الربط الكهربائي العربي يتصدر مناقشات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة (صور)
داليا الهمشري
تصدّرت مشروعات الربط الكهربائي العربي مناقشات اليوم الأول من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، إذ اتفق المشاركون على أهميتها في التمهيد لإقامة سوق عربية مشتركة للكهرباء بين الدول العربية.
وتمتد فعاليات من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة على مدار 3 أيام في المدة من 1 إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وذلك بشراكة إعلامية مع منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الاجتماع الاستثنائي لوزراء الكهرباء العرب اليوم الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول، -الذي شهد طرح مشروعات الربط الكهربائي العربي- قد شهد الموافقة على اتفاقيتَي السوق العربية المشتركة وإطارها المؤسسي.
وأكدت مديرة إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية المهندسة جميلة مطر أن رؤية الجامعة العربية نحو قضايا الطاقة ترتكز على 3 محاور: أولها الاقتناع الراسخ بأن مصادر الطاقة هي وسيلة للنمو، وليست أداة ضغط خلال الأزمات.
وأشارت إلى أن المحافظة على المكانة الإستراتيجية للمنطقة العربية في أسواق الطاقة العالمية هي السبيل لتحقيق المزيد من الرفاهية للمجتمعات العربية.
تضافر الجهود العربية
أشارت المهندسة جميلة مطر -في كلمتها خلال المؤتمر- إلى أن المحور الثاني يتمثل في تعزيز التوجه العربي بكل مستوياته نحو التكامل، موضحةً أن هذا يظهر -حاليًا- في تضافر الجهود في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وجهود المجلس الوزاري العربي للكهرباء لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء، بما يحقق الربط الكهربائي العربي.
أمّا المحور الثالث، فيتركز حول خطة تحول الطاقة وزيادة رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الدكتور محمد شاكر أهمية الربط الكهربائي العربي بوصفه أهم المشروعات التكاملية العربية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمهّد الطريق لإقامة سوق عربية مشتركة لتبادل الكهرباء ودعم مشروعات الطاقة المستدامة، وتحقيق تكامل الطاقة علي مستوى الدول العربية.
وقال الوزير المصري، إن مشروعات الربط الكهربائي العربي ستسهم في إزالة العوائق والتحديات التي تحول دون تكامل سوق الكهرباء والوصول لسوق عربية مشتركة لتجارة الكهرباء.
وتوقّع أن تنجح هذه الخطوة في تحقيق العديد من الفوائد الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والقانونية، من خلال تحسين اعتماد نظم الطاقة الكهربائية.
تحفيز مشروعات الطاقة المتجددة
سلّط وزير الكهرباء المصري الدكتور محمد شاكر الضوء على أن مشروعات الربط الكهربائي العربي ستحفّز التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، والإسهام في خفض الانبعاثات من خلال تحقيق كفاءة الطاقة.
وطالب بضرورة تعزيز وتضافر الجهود لتمهيد الطريق، واستكمال الإجراءات اللازمة لتفعيل السوق العربية المشتركة، والعمل على استكمال البناء المؤسسي لإدارة السوق.
بينما أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة أن الطاقة المتجددة أصبحت من أهم القضايا التي تشغل دول العالم كافًة.
وأشار الوزير الخرابشة إلى أن الأردن قد نجحت في استقطاب الكثير من الاستثمارات في هذا القطاع، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأبرز الخرابشة -خلال كلمته في الجلسة الوزارية الافتتاحية للمؤتمر- أن الأردن قد نجح في رفع مشاركة الطاقة المتجددة إلى 27% من إجمالي مزيج الطاقة.
وطالب بضرورة دعم إستراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر في المنطقة، مشيرًا إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من هذا المصدر المهم للطاقة.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية لتعظيم التكامل لتحقيق خطة تحول الطاقة، وتوقّع أن تكون قمة المناخ المقبلة في الإمارات محطة مهمة على طريق العمل المناخي.
وأفاد الخرابشة بأن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة لم يعد ترفًا، ولكن أصبح ضرورة ملحّة للحفاظ على أمن الطاقة وخفض أسعارها وتوفير فرص اقتصادية، بجانب الوفاء بالالتزامات المناخية.
نقطة تحول
أشاد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض بفكرة السوق العربية المشتركة للكهرباء، موضحًا أنها تمثّل نقطة تحول في المنطقة العربية بأكملها من منتج ومُصدر للوقود الأحفوري إلى مركز محوري للطاقة عمومًا، ولا سيما الطاقة المتجددة.
وسلّط فياض الضوء على نجاح تجربة الطاقة المتجددة في عدد من الدول العربية مثل مصر والأردن والمغرب ودول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن هذه الدول تمكنت من تحقيق الريادة، وأصبح لها وجود قوي على الساحة العالمية لإنتاج الطاقة، مضيفًا أنها نجحت في رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى نسبة تتراوح ما بين 10 و20% من إجمال مزيج الكهرباء، نتيجة للتطور التقني الذي أسهم في خفض تكلفة الطاقة المتجددة في هذه الدول.
وأوضح وليد فياض أنه على الرغم من الصعوبات التي يواجهها لبنان، فإن الإصلاحات الأخيرة قد أسهمت في تحسين قطاع الطاقة المتجددة التي انخفضت تكلفتها عن الوقود الأحفوري.
ولفت فياض إلى أن الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية أصبحتا تمثّلان 20% من إجمالي مزيج الطاقة في لبنان.
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، وُقِّع إطار التعاون بين إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية والاتحاد العربي للكهرباء والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
كما شهدت فعاليات اليوم الأول من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة حوارًا سياسيًا رفيع المستوى حول تحول الطاقة في المنطقة العربية.
إستراتيجيات الطاقة الطموحة
أكد المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) الدكتور جواد الخراز أن هناك جهودًا كبيرة بُذلت لدعم الطاقة المتجددة في المنطقة العربية على مستوى السياسات والتشريعات وتشجيع كفاءة الطاقة واستثمارات القطاع الخاص وإشراك البنوك والجهات المانحة.
وسلّط الخراز الضوء على أن الدول العربية قد تبنّت إستراتيجيات طموحة لإدارة عملية تحول الطاقة، مثل مصر والمغرب والسعودية، لافتًا إلى أن بعض الدول العربية نجحت في تحقيق الريادة بمجال كفاءة الطاقة، مثل تونس.
واختُتمت فعاليات اليوم الأول من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة بحفل توقيع إطار تعاون بين المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وشركة هواوي الرقمية للطاقة.
موضوعات متعلقة..
- الربط الكهربائي بين السعودية واليونان يشهد توقيع اتفاقية مهمة
- معرض مصر للطاقة الشمسية يؤكد أهمية السوق العربية للكهرباء
- وظائف الطاقة المتجددة تواصل النمو القياسي قرب 14 مليون وظيفة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حجم استهلاك المعادن في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة عالميًا (إنفوغرافيك)
- تقنية رخيصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تقضي على معضلة البلاتين
- أسباب حظر تصدير الوقود الروسي وتداعياته على الأسواق (مقال)
- إنجاز الربط الكهربائي بين العراق والأردن.. والتيار ينطلق خلال أيام