سي ماركتس، ليون لي: "بيانات الصادرات الصينية يمكن أن تبدو أسوأ من المتوقع، لكن الطلب المحلي ربما ينتعش".
وأضاف أن الاتجاه الضعيف في الصادرات يعكس الضغط النزولي على الاقتصاد العالمي الذي ظهر في الربع الرابع، حسبما ذكرت رويترز.
وأشار إلى أن التوقعات بتخفيضات تشغيل النفط الخام من قبل شركات التكرير في الصين بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول قد تحدّ من الطلب على النفط، وتؤدي إلى تفاقم انخفاض الأسعار.
من جانبه، قال المحلل في فوجيتومي للأوراق المالية توشيتاكا تازاوا: "نتوقع أن نرى لعبة شد الحبل عند مستويات قريبة من أسعار النفط الحالية في المستقبل، مع استيعاب الأخبار على جانبي العرض والطلب"، موضحًا أن الاتجاه قد يتغير بشكل كبير إذا أصبح الوضع في الشرق الأوسط أكثر توترًا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يدرس "أوقات توقف تكتيكية صغيرة" في غزة لتسهيل دخول المساعدات أو خروج الرهائن، لكنه رفض الدعوات لوقف عام لإطلاق النار على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة.
تخفيضات الإنتاج
يقول بعض المحللين، إن تمديد تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية وروسيا يعني أن الأسواق ما تزال حذرة بشأن محركات الطلب، الأمر الذي قد يفرض مزيدًا من الضغوط على الأسعار.
وقال محللو "إيه إن زد" في مذكرة: "قيود الإنتاج في ضوء التأثير المحدود لحرب غزة على إمدادات النفط، تشير إلى أن المملكة العربية السعودية ما تزال تشعر بالقلق بشأن الطلب".
كما أثّرت المخاوف من أن الشتاء الأكثر دفئًا من المتوقع قد يحدّ من الطلب على الطاقة والوقود على أسعار النفط أيضًا.
وقال محلل سي إم سي ماركتس: "إن فصل الشتاء هذا العام في النصف الشمالي من الكرة الأرضية دافئ نسبيًا، مما أدى إلى انخفاض استهلاك الوقود إلى حدّ ما".
وبالنظر إلى المستقبل على جانب العرض، تنتظر الأسواق لترى إلى متى ستكون المملكة العربية السعودية وروسيا مستعدّتين لكبح الإنتاج.
وأضاف محللو آي إن جي: "الأمر الأكثر أهمية للسوق هو ما إذا كانوا سيمددون هذه التخفيضات حتى أوائل عام 2024، أو سيبدؤون في إعادة هذا الإنتاج، يجب أن نحصل على توضيح بشأن هذا في وقت ما في أوائل ديسمبر/كانون الأول".
أكدت السعودية يوم الأحد أنها ستواصل خفضها الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا، وهو ما يعني إنتاج نحو 9 ملايين برميل يوميًا لشهر ديسمبر/كانون الأول.
وأعلنت موسكو أنها ستواصل خفضها الطوعي الإضافي للإمدادات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا من صادراتها من النفط الخام والمنتجات النفطية حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول.
وعلى جانب العرض أيضًا، تُجري شركة شركة النفط الوطنية الفنزويلية (PDVSA) محادثات مع شركات حقول النفط المحلية والأجنبية لتوظيف معدّات وخدمات من شأنها أن تسمح لها بإحياء الإنتاج المنخفض.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت فوق 85 دولارًا - (تحديث)
- أسعار النفط تهبط 2.5% وتسجل خسائر أسبوعية قوية - (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- مصر تخطط لتصدير 1.5 مليون طن غاز مسال (خاص)
- هل هناك مؤامرة لعدم اكتشاف الغاز في لبنان؟.. مدير تنفيذي يجيب
- صادرات الغاز الروسي إلى دول أوروبية تتضاعف رغم العقوبات