مصفاة بورت هاركورت النيجيرية تبدأ التشغيل في ديسمبر.. ونقلة بحلول 2024
هبة مصطفى
تسعى نيجيريا إلى وقف الاعتماد على واردات الوقود، وتُعَد مصفاة بورت هاركورت وغيرها من المصافي -التي تخضع للترقية والتطوير في الآونة الحالية- إحدى أدوات أبوجا لتلبية الطلب عبر الاكتفاء الذاتي.
ولسنوات طويلة، اعتمدت أبوجا على استيراد أنواع الوقود من وجهات مختلفة؛ لسد عجز إنتاج أنواع الوقود المختلفة محليًا إثر تواصل عمليات سرقة النفط الخام وضعف وتهالك مرافق التكرير، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعهد مسؤول ببدء تشغيل المصافي المتعطلة واحدة تلو الأخرى نهاية العام الجاري 2023 والعام المقبل 2024، وسط شكوك حول جدية التنفيذ خاصة أن هذه المشروعات خضعت للتأجيل أكثر من مرة، بحسب ما نشرته رويترز الجمعة 25 أغسطس/آب.
وبجانب الاستعداد لتشغيل مصفاة بورت هاركورت، تتطلع نيجيريا إلى دور مصفاة "دانغوتي" -التي تصل طاقتها إلى 650 ألف برميل يوميًا- لتعزيز خطط الدولة الأفريقية في إنهاء الاعتماد على واردات الوقود.
خطط تشغيل المصافي
تتضمن خطط تشغيل مصافي التكرير في نيجيريا بدء العمل بمصفاة بورت هاركورت في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الجاري، على أن تلحق بها 4 مصافٍ إضافية بحلول نهاية العام المقبل.
وبحسب وزير النفط النيجيري هاينكن لوكبوبيري، الذي تولّى منصبه الأسبوع الجاري، خضعت وحدتان من المصفاة -التي تصل طاقتها إلى 210 آلاف برميل يوميًا- للتجديد، ورصد خلال جولته التفقدية للمصفاة اقتراب إنجاز التطوير بما يمهد لبدء التشغيل نهاية 2023.
وتولّت شركة "تكنيمونت" الإيطالية عملية تطوير وتحديث مصفاة بورت هاركورت منذ عام 2021، باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار دولار، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم تطلعات وطموحات وزير النفط الجديد للتشغيل نهاية العام الجاري؛ فإن هناك شكوكًا حول جدية تنفيذ هذه التعهدات خاصة أن وزارة النفط أعلنت -في أبريل/نيسان الماضي- استغراق عملية التطوير 3 أعوام ونصف العام.
ومن جانب آخر، قال لوكبوبيري إن العمل يجري على قدم وساق لإنجاز التطوير في مصافٍ نيجيرية أخرى، لافتًا إلى أن مصفاتي "واري" و"كادونا" يمكن أن يشرعا في معالجة النفط الخام تدريجيًا على مدار عام 2024، حتى تستغني البلاد تمامًا خلال الأعوام القليلة المقبلة عن واردات الوقود.
واقع الوقود النيجيري
كان من المقرر بدء تشغيل مصفاة بورت هاركوت النيجيرية، نهاية العام الماضي 2022، وفق تعهدات حكومية، لكن تغير قيادات البلاد دفع نحو عدم الالتزام بالأجندة والإطار الزمني المُعلَن.
وكثيرًا ما أعلن وزراء النفط ومسؤولو شركة النفط الوطنية لدى الدولة الواقعة غرب أفريقيا خططًا لإعادة التشغيل عقب التجديد والتوسعة، لكن لم يُنفَّذ أي من هذه التعهدات حتى الآن.
وتعاني نيجيريا أزمة في ملف الوقود وتكدست الطوابير أمام المحطات؛ إذ وقعت أبوجا بين مطرقة تقلص الواردات نتيجة ضعف العملة المحلية أمام الأجنبية، وسندان سرقة النفط وتعطل مصافي التكرير إما للتجديد وإما للصيانة.
وتكمن معضلة نيجيريا في اعتمادها القوي على الوقود المكرر المستورد بالكامل، رغم أنها أكبر منتجي النفط الخام في القارة الأفريقية، لكن إغلاق 4 مصافٍ رئيسة أجبرها على الاستغناء عن 4 آلاف و450 برميل يوميًا.
ومن ضمن المصافي المغلقة: مصفاة كادونا بطاقة 110 آلاف برميل يوميًا شمال البلاد، بالإضافة إلى 3 مصافٍ أخرى تقع في منطقة "دلتا النيجر" الغنية بالإمدادات ومن بين هذه المصافي الـ3 مصفاة "واري" بطاقة 125 ألف برميل يوميًا.
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز.. السعودية في الصدارة (إنفوغرافيك)
- أنس الحجي: النفط الإيراني يتحول إلى مخزون صيني.. وهكذا تتأثر السعودية وأميركا
- خريطة الاستثمارات الحكومية في الطاقة النظيفة عالميًا.. هؤلاء الـ5 الكبار (تقرير)