صناعة الألواح الشمسية في مصر.. 3 خبراء يتحدثون عن مكاسب مرتقبة
داليا الهمشري
تتخذ الحكومة خطوات جادّة نحو توطين صناعة الألواح الشمسية في مصر، في ظل الأزمة التي تعاني منها هذه السوق نتيجة نقص العملة الأجنبية (الدولار) اللازمة للاستيراد من الخارج.
وقد واجه قطاع الطاقة الشمسية في مصر عدّة تحديات خلال الأشهر الماضية، كان أبرزها قرار الاعتمادات المستندية ونقص الاستيراد واحتكار بعض المورّدين لهذه السوق.
إلّا أن قرار مجلس الوزراء المصري -يوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب- بدراسة إنشاء مصنع للسيليكون المعدني كان بمثابة بارقة أمل نحو توطين صناعة الألواح الشمسية والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة في البلاد.
مقترح إندوراما
اتخذ مجلس الوزراء المصري هذا القرار ردًا على المقترح الذي تقدّمت به مجموعة "إندوراما" العالمية بشأن إنشاء مصنعين للأسمدة الفوسفاتية والسيليكون المعدني لإنتاج الألواح الشمسية باستثمارات تبلغ نحو 700 مليون دولار، على أن يُخصص الإنتاج للتصدير.
ومن جانبه، أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا توافر الأراضي اللازمة، والمواد الخام، للمصنّعين المطلوبين، بالإضافة إلى فرصة للشراكة يمكن مناقشتها مع مسؤولي المجموعة.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بسرعة دراسة المطالب التي تقدَّم بها المستثمر من جانب الوزارات والجهات المعنية، وتقديم التسهيلات المطلوبة للإسراع في ضخ هذه الاستثمارات.
كما وجّه مدبولي إلى سرعة عقد اجتماع مع مسؤولي الشركة لمناقشة تفاصيل تلك المشروعات.
إستراتيجية متكاملة
أشاد المدير التنفيذي لجمعية تنمية الطاقة "سيدا" في مصر، المهندس أيمن هيبة، بقرار مجلس الوزراء، مؤكدًا أهمية هذه الخطوة بتوطين صناعة السيليكون في مصر.
وأوضح -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن السيليكون سيسهم في دعم صناعات كثيرة، وليس في توطين صناعة الألواح الشمسية في مصر فقط.
أعرب هيبة عن أمله في أن تتمّ إجراءات الموافقة على المصنع بصورة سريعة، لا سيما بعد توجيهات مجلس الوزراء بدراسة مطالب المستثمر الأجنبي الذي يرغب بإقامة مصنّعي الأسمدة الفوسفاتية والسيليكون المعدني في مصر.
وطالب هيبة بدراسة إنشاء مصنع للسيليكون المعدني في ضوء إستراتيجية متكاملة لمنظومة الطاقة في الدولة، مشيرًا إلى أن توطين صناعة الألواح الشمسية في مصر يمثّل خطوة مهمة للغاية، إلّا أنها تتطلب -كذلك- دراسة حجم الطلب في السوق والعمل على زيادة المشروعات.
الاحتياج المحلي من الألواح الشمسية
أشار المدير التنفيذي لجمعية تنمية الطاقة "سيدا" إلى أنه على الرغم من اشتراط مجموعة "إندوراما" تخصيص إنتاجها بالكامل من السيليكون المعدني للتصدير، إلّا أنه في نهاية الأمر ستستفيد منه السوق المحلية بطريقة أو بأخرى، مما سيسهم في خفض فاتورة الاستيراد، واحتياج مصر من العملة الصعبة.
وأوضح هيبة أن هذا القرار سيمثّل خطوة في الاتجاه الصحيح، معربًا عن أمله في أن تتبعها خطوات أخرى، ولا سيما في ظل التوسع توجيهات القيادة السياسية بزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، وخاصًة الطاقة الشمسية بمزيج الطاقة في مصر.
ومن جانبها، وصفت خبيرة الطاقة والتنمية المستدامة الدكتورة أنهار حجازي قرار مجلس الوزراء المصري بأنه "خطوة جيدة" لتوطين صناعة الألواح الشمسية في مصر.
وأضافت -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن أولى نتائج هذا القرار عند بدء الإنتاج من مصنع السيليكون المعدني تتمثل في استيفاء الاحتياج المحلي من الألواح الشمسية.
دعم الشركات الصغيرة
تقول خبيرة الطاقة والتنمية المستدامة، إن إنشاء المصنع الجديد لن يعمل -فقط- على زيادة إمدادات الطاقة، ولكن سيؤدي -أيضًا- إلى تشغيل شركات الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة التي أُنشئت خلال الأعوام الماضية، وأصبح لها سوق تنمو تدريجيًا، ونفّذت العديد من المشروعات الصغيرة في مصر.
وأضافت أنهار حجازي أنه إذا توفرت احتياجات هذه الشركات من الإنتاج المحلي بدلًا من الاستيراد من الخارج، فإن هذا سيُعدّ إنجازًا عظيمًا ومُحفزًا، سينعكس على أكثر من عنصر من عناصر التنمية.
وأوضحت أن توطين صناعة الألواح الشمسية في مصر سيعمل على توفير العملة الصعبة التي كانت ضرورية لاستيراد هذه المعدّات من الخارج، وتشجيع الشركات الصغيرة وحمايتها من التعثر.
وعبّرت عن أملها بنجاح مصر في هذه التجربة، وتحولها إلى مُصدّر كبير للألواح والخلايا الشمسية، لا سيما أن هناك شركات عالمية ودولًا كثيرة قد سبقت مصر في هذا المضمار.
صادرات رمال السيليكا
من جانبه، نوّه المدير العام لشركة أوربت لأنظمة الطاقة الشمسية، المهندس عرفة منصور، بأهمية هذه الخطوة، موضحًا أنها ستُتيح تصنيع المادة الخام للخلايا الشمسية في مصر.
وأوضح -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن مصر كانت تصدّر رمل السيليكا بالمتر إلى الخارج لتصنيع الخلايا الشمسية، ثم تستورد الخلايا بعد تصنيعها مرة أخرى من الصين وغيرها من الدول.
وأكد منصور قدرة مصر على تصنيع الألواح والخلايا الشمسية بجودة عالية، وتحقيق منافسة عالمية في هذا المجال.
وتسعى مصر لرفع القيمة المضافة للرمال البيضاء خلال المدة القادمة بتصنيعها بما يحقق إيرادات أعلى عند تصديرها على هيئة ألواح وخلايا شمسية، ولا سيما في ظل حاجة البلاد إلى العملة الصعبة.
ومصر لديها مليارات الأطنان من رمال السيليكا متوفرة في مناطق كثيرة، أبرزها محافظتا شمال سيناء وجنوب سيناء ومنطقة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر.
ويكثر استعمال رمال السيليكا في العديد من الصناعات، أبرزها الإلكترونيات، والخلايا الضوئية التي تُستعمَل في قطاع الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
- مصر تدرس مقترحًا لإقامة مصنع يدعم إنتاج الألواح الشمسية
- خبير: سوق الطاقة الشمسية في مصر بحاجة إلى برامج تمويلية طويلة الأمد
- يعمل بالطاقة الشمسية.. مصر تؤسس مجمعًا لإنتاج السيليكون (صور)
اقرأ أيضًا..
- طاقة الشمس والرياح في ليبيا.. هل تخرجها من نفق الصراعات المظلم؟
- أكبر 5 دول توليدًا للطاقة الشمسية في العالم (إنفوغرافيك)
- إيرادات صادرات النفط العراقي إلى أوروبا في 2023 تقترب من 11 مليار دولار
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي.. كيف انقلب التصدير إلى استيراد؟ (القصة الكاملة)
لا طبعا . فين الفائدة . قرار شجاع . منع تصدير حبة رمل سيلكا . و زي ابار البترول . نصف الانتاج لمصر ببلاش . و النصف تصدير