رحلة مزيج الطاقة في مصر منذ الثمانينيات حتى 2022 (رسم بياني)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- النفط واصل سيطرته على مزيج الطاقة خلال القرن الماضي.
- الغاز يتخطى النفط في مزيج الطاقة بالعقد الأول من القرن الـ21.
- الطاقة المتجددة تنضم لمزيج الطاقة بداية من عام 2004.
- حصة الغاز تتراجع في 2022 مع اتجاه مصر لترشيد استهلاكه.
تتشكّل غالبية مزيج الطاقة في مصر من الوقود الأحفوري منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، وسط سعي الحكومة إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة بهدف تقليل فاتورة استيراد احتياجاتها من ذلك الوقود ومحاربة الانبعاثات الضارة بالبيئة.
ورغم نجاح مصر في رفع نسبة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 20%؛ فإن بيانات حديثة -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- توضح أن نسبة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة بصفة عامة لم تتخطَّ 2.5% بنهاية عام 2022.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة تغييرات مزيج الطاقة في مصر خلال المدة الزمنية من 1980 حتى العام الماضي (2022)، اعتمادًا على بيانات معهد الطاقة البريطاني وموقع "جي آي إس ريبورتس" (Gisreportsonline).
مزيج الطاقة في مصر خلال الثمانينيات
تظهر البيانات أن النفط ظل مسيطرًا على مزيج الطاقة في مصر خلال عقد الثمانينيات، حول مستويات 70% من الإجمالي.
بينما جاءت الطاقة المائية في المرتبة الثانية خلال أول 3 سنوات من الثمانينيات، ثم تخطاها الغاز الطبيعي ليظل خلال السنوات المتبقية من العقد بالمرتبة التالية للنفط بمزيج الطاقة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي عام 1980، بلغت حصة النفط بمزيج الطاقة في مصر نحو 73.7%، تليه الطاقة الكهرومائية بنسبة 13.2%، والغاز (10.5%)، والفحم (2.6%).
ومنذ عام 1983، أصبح الغاز هو التالي للنفط في حصة مزيج الطاقة المصري، الذي انقسم بين 77.1% للنفط، و10.5% للغاز، و9.5% للطاقة الكهرومائية، و2.9% للفحم.
وتعد حصة النفط من مزيج الطاقة في مصر المسجلة عام 1983 هي أعلى مستوى له خلال عقد ثمانينيات القرن الماضي، بينما سجل الغاز أعلى نسبة له في ذلك العقد بحلول عام 1989 بلغت 19.7%، وسجلت الطاقة الكهرومائية أعلى مستوى لها في عام 1980 عند 13.2%.
وعند رصد البيانات خلال مدة الثمانينيات، نجد أن حصة الغاز بمزيج الطاقة في مصر اتبعت منحنى الصعود بشكل سنوي، بينما كان أداء النفط مذبذبًا بين الارتفاع والانخفاض ليسجل أدنى مستوى له خلال هذا العقد عند 70.1% بحلول عام 1989.
وعلى النقيض، اتجهت حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الطاقة المصري إلى الانخفاض خلال العقد حتى عام 1988 لتسجل 6.9%، ثم عادت للارتفاع بشكل طفيف في نهاية العقد لتحقق 7.3% في عام 1989.
بينما ظلّت نسبة الفحم بمزيج الطاقة في مصر تتراوح بين مستويات 2.6% و3.4%، قبل أن تنخفض بنهاية العقد إلى مستوى 2.9%.
ماذا عن التسعينيات؟
لم يختلف الوضع كثيرًا خلال تسعينيات القرن الماضي فيما يتعلق بالنفط؛ إذ ظل الأعلى نسبةً بمزيج الطاقة في مصر، يليه الغاز الطبيعي والطاقة الكهرومائية والفحم على التوالي.
ورغم تصدره مزيج الطاقة؛ فقد ظلت حصة النفط تسجّل انخفاضًا منذ بداية عقد التسعينيات حتى عام 1994 لتهبط إلى 61.7%، وعادت للارتفاع في المدة المتبقية من العقد ولكنها لم تصل لمستويات فوق 70%.
وفي مقابل ذلك، واصلت حصة الغاز من مزيج الطاقة في مصر ارتفاعها منذ بداية عام 1990 حتى عام 1994 لتحقق 28.2%، وتراجعت في الأعوام التالية حتى 1998 إلى 26.1%، ثم قفزت بنهاية العقد لـ29.5% عام 1999.
وعلى صعيد حصة الطاقة الكهرومائية بمزيج الطاقة؛ فإنها قد ارتفعت في أول عام من عقد التسعينيات لتصل إلى 7.8%، ثم اتبعت في الأعوام التالية حتى نهاية المدة مسارًا متباينًا، لتسجل 7.3% عام 1999.
كما اتبع الفحم أداءً متباينًا يغلب عليه الانخفاض خلال عقد التسعينيات، لتتراجع حصته بنهاية المدة إلى 1.6% في عام 1999.
مفاجأة العقد الأول من القرن الـ21
شهد العقد الأول من القرن الـ21 تصدر حصة الغاز مزيج الطاقة في مصر، ليتخطى النفط لأول مرة تاريخيًا، كما بدأت مصر في الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وخلال أول 6 سنوات من العقد الأول للقرن الحالي واصل النفط تصدره مزيج الطاقة، مع أداء متراجع على أساس سنوي في الغالب، قبل أن تهبط حصته إلى 45.7% خلال 2006 -العام الذي شهد بداية تراجعه للمركز الثاني ليحل بعد الغاز- قبل أن ترتفع بنهاية العقد إلى 46.8% في عام 2009.
في المقابل، تعززت حصة الغاز بمزيج الطاقة في مصر بشكل كبير حتى تمكّنت من تجاوز النفط عام 2006، لتبلغ حصته 47.5%، قبل أن تتراجع قليلًا بنهاية نهاية العقد إلى 47.4%.
بينما هبطت حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الطاقة خلال العقد الأول من القرن الـ21، لتصل إلى 4.5% بنهاية عام 2009، بينما بلغت حصة الفحم في العام نفسه 1%.
وفي لحظة فارقة عام 2004، بدأت مصر لأول مرة ضم الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة لتبلغ حصتها في ذلك العام 0.4%، واستقرت عند المستوى نفسه حتى عام 2007، ثم تراجعت في الأعوام المتبقية من العقد إلى 0.3%.
العقد الثاني
واصل الغاز تصدره حصة مزيج الطاقة في مصر خلال العقد الثاني من القرن الحالي، ليتفوق على النفط بشكل لافت في أغلب أعوام العقد.
ومع ذلك كانت نسبة الغاز في مزيج الطاقة متباينة خلال العقد الثاني لتسجل أدنى مستوى لها في عام 2015 عند 47.4%، ثم قفزت بنهايته إلى 56.5%.
وكانت حصة النفط بمزيج الطاقة في مصر متباينة -أيضًا- لتهبط بشكل لافت في نهايته إلى 36.3% خلال 2019، مقابل 46.6% في 2010.
ومن جهة أخرى، غلب على أداء حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الطاقة الانخفاض، خلال العقد الثاني من القرن الـ21، لتهبط النسبة بنهايته إلى 3.4% في عام 2019، مقابل 4% عام 2010.
بينما ارتفعت حصة الفحم في مزيج الطاقة بنهاية العقد الثاني إلى 2.1%، بعد أن كانت تراجعت إلى 0.6% في عام 2010.
وكانت حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة مرتفعة أغلب سنوات العقد الثاني لتقفز بنهايته إلى 1.6% في عام 2019، مقابل 0.3% عام 2010.
العقد الثالث
في أول 3 سنوات من العقد الثالث للقرن الحالي، ظل الغاز هو المتصدر لمزيج الطاقة في مصر؛ إذ قفزت حصته إلى 59.3% في عام 2020، ثم تراجعت بشكل لافت في عام 2022 إلى 55%.
ويعود ذلك إلى اتجاه مصر لتقليل استهلاك ذلك الوقود الأحفوري وتصديره للخارج والاستفادة من الأسعار القياسية التي شهدتها السوق العالمية على إيقاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي مقابل ذلك، ارتفعت حصة النفط بمزيج الطاقة في مصر إلى 38.7% في عام 2022، نتيجة اتجاه البلاد إلى استبدال الغاز بالمازوت، وذلك بعد أن كانت تراجعت النسبة إلى 33.3% عام 2020.
بينما ارتفعت حصة الطاقة الكهرومائية بمزيج الطاقة بحلول عام 2020 إلى 4%، قبل أن تهبط عام 2022 إلى 2.5%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبعد أن تراجعت حصة الفحم بمزيج الطاقة في مصر إلى 0.8% في عام 2020، عاودت الارتفاع إلى 1.3% في عام 2022.
بينما واصلت الطاقة المتجددة ارتفاعها خلال تلك المدة من العقد الثالث لتسجل حصتها في مزيج الطاقة بحلول عام 2022 نحو 2.5%.
وتوضح بيانات معهد الطاقة البريطاني أن استهلاك مصر من النفط ارتفع خلال العام الماضي (2022) إلى 750 ألف برميل يوميًا، مقابل 644 ألف برميل يوميًا في عام 2021.
بينما انخفض استهلاك مصر من الغاز الطبيعي إلى 60.7 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 62.2 مليار متر مكعب عام 2021.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، معلومات عن الكهرباء والغاز في مصر:
موضوعات متعلقة..
- أبرز أرقام قطاع الطاقة المتجددة في مصر خلال عام (إنفوغرافيك)
- محطات كهرباء سيمنس.. قصة أكبر استثمار في برنامج الطروحات المصري
- أرقام عن الغاز والكهرباء في مصر وسط تفاقم انقطاع التيار (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- هل فشلت صفقة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر؟.. مسؤول يفجر مفاجأة (خاص)
- تمديد خطة انقطاع الكهرباء في مصر.. وموعد جديد لانتهاء الأزمة (خاص)
- أرامكو السعودية تحذر من أزمة طاقة أكثر خطورة