تشهد صناعة توربينات ضواغط الغاز المحلية في إيران تطورًا جديدًا، يساعد الدولة الخاضعة لعقوبات أميركية في زيادة نشاط الصناعة، عبر تحسين عمليات الضخ في المحطات.
جاء ذلك وفق تصريحات للرئيس التنفيذي للمشروعات في شركة "ذا إيرانيان غاز إنجنييرينغ آند ديفيلوبمنت" (The Iranian Gas Engineering and Development Company)، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال صمد رحيمي، إن الشركة بلغت رقمًا قياسيًا في تشغيل تلك الضواغط التي صُنع التوربين الخاص بها محليًا، وهو الجزء الرئيس في الضاغط، ما يعني تشغيلها بنجاح.
وأضاف رحيمي أن شركتي مابنا غروب (MAPNA Group) وأويل تربو كومبرسور (Oil Turbo Compressor) الإيرانيتين تستثمران ملياري دولار أميركي في صناعة 200 ضاغط غاز محلي، من خلال شركته.
وتواجه إيران ضغوطًا جراء العقوبات الأميركية عليها، وانسحابها من الاتفاقية النووية خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، ما يدفعها لتطوير صناعات عديدة محليًا، لتعويض نقص المعدّات والخامات التي تعجز عن استيرادها من الخارج.
توربينات ضواغط الغاز الإيرانية
قال الرئيس التنفيذي للمشروعات في شركة "ذا إيرانيان غاز إنجنيرينغ آند ديفيلوبمنت" الإيرانية صمد رحيمي، إنه يجري تركيب ضواغط الغاز التي صنعت طهران توربيناتها محليًا، في 4 محطات حاليًا، وذلك حسب تصريحاته التي نقلتها وكالة شانا للأنباء الرسمية في إيران.
وأوضح أن العمل متقدم في محطات نوراباد وأرادان وبولكاله الواقعة على خط الأنابيب 10 (آي جي إيه تي-10)، إلّا أن دوراهان من أصعب المشروعات الذي تعمل عليها الشركة بسبب موقعه الجغرافي، إذ يقع ضاغط الغاز المعزز للمحطة على منحدر جبلي.
غير أنه أكد وصول الإمدادات والمكونات الخاصة بتركيب ضواغط الغاز في المحطات الـ4، ومرحلة الاستعداد لبدء التشغيل في تقدّم، تمهيدًا للبدء في الشتاء المقبل.
وسيكون تشغيل ضاغط محطة أرادان في وقت قريب، وقبل الموعد المحدد في خطة التركيب والتشغيل، حسب تصريحات صمد رحيمي، مؤكدًا أن كلًا من أرادان ونوراباد وبولكاله جاهزة الآن لإطلاق التشغيل رسميًا.
وتمّ تركيب ضاغطين في محطتي خورموج وأباخاش في مقاطعة بوشهر جنوب إيران، على خط الأنابيب "آي جي إيه تي-6"، وهو الأمر الضروري للمنطقة، وفق رحيمي، الذي أعرب عن أمله في تشغيلهما خلال أسبوعين، رغم بعض تعقيدات المشروعين.
وقال: "لقد انتهينا من 60% من أعمال محطتي ديهشير وأردستان، وهما يقعان على خط الأنابيب آي جي إيه-8".
قفزة في قدرة النقل
قفزت قدرة خط أنابيب الغاز (آي جي إيه تي-8)، بفضل صناعة توربينات ضواغط الغاز المحلية في إيران، والتي رُكِّبَت في محطات خونج وجاهروم وصافا-شاهار وأرسانجان وخيرغو وكاشان وناييم، وفق تصريحات صمد رحيمي.
ولم يذكر رحيمي حجم هذه القفزة في نقل الغاز، لكنه أشار إلى أن تطوير خط الأنابيب سيكتمل بإطلاق محطتي ديهشير وأردستان، لتبلغ قدرته حينها 110 ملايين متر مكعب يوميًا.
وبدأت الشركة قبل 6 أشهر العمل في مشروعاتها بمقاطعة سيستان وبالوتشستان وميناء تشابهار جنوب شرق إيران، إذ تقوم بتركيب ضاغطين في محطتي لامرد وباستاك على خط الأنابيب (آي جي إيه تي -7).
وتوقّع رحيمي أن تضيف الشركة من 3-4 محطات جديدة للمقاطعة، لتلبية الطلب المتزايد مستقبلًا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذّر مسؤول إيراني من عدم زيادة إنتاج الغاز في بلاده، رغم امتلاكها احتياطيات ضخمة تمثّل 17% من الاحتياطيات العالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة جنوب زاغروس لإنتاج النفط والغاز، علي منتساري، إن 3.4% من احتياطيات الغاز العالمية موجودة في الخزانات بجنوب زاغروس، موضحًا أن الطاقة الإنتاجية للشركة من الغاز زادت من 160 مليون متر مكعب يوميًا في عام (2022)، إلى 166 مليون متر مكعب يوميًا في (2023)، بمعدل نمو 4%.
وأوضح، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن إيران تواجه أحد أخطر مخاوفها الحالية، المتعلقة باختلال توازن الغاز، إذ يشكّل الغاز وحده نحو 70% من محفظة الطاقة في البلاد، إلّا أن عدم تنفيذ برامج تحسين الاستهلاك خلال السنوات الماضية وإهمال زيادة الطاقة الإنتاجية، يهدد البلاد بنقص يبلغ نحو 250 مليون متر مكعب في فصل الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- تفاصيل صفقة استيراد العراق للغاز التركمانستاني.. ودور إيران
- إنجاز 50% من أول مشروع غاز مسال في إيران
- العراق يعلن انفراجة في أزمة الغاز الإيراني (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- فشل بيع اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال.. ما علاقة مصر؟
- بالأرقام.. تكلفة نقل الهيدروجين "صادمة".. وهذه تفاصيل أول دراسة من نوعها
- السعودية وروسيا تمددان الخفض الطوعي لإنتاج النفط وتصديره حتى نهاية 2023