قيود صادرات الغرافيت الصينية تجبر شركة كندية على خطط بديلة
حتى تتمكّن من سد العجز المحتمل في الإمدادات
أحمد أيوب
أجبرت قيود صادرات الغرافيت الصينية -التي أعلنت بكين تطبيقها مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل- شركات التعدين المُتعاملة معها على البحث عن خطط بديلة تُمكِّنها من سد العجز المحتمل في إمدادات أحد أهم المعادن المُستعملة في تصنيع الأجيال الجديدة من بطاريات السيارات الكهربائية.
وتتطلع إحدى شركات التعدين الكندية الكبرى إلى تعويض الفجوة في إمدادات الغرافيت -التي خلّفها قرار الصين بوقف تصدير الخام- عبر تسريع وتيرة الإنتاج من منجم برازيلي، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.
ويبدو أن قيود صادرات الغرافيت الصينية التي أعلنتها بكين تأتي في ضوء تحركاتها للسيطرة على الإمدادات العالمية لهذا الخام ضمن مسلسل الحرب التجارية المتصاعدة بينها وبين الولايات المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الغرافيت الصيني
أكد الرئيس التنفيذي لشركة "ساوث ستار باتري ميتالز" (South Star Battery Metals)، ريتشارد بيرس، أن الشركة تتطلع إلى تسريع مستويات الإنتاج من منجم الغرافيت البرازيلي "سانتا كروز"، وذلك ردًا على قيود صادرات الصين من الغرافيت.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة التعدين ومقرها "فانكوفر" في كندا: إن "أحد السيناريوهات المخطط لها هو تخطي المرحلة الثانية والانتقال مباشرة إلى المرحلة الثالثة".
ومن شأن ذلك أن يرفع إنتاج "سانتا كروز" إلى 50 ألف طن متري سنويًا صعودًا من 5 آلاف طن متري في المرحلة الأولى التي من المُقرر بدء إنتاجها التجاري في يناير/كانون الثاني 2024.
تُعَد شركة "ساوث ستار" واحدة من شركات التعدين المتعددة التي تتنافس لتوسيع نطاق مشروعات تعدين الغرافيت؛ لمواجهة قيود صادرات الغرافيت الصينية وتأمين إمدادات مكونات الجيل القادم من بطاريات السيارات الكهربائية.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أن مشروعات تعدين الغرافيت باتت من أهم المشروعات ولا سيما مع التوجه العالمي لتصنيع السيارات الكهربائية.
ويتطلّب الجدول الزمني الحالي لمشروع "سانتا كروز" في البرازيل عامين في المرحلة الأولى؛ يليهما عامان في المرحلة الثانية؛ لإنتاج 25 ألف طن متري سنويًا، قبل الوصول إلى المرحلة الثالثة.
ويمكن للشركة الوصول إلى 50 ألف طن متري بعد قُرابة عامين ونصف العام من المرحلة الأولى.
القيود الصينية
قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول، إن قيود صادرات الغرافيت الصينية تشمل إلزام المصدرين بالحصول على تصاريح تصدير بعض أنواع الغرافيت من أراضيها بدءًا من مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبموجب القيود الجديدة، ستشترط بكين أن يتقدم المُصدِّرون للحصول على تصاريح محددة حتى يتمكنوا من تصدير نوعين من الغرافيت؛ بما في ذلك مادة الغرافيت الاصطناعي عالية النقاء والصلابة وعالية الكثافة، ورقائق الغرافيت الطبيعية ومنتجاتها، بحسب ما نشره موقع يورونيوز (Euro News).
وتُعَد الصين أكبر منتج ومُصدِّر للغرافيت في العالم، وتقوم أيضًا بتكرير أكثر من 90% من المعدن في العالم وتحويله إلى مادة تُستَعمل في جميع أنودات بطاريات السيارات الكهربائية تقريبًا (القطب السالب من البطارية الكهربائية).
يقول المحلل في شركة مايستيل الاستشارية تشانغ كي: "الإجراءات الجديدة التي أعلنتها بكين ستؤمّن الإمدادات المحلية من الغرافيت للاستعمال العسكري، وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الطيران وتصنيع البطاريات المحلية"، لكن البعض يفسرون هذه الإجراءات على أنها سلاح جديد تتبناه الصين في حربها التجارية ضد أميركا وأوروبا، حسب وكالة رويترز.
موضوعات متعلقة..
- حرب بطاريات السيارات الكهربائية بين الغرب والصين.. لمن يحسمها الغرافيت الاصطناعي؟
- صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ترفع الطلب على الغرافيت لمستويات قياسية (تقرير)
- أسعار معادن بطاريات السيارات الكهربائية تنهار في 2023
اقرأ أيضًا..
- مصير اكتشافات النفط والغاز في لبنان بعد نتائج حقل قانا الصادمة.. 4 خبراء يتحدثون
- انخفاض واردات أوروبا من الغاز عبر خطوط الأنابيب 29%.. والجزائر ثاني الموردين
- هل حققت المقاطعة النفطية في 1973 أهدافها؟ أنس الحجي يجيب
- مليارات بايدن لدعم الهيدروجين النظيف تواجه عقبات (مقال)