إنتاج النفط في أفريقيا يشهد انقطاعات خلال الربع الثاني من 2023 (تقرير)
نوار صبح
- نيجيريا واجهت سلسلة انقطاعات غير مرتقبة خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام
- حالة القوة القاهرة كانت أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض الإنتاج في نيجيريا
- في أفريقيا كثيرًا ما تؤدي جهود الصيانة إلى انخفاض الإنتاج
- ليبيا تستعد لإطلاق مناقصة للنفط والغاز في 2024 هي الأولى منذ 17 عامًا
شهد الربع الثاني من عام 2023 العديد من الانقطاعات غير المرتقبة في إنتاج النفط في أفريقيا، التي تؤدي دورًا حيويًا في السوق العالمية، وأدت أنشطة الصيانة والمشكلات الأمنية والاضطرابات المتعددة إلى خسارة نحو 165 ألف برميل يوميًا في نيجيريا وحدها.
وأسهمت الانقطاعات غير المرتقبة وأنشطة الصيانة، وعدد كبير من الأحداث، بانخفاض طفيف في إنتاج النفط والمكثفات في أفريقيا خلال هذه المدة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتسهم الدول المنتجة للنفط في القارة السمراء بنحو 8% من إجمالي العرض العالمي، حسبما ذكره الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية إيه إي سي (energychamber)، إن جيه أيوك، في 6 سبتمبر/أيلول الجاري.
في تقريرها الصادر حديثًا بعنوان "حالة الطاقة الأفريقية: توقعات الربع الثاني من عام 2023"، تستكشف غرفة الطاقة الأفريقية انخفاض إنتاج النفط في أفريقيا وأسبابه والحلول اللازمة للتغلب على هذه المشكلة.
ويشير التقرير إلى أنه في المدة ما بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2023 من هذا العام، فقدت أفريقيا ما يقرب من 180 ألف برميل يوميًا من الإنتاج بسبب الانقطاعات غير المرتقبة، في حين أدت أنشطة الصيانة المخطط لها إلى فقدان 83 ألف برميل إضافية يوميًا.
القوة القاهرة في نيجيريا
كان أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض الإنتاج في نيجيريا هو القوة القاهرة التي نَجَمت عن مشكلات مثل انفجارات خطوط الأنابيب، وتفشّي سرقة النفط الخام والوصلات غير القانونية على خطوط الأنابيب الحالية، والحرائق والنزاعات الصناعية.
بالإضافة إلى ذلك، لم تعمل بعض المحطات بكامل قدرتها؛ ما أدى إلى انقطاعات إضافية وانخفاض في الإنتاج. وما فاقم المشكلة هو أن أنشطة الصيانة في الحقول، التي تضخ خامات فوركادوس وأوسان وأبو، كان لها تأثير إضافي في إنتاج نيجيريا عام 2023.
ونظرًا لأن هذه ليست المرة الأولى التي يتأثر فيها إنتاج النفط في نيجيريا بقضايا أمنية، سيكون من الأهمية بمكان أن يتعاون أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة والقادة الحكوميون لإيجاد حلول مستدامة تحمي البنية التحتية في نيجيريا وتمنع المزيد من انقطاع المنتجات.
التوازن بين الإنتاج والاستدامة
تُعدّ أنشطة الصيانة ضرورية للحفاظ على مستويات الإنتاج وضمان استمرار تشغيل البنية التحتية النفطية، وتؤدي جهود الصيانة في أفريقيا -كثيرًا من الأحيان- إلى انخفاض الإنتاج.
شأنها شأن نيجيريا، شهدت أنغولا -وهي مساهم كبير في إنتاج النفط في أفريقيا- انقطاعًا طفيفًا في الإنتاج بسبب أنشطة الصيانة في مركزَي التطوير داليا وكيزومبا؛ ما أدى إلى خسارة إنتاج قدرها 30 ألف برميل يوميًا.
ولم تُعلَن أيّ أنشطة صيانة أخرى للنصف الثاني من عام 2023، لذلك، باستثناء التخفيضات التنظيمية، من غير المتوقع حدوث أيّ انقطاع، حسبما نشرته غرفة الطاقة الأفريقية إيه إي سي (energychamber).
لذلك، يجب على الدول الأفريقية أن تحاول تحقيق التوازن الصحيح بين الإنتاج وأنشطة الصيانة الأساسية لضمان مرونة إنتاجها من النفط والمكثفات.
أهداف أوبك والتخفيضات الطوعية
أدت أهداف إنتاج منظمة أوبك والتخفيضات الطوعية إلى زيادة تعقيد مساعي إنتاج النفط في أفريقيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ الجزائر الدولة الأفريقية الوحيدة العضوة في أوبك التي تتمتع بقدرة إنتاجية أعلى من هدف أوبك في عام 2023، ويُظهر امتثال البلاد للتخفيضات، التي بلغ إجماليها 64 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2023، التزام الدولة بدعم استقرار أسواق النفط العالمية.
ورغم أن هذه التخفيضات كانت تهدف إلى ترسيخ استقرار الأسعار، فإنها فرضت تحديات لدول مثل نيجيريا وليبيا، إذ تسببت عوامل داخلية مثل الصراعات الأهلية في تعطيل إنتاج النفط.
على سبيل المثال، أدى انقطاع الإنتاج الكبير في نيجيريا إلى انخفاض إنتاج البلاد لما دون أهداف أوبك، ومن المتوقع أن تشهد أنغولا والكونغو والغابون امتثالًا بنسبة 100% لأهداف أوبك خلال عام 2024، إذ إن إنتاجها من النفط والمكثفات أقلّ من أهداف أوبك.
المشهد المتغير في ليبيا
بعد عام من تقلّب الإنتاج في ليبيا العام الماضي، الذي تميزَ بانقطاعات متعددة في الإنتاج بسبب الاضطرابات المدنية، يبدو أن إنتاج النفط في البلاد بدأ يستقر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية أن شركتي النفط العالميتين إيني (الإيطالية) وبي بي (البريطانية) أخطرتاها بإلغاء حالة القوة القاهرة واستئناف الأنشطة في العديد من المناطق البرية والبحرية.
في المقابل، تستعد ليبيا لإطلاق مناقصة للنفط والغاز -هي الأولى منذ 17 عامًا – عام 2024، وتدّعي البلاد الآن أنها تستطيع زيادة إنتاج النفط من نحو 1.2 مليون برميل يوميًا (إلى ما يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا في السنوات القليلة المقبلة).
ضبابية إنتاج النفط في أفريقيا
بافتراض عدم حدوث المزيد من الانقطاعات غير المرتقبة هذا العام، تُقدّر غرفة الطاقة الأفريقية أن متوسط الإنتاج لهذه المدة سيكون نحو 6.66 برميل يوميًا، وسيظل الإنتاج السنوي لأفريقيا يتجاوز تدفقات العام الماضي بنحو 50 ألف برميل يوميًا.
على صعيد آخر، فإن التحديات التي يواجهها قطاع النفط في أفريقيا خلال الربع الثاني من عام 2023 يجب أن تكون حافزًا لاتخاذ تدابير شاملة لتقليل المزيد من الانقطاعات.
وعلى الرغم من أن بعض المواقف خارجة عن سيطرة أيّ شخص، يجب على الدول الأفريقية التركيز على معالجة نقاط الضعف في بنيتها التحتية النفطية وتعزيز التدابير الأمنية للحدّ من مشكلات مثل سرقة النفط الخام والوصلات غير القانونية لخطوط الأنابيب.
ويمكن للاستثمارات في التكنولوجيا والابتكارات الجديدة، التي أصبحت ممكنة من خلال التعاون مع شركات النفط الدولية، أن تساعد في تقليل الانقطاعات غير المخطط لها، وكذلك دعم أنشطة الصيانة الأكثر كفاءة.
ويمكن للبلدان الأفريقية، من خلال اعتماد تقنيات الصيانة التنبؤية، معالجة مشكلات التعطُّل استباقيًا، قبل أن تؤدي إلى انقطاع الإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- خطة تطوير اكتشافات الغاز المصرية.. وتفاصيل لأول مرة عن العقود
- أنس الحجي: صناعة النفط العالمية شهدت مراحل غيّرت التاريخ.. هذه أبرزها (صوت)
- ارفعوا أيديكم عن صناعة النفط والغاز العالمية وعالجوا فقر الطاقة (مقال)
هناك اسباب أمنيه أخري قطعاً سيكون لها تأثير سلبي علي عمليات انتاج النفط ومشتقاته وهي الصراعات والحروب الاقليميه واقرب مثال لذلك ما يدور في السودان واثره علي استمرارية صادرات النفط من جنوب السودان وجمهورية السودان. الامن والسلام الاقليميين هما تحدي كبير امام الدول والشركات المنتجه .