خريطة توقعات إنتاج الغاز الطبيعي حتى 2026.. كم يستحوذ الشرق الأوسط؟

يتجه إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا إلى النمو، خلال السنوات المقبلة، مع زيادة الطلب العالمي، وإن كان بوتيرة أبطأ، وتعزيز القدرات الإنتاجية في أميركا الشمالية والشرق الأوسط.

وبحسب تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- من المرجّح نمو إنتاج العالم من الغاز الطبيعي بنسبة 6% أو ما يعادل 240 مليار متر مكعب، ليصل إلى 4.3 تريليون متر مكعب بحلول عام 2026، مقارنة بعام 2022.

وتستحوذ أميركا الشمالية والشرق الأوسط على 80% من صافي الزيادة في إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا خلال هذه المدة، بينما سيظل الإنتاج الروسي أقل بكثير من مستوياته القياسية المسجّلة عام 2021، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

ومن المتوقع أن يستحوذ توريد غاز التغذية -الغاز المسلّم عبر خطوط الأنابيب إلى محطات الغاز المسال- لمحطات تصدير الغاز المسال على 55% أو أكثر من صافي الزيادة المتوقعة في إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا خلال المدة من 2022 إلى 2026؛ ما يعكس النمو القوي لتجارة الغاز المسال في الأسواق العالمية.

توقعات أميركا الشمالية

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية بنسبة 4% أو ما يعادل 50 مليار متر مكعب في عام 2022، مدفوعًا بنمو الطلب المحلي القوي وزيادة صادرات الغاز المسال من الولايات المتحدة.

وصعد إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة بنسبة 5% أو 40 مليار متر مكعب خلال العام الماضي؛ ما أدى إلى زيادة إجمالي إنتاج الغاز الأميركي إلى ما يتجاوز تريليون متر مكعب لأول مرة في تاريخ البلاد.

ويوضّح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول في إنتاج الغاز الطبيعي عام 2022:

واستمر هذا النمو القوي خلال أول 9 أشهر من عام 2023، مع زيادة إنتاج الغاز في أميركا الشمالية بنسبة 4% أو ما يعادل 30 مليار متر مكعب مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022، مدفوعًا بالتوسع في أنشطة الاستكشاف والإنتاج للغاز الصخري في الولايات المتحدة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو إنتاج الغاز الطبيعي في القارة الشمالية إلى 1.8% سنويًا خلال المدة من 2023 إلى 2026، ليصل إلى 1.31 تريليون متر مكعب، مع تقديرات بتراجع الطلب المحلي في أميركا وكندا.

ومن المرجّح ارتفاع صادرات أميركا الشمالية من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50% أو 55 مليار متر مكعب خلال المدة من 2023 إلى 2026، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

توقعات الشرق الأوسط

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط بنسبة 3% أو ما يعادل 20 مليار متر مكعب في عام 2022، مدفوعًا بنمو الطلب في قطاعات الصناعة والطاقة في إيران والسعودية بصورة أساسية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو إنتاج الغاز في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 15% أو ما يعادل 100 مليار متر مكعب بحلول عام 2026 مقارنة بمستواه في عام 2022، ليصل إلى 815 مليار متر مكعب.

وتستند توقعات الوكالة إلى تقديرات بنمو الطلب المحلي في إيران والسعودية بصورة كبيرة، إضافة إلى مشروعات التصدير في إسرائيل وقطر.

وتقدر الوكالة أن تؤدي توسعة حقل الشمال الشرقي في قطر إلى زيادة قدرتها التصديرية للغاز المسال بأكثر من 40%، وهو ما يتطلب 50 مليار متر مكعب سنويًا من إمدادات غاز التغذية الإضافية بحلول 2026-2027.

بينما سيأتي الجزء الأكبر من إنتاج الغاز في إيران من حقل بارس الجنوبي؛ حيث بدأت المرحلة الـ11 من إنتاج الحقل في أغسطس/آب 2023 بحجم إنتاج أولي يتراوح بين 4.5 مليارًا و5 مليارات متر مكعب سنويًا، وقد يزيد إلى 20 مليار متر مكعب سنويًا خلال السنوات المقبلة.

كما سيأتي النمو المتوقّع في إنتاج السعودية من توسيع عمليات حقل الغوار وبدء تشغيل حقل الجافورة للغاز الصخري قرب نهاية مدة التوقع (2022-2026).

بينما ستأتي الزيادة المتوقعة في إنتاج إسرائيل من توسع حقلي ليفياثان وتمار إلى جنب بدء تشغيل حقل كاريش؛ ما قد يضيف 15 مليار متر مكعب سنويًا من إمدادات الغاز بحلول عام 2026.

ومن المتوقع أن تسمح هذه الإضافات الإنتاجية لإسرائيل بتصدير كميات أكبر من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الأسواق المجاورة؛ بما في ذلك مصر ولبنان.

توقعات منطقة أوراسيا

انخفض إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة أوراسيا بنسبة 10% أو ما يعادل 90 مليار متر مكعب خلال عام 2022، بسبب التراجع الحاد في إمدادات الغاز الروسية المنقولة عبر الأنابيب إلى أوروبا واستمرار تراجع إنتاج الإنتاج في قازاخستان وأوزبكستان.

واستمر الاتجاه الهبوطي في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، مع انخفاض إنتاج الغاز الروسي بنسبة 10% أو ما يعادل 35 مليار متر مكعب، كما انخفض إنتاج أوزبكستان بنسبة 10% أو ما يعادل 3 مليارات متر مكعب خلال المدة نفسها.

ورغم ذلك؛ فإن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمو إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة أوراسيا بنسبة 2.5% سنويًا خلال المدة من 2023 إلى 2026، ليصل إلى 867 مليار متر مكعب، على أن تمثل روسيا وحدها 677 مليار متر مكعب، بدفع مشروعات التصدير الطموحة من روسيا وتركمانستان إلى الصين.

وتشمل هذه التوقعات نموًا تدريجيًا لإنتاج الغاز الروسي خلال المدة المشار إليها، لكن سيظل أقل بنسبة 11% أو ما يعادل 85 مليار متر مكعب عن المستويات القياسية لإنتاجها في عام 2021.

وتضم منطقة أوراسيا 8 دول هي: روسيا وقازاخستان وأورزبكستان وتركمانسان وأذربيجان وجورجيا وقيرغستان وطاجكستان، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

توقعات آسيا والمحيط الهادئ

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1% عام 2022، لكن من المتوقع نمو إنتاج المنطقة بنسبة 5% أو ما يعادل 35 مليار متر مكعب بحلول عام 2026، ليصل إلى 690 مليار متر مكعب.

ويتركز أغلب النمو المتوقع في الصين المرشحة لزيادة إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي بما يتجاوز 15% مقارنة بمستويات عام 2022، لتصل إلى 250 مليار متر مكعب في عام 2026، بحسب تقديرات الوكالة.

كما يتوقع نمو إنتاج الغاز الطبيعي في الهند بمعدل 4% سنويًا خلال المدة من 2022 إلى 2026، بحجم إضافات محتملة يزيد على 10 مليارات متر مكعب بحلول عام 2026.

أما في أستراليا فمن المتوقع أن يظل إنتاجها من الغاز ثابتًا عند متوسط 150 مليار متر مكعب سنويًا على المدى المتوسط، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، تتوقّع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنتاج في معظم الدول المنتجة الأخرى بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال السنوات الـ4 المقبلة؛ ما يرجّح زيادة وارداتها من الغاز المسال.

توقعات أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 4% خلال عام 2022، لكن من المتوقع تراجعه على المدى المتوسط بنسبة 7% أو ما يعادل 15 مليار متر مكعب، ليصل إلى 216 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2026، مقارنة بمستويات العام الماضي.

ورغم توقعات وكالة الطاقة الدولية بزيادة إنتاج الغاز في أسواق أوروبا الشرقية، ولا سيما رومانيا وتركيا؛ فإنها لن تكون كافية لتعويض الانخفاضات الأكبر المتوقعة في شمال غرب أوروبا.

أما أفريقيا فقد انخفض إنتاجها بنسبة 6% خلال العام الماضي، مدفوعًا بتراجع إنتاج الجزائر ومصر ونيجيريا بصورة أساسية، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

ورغم ذلك؛ فإن الوكالة الدولية تتوقع نمو إنتاج الغاز الطبيعي في أفريقيا بنسبة 10% أو ما يعادل 25 مليار متر مكعب سنويًا، ليصل إلى 270 مليار متر مكعب بحلول عام 2026، مدفوعًا بزيادات مرتقبة للإنتاج في الجزائر والكونغو ومصر وموزمبيق ونيجيريا.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات إمدادات الغاز في الجزائر ومصر ونيجيريا حتى عام 2025:

ومن المرجّح أن تذهب 60% من حجم الزيادة الإنتاجية المتوقعة إلى محطات إسالة الغاز الطبيعي المتوسع في أفريقيا، وسط توقعات بنمو هذا الأسطول بنسبة 25% بحلول عام 2026، ما سيمنح القارة قدرات إضافية في تصدير الغاز المسال للخارج.

أما أميركا الوسطى والجنوبية؛ فمن المتوقع ثبات إنتاجها من الغاز الطبيعي حتى عام 2026 عند 150 مليار متر مكعب، بعد ارتفاعه بنسبة 3% خلال العام الماضي بدعم من الأرجنتين وبيرو وترينيداد وتوباغو.

وتشير توقعات الوكالة إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي في الأرجنتين والبرازيل سيشهد نموًا خلال السنوات المقبلة، بالتزامن مع انخفاض إمدادات المنتجين الكبار مثل بوليفيا وثبات إنتاج ترينيداد وتوباغو.

موضوعات متعلقة..

• إنتاج الغاز في الشرق الأوسط قد يرتفع 20% بحلول 2030 (تقرير)
• إنتاج الغاز غير التقليدي ينتظر طفرة لتلبية الطلب المتزايد.. ما دور السعودية؟ (تقرير)
• أسواق الغاز العالمية.. حقائق الإنتاج والاستهلاك وخرائط الصادرات والواردات (رسوم بيانية)

اقرأ أيضًا..

• إيني الإيطالية تركز على زيادة إنتاج الغاز من 4 دول عربية
• إسرائيل تخفّض صادرات الغاز إلى مصر والأردن.. والأسعار العالمية تقفز (تحديث)
• صادرات النفط الأميركي تسجل مستوى قياسيًا.. وهؤلاء أبرز المستوردين (تقرير)