انخفضت صادرات النفط السعودي إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل/نيسان 2021؛ ما يعكس التزام المملكة بقرار خفض الإنتاج الطوعي الإضافي في إطار اتفاق تحالف أوبك+.
وسلّط تقرير حديث، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، الضوء على دعم السعودية قرارها الطوعي من خلال خفض الصادرات.
فقد قُدِّرت صادرات النفط السعودي بنحو 5.473 مليون برميل يوميًا في أول 27 يومًا من أغسطس/آب، بانخفاض أكثر من 0.9 مليون برميل يوميًا على أساس شهري، وفقًا لشركة تتبع الناقلات "بترولوجستيكس".
وأشار تقرير أصدره بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" إلى أن تخفيضات إنتاج أوبك+ السابقة بدأت تؤتي ثمارها، إذ تنخفض مخزونات النفط، سواءً البرية أو العائمة، وتتعافى أسعار النفط.
توقعات تمديد الخفض الطوعي السعودي
كانت المملكة قد أعلنت خفض إنتاج النفط السعودي بمقدار مليون برميل يوميًا، بدءًا من يوليو/تموز المقبل (2023)، ثم مدّدته إلى شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، موضحة أن القرار قابل للتمديد أو الزيادة.
ويُضاف ذلك إلى الخفض الطوعي الذي بدأت السعودية و8 دول أخرى تنفيذه في مايو/أيار 2023، بإجمالي 1.66 مليون برميل يوميًا، ثم قررت تمديده حتى نهاية عام 2024.
وتوقّع تقرير بنك "يو بي إس" المزيد من الوضوح خلال الأيام المقبلة حول تمديد خفض إنتاج النفط السعودي الطوعي، حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات إنتاج السعودية من النفط حتى عام 2022:
وقال محلل السلع في بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" -الذي أعدّ التقرير- جيوفاني ستانوفو: "ما زلنا نعتقد أن المملكة العربية السعودية لن تقلّل الخفض، إلّا عندما تعتقد أن سوق النفط مستقرة بما يكفي لتبرير ذلك"، أي عندما تكون مخزونات النفط العالمية أقلّ مما هي عليه الآن.
وبالنظر إلى نهج أوبك+ الحذِر والاستباقي والوقائي لتحقيق استقرار سوق النفط، فإن الخفض الطوعي يمكن أن يظل قائمًا؛ نظرًا للمخاوف بشأن تعافي الصين، على الرغم من احتمال ارتفاع واردات النفط الخام إلى مستويات قياسية في أغسطس/آب، والتأثير الذي قد يُحدثه تشديد السياسة النقدية بقوة في النشاط الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة.
ومع استمرار نقص الإمدادات في سوق النفط، توقَّع بنك "يو بي إس" -في تقريره- أن يرتفع خام برنت إلى 95 دولارًا أميركيًا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري (2023).
تراجع إيرادات صادرات النفط السعودي
تراجعت إيرادات صادرات النفط السعودي، خلال يونيو/حزيران الماضي، بمقدار 44.5 مليار ريال سعودي (11.86 مليار دولار) بنسبة 38.3% على أساس سنوي، مع انخفاض متوسط أسعار النفط وتراجع حجم الصادرات.
وانخفضت إيرادات صادرات النفط السعودي إلى 71.86 مليار ريال سعودي (19.16 مليار دولار)، من نحو 116.4 مليار ريال سعودي (31.03 مليار دولار) في يونيو/حزيران 2022، وفق تقرير الهيئة العامة للإحصاء حول التجارة الخارجية للمملكة، خلال يونيو/حزيران 2023.
كما انخفضت صادرات السعودية من النفط الخام إلى 6.804 مليون برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران الماضي، مقابل 6.928 مليون برميل يوميًا في الشهر السابق.
وفي المقابل، ارتفعت نسبة الصادرات النفطية من مجموع الصادرات الكلي، إلى 81% من شهر يونيو/حزيران 2023، من 79.7% في الشهر نفسه من العام الماضي (2022).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إيرادات صادرات النفط السعودي حتى يونيو/حزيران 2023:
موضوعات متعلقة..
- قيمة صادرات النفط السعودي تفقد 42 مليار دولار في 6 أشهر (إنفوغرافيك)
- صادرات النفط السعودي تسجل أقل مستوى منذ سبتمبر 2021
- تغيرات متباينة تطرأ على صادرات النفط السعودي منذ بداية 2023
اقرأ أيضًا..
- تأثير انقلاب الغابون في أسواق النفط.. من الخاسر الأكبر؟ (تقرير)
- نجاح أول صفقة غاز مسال دولية باليوان.. وهذا دور الإمارات
- تجارب استعمالات الهيدروجين في صناعة المعادن تبشر بنتائج واعدة
- دراسة تكشف أقل تقنيات تخزين الكهرباء تلويثًا للبيئة
