أخبار الغازرئيسيةغاز

الغاز الفنزويلي يتدفق إلى ترينيداد وتوباغو بموافقة أميركية

محمد عيد السنند

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا تسمح لترينيداد وتوباغو بتطوير مشترك لحقل غاز بحري مع فنزويلا
  • الخطوة الأميركية تمهّد الطريق أمام وصول الغاز الفنزويلي إلى ترينيداد وتوباغو
  • سيسري التصريح المعدّل لمدة عامين حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول (2025)
  • ستحصل ترينيداد على الغاز الفنزويلي من حقل دراغون الواقع قبالة الساحل الشرقي للبلاد
  • تَبرُز ترينيداد وتوباغو أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في أميركا اللاتينية

تستعد ترينيداد وتوباغو لاستيراد الغاز الفنزويلي في أعقاب حصولها على موافقة تاريخية من الولايات المتحدة الأميركية لتطوير حقل غاز بحري بالشراكة مع كاراكاس؛ ما يُمهد الطريق أمام انتعاش صناعة الغاز المسال في البلد الواقع جنوب البحر الكاريبي.

وتجد الدولة حافزًا لتأمين احتياجات منطقة البحر الكاريبي من الوقود منخفض الكربون، بعد أن عزّزت إمداداتها إلى أوروبا خلال العام الماضي (2022)، وسط زيادة الطلب وارتفاع الأسعار؛ نتيجة قطع موسكو إمدادات الطاقة عن القارة العجوز في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

ويعتمد معظم منطقة البحر الكاريبي على المشتقات النفطية، من بينها زيت الوقود والديزل في توليد الكهرباء، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتبرز ترينيداد وبيرو المصدّرتين الوحيدتين للغاز المسال في أميركا اللاتينية؛ وهو ما يجعل استيراد الأولى للغاز الفنزويلي خطوة إيجابية لتلبية الطلب المتنامي على هذا الوقود في دول القارة، وخارجها.

حقل دراغون

في خُطوة تُقرّب وصول الغاز الفنزويلي إلى ترينيداد وتوباغو، أصدرت الولايات المتحدة الأميركية تعديلًا على الترخيص الممنوح إلى حكومة ترينيداد؛ ما يسمح للأخيرة بالتطوير المشترك لمشروع غاز بحري مع البلد الواقع شمال أميركا الجنوبية، حسبما أورد موقع أوفشور إنرجي OFFSHORE ENERGY.

وقال وزير الطاقة وصناعات الطاقة في ترينداد وتوباغو "ستورات آر. يونغ"، إن مكتب الأصول الخارجية التابع لوزارة الخزانة الأميركية قد أصدر تعديلًا على الترخيص الخاص بتطوير حقل غاز دراغون Dragon الفنزويلي.

وسيسري التصريح المعدّل لمدة عامين حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، ويتيح الدفع في المعاملات المنفذة بين بورت أوف سبين وكاراكاس بالعملات الورقية والدولار الأميركي والبوليفار الفنزويلي.

وأوضح يونغ أن "هذا الإنجاز الذي يصب في صالح شعب ترينيداد وتوباغو، من شأنه أن يُسهّل سير المفاوضات النهائية بشأن حقل غاز دراغون في جوانب مثل البنود التجارية والفنية".

وأضاف: "هذه خطوة مهمة تُسهم في تقريب إنجاز عمليات تطوير وإنتاج وتصدير الغاز الفنزويلي من دراغون إلى ترينيداد وتوباغو".

منصة غاز بحرية في فنزويلا
منصة غاز بحرية في فنزويلا - الصورة من oilprice.

شل في الصورة

يتيح التعديل الأميركي -أيضًا- لشركة شل متعددة الجنسيات التي ستضطلع بمهمة تشغيل مشروع دراغون، والشركة الوطنية للغاز في ترينيداد وتوباغو، التفاوض على ما كل هو ضروري لجلب الغاز الفنزويلي إلى ترينيداد.

ومن شأن هذا أن يمهّد الطريق أمام إجراء مباحثات بشأن مصادر الغاز الفنزويلي المحتملة الأخرى، وفق ما قاله وزير الطاقة وصناعات الطاقة في ترينيداد وتوباغو "ستورات آر. يونغ" في مؤتمر صحفي.

وفي 21 سبتمبر/أيلول (2023)، أبرمت ترينيداد وتوباغو وفنزويلا اتفاقية للاستكشاف المشترك للغاز في المياه الإقليمية التي تشترك فيها الدولتان، إلى جانب العمل معًا على تطوير حقل دراغون

ويحوي حقل غاز دراغون، الذي يقع في المياه الفنزويلية بالقرب من الحدود البحرية مع ترينداد وتوباغو، ما يصل إلى 4.2 تريليونات قدم مكعبة من الغاز، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وداعًا للتصاريح الأميركية

في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، طالبت حكومة ترينيداد وتوباغو الولايات المتحدة الأميركية بالسماح لها باستقبال واردات الغاز الفنزويلي، لإعادة تشغيل وحدة تسييل غاز متوقفة لديها، وفق ما أوردته وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر مطّلعة.

وبموجب العقوبات الأميركية المفروضة على كاراكاس، يتعين على الشركات والحكومات الحصول على تصريح من وزارة الخزانة الأميركية لمزاولة الأعمال مع شركة الطاقة الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا "بي دي في إس إيه" PDVSA المملوكة للدولة.

ولطالما قوبلت الطلبات المماثلة التي تقدمت بها حكومة ترينيداد وتوباغو إلى الولايات المتحدة بالرفض، غير أن استعداد إدارة الرئيس جو بايدن لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على فنزويلا حال أحرز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والمعارضة تقدمًا بشأن الانتخابات الرئاسية، قد أحدثت فارقًا -على ما يبدو- في هذا الخصوص.

وستحصل ترينيداد على الغاز الفنزويلي من حقل دراغون الواقع قبالة الساحل الشرقي للبلاد، وكان المشروع على وشك الدخول حيز الإنتاج قبل عقد -تقريبًا-، لكن توقّف بسبب عدم توافر رأس المال والشركاء والتصاريح المطلوبة.

الغاز المسال

من المتوقع أن يبدأ تشغيل وحدة تسييل الغاز المذكورة البالغ سعتها 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، وتقع في مشروع "أتلانتيك للغاز المسال"، بحلول منتصف العقد الحالي (2025).

وتُعدّ وحدة تسييل الغاز تلك مشروعًا مشتركًا يضم شركات شل وبي بي النفطية البريطانية، وشركة الغاز الوطنية الحكومية "إن جي إس"، في ترينيداد وتوباغو .

وقال يونغ، إن الدولة يمكن أن تعزّز صادراتها من الغاز المسال إلى جيرانها المتعطشين للغاز في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية، لتوليد الكهرباء بمجرد اكتمال إعادة هيكلة مشروع "أتلانتيك للغاز المسال".

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من bs-shipmanagement

سنوات من الاستثمار والتطوير

تمتلك ترينيداد وتوباغو سعة مركّبة تمكّنها من معالجة 4.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات والكهرباء،

ويقلّ إنتاج ترينيداد وتوباغو من الغاز قليلًا عن 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا.

وقد يستغرق الأمر أعوامًا من الاستثمار والتطوير لجلب الغاز الفنزويلي إلى ترينيداد وتعزيز الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وفق تقارير جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب توقعات خبراء، يستلزم بدء تشغيل حقل غاز دراغون تنفيذ أعمال هندسية مكثفة وعمليات فحص تحت سطح البحر؛ للتحقق من سلامة فوهة البئر، التي لم تُفحص منذ أعوام.

خط أنابيب غاز

تناولت المباحثات المبكرة التي جرت في السابق بين ترينيداد وفنزويلا مسألة بناء خط أنابيب غاز بطول 17 كيلومترًا لربط البلدين، بحسب المصادر.

وكان قد استُولِيَ على خط الأنابيب المخصص في الأصل لنقل غاز حقل دراغون، من جانب مشروع كوليبري البحري بين شل وشركة هيريتيدج بتروليوم Heritage Petroleum في ترينيداد، التي سلّمت الغاز لأول مرة في مارس/آذار (2022).

ويأتي هذا المشروع في أعقاب تعديل عقد المشاركة بالإنتاج لحقل غاز ماناتي في ترينيداد، والواصل إلى حقل لوران في فنزويلا، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

ورغم الجهود المبذولة منذ أعوام للتوصل إلى اتفاق لتطوير مكامن الغاز بشكل مشترك، ما تزال الحقول الفنزويلية معطلة تمامًا، مع عدم وجود بنية تحتية مثبتة.

وفي عام 2020، أعطى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الضوء الأخضر لترينيداد لبدء إنتاج الغاز من جانبها.

إنتاج الغاز في ترينيداد وتوباغو

بلغت احتياطات الغاز الطبيعي المؤكدة في ترينيداد وتوباغو في في العام قبل الماضي (2021) نحو 10.687 تريليون قدم مكعّبة، وهي أعلى من الرقم المسجل في العام السابق (2020)، الذي لامس 10.526 تريليون قدم مكعّبة، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووصل إنتاج الغاز في البلاد إلى مستوى قياسي عند 3.90 مليار قدم مكعّبة يوميًا، قبل أن يمضي في مسار هبوطي منذ ذلك الحين.

ولامس إنتاج ترينيداد وتوباغو من الغاز في عام 2020 نحو 2.84 مليار قدم مكعّبة يوميًا، بانخفاض نسبته 15%، ثم هبط إلى 2.73 مليار قدم مكعّبة يوميًا في النصف الأول من 2021، أي أقلّ بنسبة 20% عن المدة نفسها من عام 2020، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة في ترينيداد وتوباغو.

كما سجل إنتاج الغاز الطبيعي 2.87 مليار قدم مكعّبة يوميًا في يناير/كانون الثاني ( 2022)، وفق البيانات ذاتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق