التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

هل يعزز طريق بحر الشمال الروسي نقل النفط والغاز بين موسكو ونيودلهي؟ (تقرير)

أحمد أيوب

برز طريق بحر الشمال الروسي بوصفه أحد طرق التجارة العالمية التي يمكن اعتبارها بديلًا لطرق الملاحة التقليدية، ولا سيما مع ضغوط العقوبات السياسية والاقتصادية التي يفرضها الغرب على روسيا.

وتحاول موسكو استغلال هذا الممر لنقل إنتاجها من الهيدروكربونات إلى الدول الآسيوية، وتتناقش بالفعل مع نيودلهي لتعزيز وصول صادراتها من النفط والغاز عبر هذه الطريق، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك مع مواصلة المحادثات الروسية الهندية بين مسؤولي البلدين حول سُبل تعظيم إمكانات نقل البضائع عبر طريق بحر الشمال الروسي، بحسب ما نشره موقع هاي نورث نيوز (High North News).

مناقشات مستمرة

خلال شهر سبتمبر/أيلول 2023، عقد وزير المواني والشحن البحري والممرات المائية الهندي سارباناندا سونوال، لقاءً مع وزير تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي الروسي أليكسي تشيكونكوف، في مدينة فلاديفوستوك الروسية؛ لمناقشة التعاون في مجال النقل عبر القطب الشمالي بين البلدين.

وركّزت المحادثات بين الجانبين على بحث سُبل تطوير واستعمال طريق بحر الشمال الروسي والممر البحري الشرقي المجاور المقترح "إي إم سي" (EMC) الذي يربط أقصى شرق روسيا بمدينة "تشيناي" الساحلية في الهند.

جانب من لقاء الوزيرين الروسي والهندي
جانب من لقاء الوزيرين الروسي والهندي - الصورة من موقع وزارة المواني والشحن البحري والممرات المائية الهندية

وقال وزير المواني والشحن البحري والممرات المائية الهندي سارباناندا سونوال، إن اللقاء تناول سبل تطوير الربط البحري بين روسيا والهند، وكذلك آفاق استغلال طريق الممر البحري الشمالي الروسي في تعزيز حركة الملاحة ونقل النفط والغاز بين الدولتين.

وأكد "سونوال" أن طريق بحر الشمال الروسي يُمثل إمكانات كبيرة لبلاده، مُشيرًا إلى أنَّ نيودلهي حريصة على التعاون المشترك مع روسيا فيما يتعلق بتطوير هذا الممر البحري المُهم.

تجدر الإشارة إلى أنَّ روسيا والهند قد وقّعتا اتفاقية تعاون تشمل تدريب البحارة الهنود من خلال دورات مُخطط لها للملاحة في المياه القطبية في معهد التدريب البحري الروسي في فلاديفوستوك.

أهمية الممر للهند

يمكن وصف حركة نقل البضائع إلى الهند عبر طريق بحر الشمال الروسي بأنها محدودة -حتى الآن- عند مقارنتها بالجارة الصينية التي تستقبل كميات متزايدة من الموارد الهيدروكربونية عبر هذا الطريق.

وتؤدي الهند بالفعل دورًا مهمًا فيما يتعلق باستقبالها الكثير من البضائع القادمة من ميناء مورمانسك الروسي في القطب الشمالي في اتجاه الغرب، وذلك عبر طرق الملاحة التقليدية؛ من بينها قناة السويس المصرية.

فمن بين 8 ملايين طن -هي جملة البضائع التي خرجت من ميناء مورمانسك الروسي- خلال الأشهر الـ7 الأولى من عام 2023، استحوذت الهند على 35% منها، وتضمنت هذه البضائع الفحم والنفط الخام.

وإذا ما فُعِّلت حركة التجارة الروسية الهندية عبر طريق بحر الشمال الروسي بشكل أكبر؛ فإن هذا يُعَد بمثابة فرصة كبيرة لنيودلهي لزيادة مبيعاتها من بناء السفن والحصول على عوائد إضافية من العمليات اللوجستية.

ويؤكد المسؤولون الهنود أنّ ممر القطب الشمالي سيكون له دور أساسي من منظور اقتصادي وجيوسياسي للهند التي تعتزم تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها وتطوير ممرات نقل بديلة.

وفي أعقاب العقوبات الغربية على النفط الروسي، برزت الهند بالفعل باعتبارها المشتري الهامشي للنفط الروسي الخام مع تدفق كميات كبيرة منه الآن عبر بحر البلطيق والبحر الأسود إلى الهند.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق