أبرز حوادث محطات الطاقة الكهرومائية خلال 15 عامًا (صور)
محمد عبد السند
- تزايد حوادث محطات الطاقة الكهرومائية في العالم في السنوات الأخيرة.
- أميركا تستأثر وحدها بـ173 من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية.
- تختلف أسباب حوادث محطات الطاقة الكهرومائية من ظروف الطقس إلى الأخطاء البشرية وغيرها.
- تُبنى محطات الطاقة الكهرومائية وفق معايير سلامة صارمة ولوائح تنظيمية مُحكمة.
- الدول المتقدمة والنامية عرضة لحوادث محطات الطاقة الكهرومائية.
شهد العالم المئات من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية، وانهيار السدود، والتي ألحقت -في الغالب- أضرارًا جسيمة بالأشخاص والممتلكات، والبيئة، إلى جانب توقف عمليات توليد الطاقة الكهربائية لشهور طويلة.
فقد تعرّضت الولايات المتحدة الأميركية وحدها لـ173 من حوادث السدود الكهرومائية، و587 حادثة ذات صلة قادت إلى انهيارات أو حتى خلل في تشغيل تلك المحطات خلال المدة من عام 2005 إلى 2013، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتفاوت أسباب حوادث محطات الطاقة الكهرومائية من ظروف الطقس المتطرفة، مثل العواصف والرياح والأعاصير القوية وتراكم الثلوج، إلى انهيار نظام إمدادات الكهرباء، وارتفاع درجات الحرارة وأيضًا الأخطاء البشرية فيما يتعلق بمواصفات بناء تلك المحطات.
وتُبنى محطات الطاقة الكهرومائية وفق معايير سلامة صارمة ولوائح تنظيمية مُحكمة؛ لكن العالم ما زال يشهد حوادث في تلك الصناعة النظيفة، والتي من شأنها أن تسبب أضرارًا بالغةً للبيئة المحلية في هذا البلد أو ذاك.
ولم تكن أي من البلدان المتقدمة أو النامية قادرة على تجنب حوادث محطات الطاقة الكهرومائية رغم اتباعها قواعد وفحوصات السلامة ذات الصلة.
وفيما يلي قائمة بأبرز حوادث محطات الطاقة الكهرومائية التي شهدها العالم خلال الأعوام الـ15 الماضية -مقسمة حسب البلدان- أعدتها مدونة تلغرافيا telegrafia:
الولايات المتحدة الأميركية
في فبراير/شباط (2017)، وتحديدًا في موسم الأمطار، شهدت ولاية كاليفورنيا الأميركية أجواءً شتوية هي الأسوأ على الإطلاق في مئات السنين، وهو ما استوجب معه توسيع قناة تصريف المياه في سد أوروفيل الكهرومائي لتخفيف الحمل الواقع على الأخير.
لكن تعرّضت المحطة لتآكل شديد في أساسها الخرساني؛ ما استلزم معه إجلاء قرابة 180 ألف شخص لاستحالة إصلاح هذا العيب.
وأدت هذه المعضلة في سد أوروفيل إلى توقف توليد الكهرباء لمدة وجيزة، قبل استئنافها، لكن بتوربينين فقط من بين إجمالي التوربينات الـ6 المستعملة في محطة الطاقة الكهرومائية.
وفي عام 2005 اشتعلت النيران في أحد المحوّلات بمحطة الطاقة الكهرومائية توم سوك بولاية ميزوري الأميركية.
ورغم أن الإدارة المسؤولة عن تشغيل المحطة أدركت أن هناك خللًا فنيًا في نظام القياس؛ فقد استمرت المحطة في العمل وتوليد الكهرباء النظيفة، حتى امتلأ الخزان العلوي أكثر من اللازم؛ ما أدى إلى استنزاف أكثر من مليار غالون من الماء (4 ملايين متر مكعب) في أقل من نصف ساعة.
ولم يُسفِر هذا الحادث عن أي ضحايا باستثناء إصابة 5 أشخاص.
روسيا
في أغسطس/آب (2009)، حصل عُطل كارثي في أحد التوربينات العاملة في أكبر محطة طاقة كهرومائية في روسيا وتُدعى سايانو شوشينسكايا الكائنة بالقرب من جمهورية خاكاسيا جنوب سيبيريا الروسية.
وتسبّب هذا الحادث في إغراق المبنى بالمياه بالكامل؛ ما أسفر عن مقتل 75 شخًصا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
الهند
شهدت الهند العديد من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية، على غرار تلك الحاصلة في عام 1998 حينما تعرّض سد سريسيلام لعُطل كارثي ناجم عن تدني جودة بنائه؛ ما أدى إلى إغراق محطة الطاقة الكهرومائية سعة 770 ميغاواط، تمامًا، لتتوقف عمليات توليد الكهرباء بالكلية لمدة عام حتى إجراء الإصلاحات اللازمة.
وفي عام 2009 كان السد ذاته على موعد مع حادث من نوع آخر نتج تلك المرة عن سوء تشغيل الخزان، ومستوى الفيضانات غير المسبوق؛ ما تسبّب في غرق محطة الطاقة الكهرومائية، وتوقف عمليات توليد الكهرباء لمدة عام.
وعلى مدار العقد الماضي، تعرّض العديد من محطات الطاقة الكهرومائية لمشكلات مختلفة في الهند.
ففي عام 2013، أدّت فيضانات هائلة غير مسبوقة بولاية أوتاراخند في شمال الهند إلى توقف توليد الكهرباء من محطة الطاقة الكهرومائية فيشنوبراياغ سعة 400 ميغاواط، لمدة 6 أشهر واُستبدلت معدات كهربائية جديدة لتحل محل القديمة، بعد أن تجمّعت كميات هائلة من الطمي والنفايات على الخزان.
وفي يونيو/حزيران (2013)، تسبّبت فيضانات كاسحة بالولاية نفسها في غرق محطة داوليغانغا للطاقة الكهرومائية، سعة 280 ميغاواط؛ ما تسبّب في وقف توليد الكهرباء.
أما في كشمير الهندية؛ فقد تسبّب اندلاع حريق هائل في حصول أضرار بالغة في أحد المحولات بمحطة الطاقة الكهرومائية أوري 2، نتج عنه توقف توليد الكهرباء لمدة قبل استئنافها.
البرازيل
لم تكن حوادث محطات الطاقة الكهرومائية بعيدة عن البرازيل التي تعرّضت أكبر محطة طاقة كهرومائية بها لعطل كارثي نتج عنه انقطاع التيار الكهربائي الضخم، والمعروف باسم انقطاع التيار الكهربائي البرازيلي الباراغواياني، لمدة 10 أيام في البرازيل وحدها التي يبلغ تعدادها السكاني 60 مليون نسمة.
فقد أدت الأمطار الغزيرة والرياح القوية إلى حصول ماس كهربائي في 3 محولات على خط نقل الجهد العالي؛ ما قاد إلى انقطاع الخط، وتسبب تلقائيًا في خسارة 14 غيغاواط، وإغلاق سد إيتايبو لأول مرة في تاريخه الممتد على مدار 25 عامًا.
وأثّر توقف توليد الكهرباء سلبًا في 18 مقاطعة من إجمالي 26 مقاطعة في البلد اللاتيني، وفق ما قاله مسؤولون محليون، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولم تتوقّف حوادث محطات الطاقة الكهرومائية في البرازيل عند سد إيتايبو؛ إذ تكررت لأسباب مختلفة مؤخرًا على غرار ما حصل في سدي برومادينيو وماريانا اللذين انفجرا في عامي 2019 و2015 على الترتيب، مخلفين أضرارًا جسيمة للحياة والطبيعية.
كولومبيا
تعرّض أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في كولومبيا، هيدرويتوانغو، لتلفيات بالغة بعد فيضانات ضربت البلاد في عام 2019 على الرغم من أنه لا يزال قيد الإنشاء.
وتسلّلت المياه إلى مناطق حوض النهر ومدينة بويرتو فالديفيا الكولومبية، وألحقت الضرر بـ120 ألف شخص.
لاوس
في عام 2018، استيقظ العالم على مأساة كبيرة ممثلةً في انهيار سد سادل دي لتوليد الطاقة الكهرومائية في لاوس؛ ما أدى إلى تسرّب نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه؛ أي ما يعادل 2 مليون حمام سباحة أولمبي، إلى المناطق الريفية المحيطة.
وأدى انهيار السد الواقع في محافظة أتابيو جنوب غرب البلاد قرب الحدود مع فيتنام، إلى إصابة 10 آلاف شخص ومقتل عشرات آخرين، وظلت 131 قرية مفقودة.
وتشهد لاوس بناء عشرات السدود؛ إذ تصدر البلد الواقع جنوب آسيا الحصة الكبرى من طاقتها الكهرومائية إلى دول مجاورة، ولا سيما تايلاند.
الطموحات الكهرومائية في لاوس كثيرًا ما أثارت قلق منظمات بيئية، بشأن تأثير السدود في نهر ميكونغ والنباتات والحيوانات والسكان والاقتصاد المحلي.
أسباب حوادث محطات الطاقة الكهرومائية
قادت الدراسات التي أجرتها ماريكا بهنيرت وتوماس بروكنر بشأن أسباب وآثار الإخفاقات العديدة لنظم إمدادات الطاقة خلال المدة بين 1965 و2012، وشملت 250 حالة، إلى النتائج التالية، وفق تقرير منفصل نشرته مدونة تلغرافيا، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
- %30 من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية تنتُج عن ظروف الطقس؛ من بينها العواصف والرياح القوية مثل الأعاصير والتكوينات الجليدية.
- تشكل انهيارات نظام إمدادات الكهرباء ما نسبته 27% من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية، وتشتمل تلك على فشل المعدات الكهربائية نتيجة العيوب المكتشفة في محطات المحولات، وتعطل توربينات الغاز، ومحطات الكهرباء، أو المفاتيح الكهربائية، أو خطوط الربط الكهربائي.
- يمثل التشغيل الخاطئ للشبكة 12% من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية؛ من بينها المرحلات الوقائية التي يجري ضبطها بطريقة خطأ، أو تدني الحالة العامة لمحطات الكهرباء، أو حتى الغلق المخطط لها، أو عدم كفاية الصيانة.
- تبرز درجات الحرارة والقوة القاهرة عاملين مسؤولين عن 8% من حوادث محطات الطاقة الكهرومائية؛ فعلى سبيل المثال أدت حرائق الغابات الحاصلة في فنزويلا في عام 2008، بالقرب من محطة للطاقة الكهرومائية إلى حدوث ماس كهربائي في خطوط النقل.
- أخيرًا يبرز العنف البشري عاملًا -لا يُستهان به- في حصول حوادث محطات الطاقة الكهرومائية، ممثلًا في التخريب أو الهجمات الإلكترونية، أو حتى الأخطاء البشرية مثل اصطدام رافعة البناء أو المروحيات بخطوط الأبراج، كما حدث في بيرو عام 2006، حينما اصطدم منطاد الهواء الساخن بعمود الجهد العالي؛ ما قاد إلى حصول ماس كهربائي، وتعطيل عدة خطوط.
موضوعات متعلقة..
- تشغيل محطات الطاقة الكهرومائية دون قتل الأسماك.. تقنية جديدة
- الجفاف يضرب محطات الطاقة الكهرومائية في تنزانيا.. والحكومة تلجأ إلى تقنين الكهرباء
- تحالف مصري يكشف عن تطورات مشروع محطة الطاقة الكهرومائية في تنزانيا
اقرأ أيضًا..
- الكشف عن توربين رياح بحرية عملاق يناطح برج إيفل
- أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا تبدأ تركيب 62 توربينًا
- أكبر صفقات النفط والغاز في العالم منذ 2001.. أرامكو بالقائمة (إنفوغرافيك)
- أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أوروبا تدخل حيز الخدمة