نفطأخبار النفطرئيسية

مصفاة بورت هاركوت النيجيرية تتعرض للخذلان من شركة إيطالية وتؤجل التشغيل

الشركة متأخرة لمدة 12 شهرًا ولا يُتوقع إنجازها قبل سبتمبر

رجب عز الدين

تتجه مصفاة بورت هاركوت النيجيرية لتأجيل موعد إعادة تشغيل المرحلة الأولى لمدّة أشهر، بسبب تأخّر الشركة الإيطالية القائمة على مشروع إعادة التأهيل.

وكان من المقرر افتتاح المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل مصفاة تكرير النفط النيجيرية في أبريل/نيسان 2023، إلّا أن تأخيرات الشركة الإيطالية في إنجاز المشروع قد يعطّل افتتاحها لمدة 4 أشهر على الأقلّ، وفقًا لموقع أرغوس ميديا (Argus Media) المتخصص في أبحاث واستشارت الطاقة.

ومنحت وزارة النفط في نيجيريا شركة الهندسة الإيطالية "ماير تكنيمونت" عقدًا لإعادة تأهيل مصفاة بورت هاركوت النيجيرية في أبريل/نيسان 2021، بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تأخر تسليم المرحلة الأولى

تبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة بورت هاركوت النيجيرية قرابة 210 آلاف برميل يوميًا، وكان من المقرر افتتاح المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيلها في غضون 24 شهرًا، على أن تستغرق المرحلتان الثانية والثالثة 32 و44 شهرًا على التوالي من تاريخ التعاقد.

ولم تحقق شركة "ماير تكنيمونت" هدف المرحلة الأولى من المشروع في الموعد المحدد أبريل/نيسان 2022، كما لم تستطع تدارك التأخير حتى أبريل/نيسان 2023.

ولا ترجّح وزارة النفط النيجيرية افتتاح المرحلة الأولى من المشروع قبل سبتمبر/أيلول 2023، وسط شكوك حول قدرة الشركة الإيطالية المتأخرة عن إنجاز أعمالها قبل هذا التاريخ.

شركة كورية ملتزمة

مصفاة بورت هاركوت النيجيرية
مهندسون في شركة دايو الكورية الجنوبية- الصورة من korea herald

تراهن وزارة النفط على افتتاح مصفاة " واري " النيجيرية التي تبلغ طاقتها التكريرية قرابة 125 ألف برميل يوميًا، قبل موعدها المحدد مع الشركة الكورية المختصة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وتختص شركة الهندسة في كوريا الجنوبية "دايو" بأعمال إعادة تأهيل مصفاة واري بموجب عقد تبلغ تكلفته قرابة 492 مليون دولار، وهو عقد لا يمثّل ثلث ما حصلت عليه الشركة الإيطالية المتأخرة " ماير تكنيمونت".

وتعاني مصفاة بورت هاركوت النيجيرية، ومصفاة واري، من تدهور طاقتهما التكريرية بصورة قياسية منذ عام 2009، إلى جانب مصفاة مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية "كادونا" والتي تبلغ طاقتها التكريرية قرابة 110 آلاف برميل يوميًا.

خمس الطاقة التكريرية

عملت مصافي التكرير الـ3 بأقلّ من خمس طاقتهم التكريرية الإجمالية خلال السنوات الـ10 السابقة لعام 2019، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأُغلقت مصفاتا واري وكادونا في عام 2019، بينما أُغلقت مصفاة بورت هاركوت في عام 2020، مع تراجع الطاقة التكريرية إلى حدٍّ جعل تكلفة التشغيل باهظة للغاية مقارنة بالإغلاق.

واضطرت نيجيريا لتعزيز واردات المشتقات النفطية لتعويض النقص في السوق المحلية التي تحتاج إلى ما يعادل 485 ألف برميل يوميًا.

وعوّلت وزارة النفط على مشروع إعادة تأهيل مصفاة بورت هاركوت النيجيرية، إلى جانب مصافي التكرير الأخرى لخفض الاستيراد وتخفيف ضغوط النقد الأجنبي للبلاد، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات المستوردة بصورة باهظة.

وعانت نيجيريا خلال العامين الماضيين من تفاقم ظاهرة سرقة النفط في إقليم دلتا النيجر الغني، ما كبّدها خسائر تجاوزت 2 مليار دولار في عام 2022 وحده، نتيجة تراجع معدلات الإنتاج واضطراب سلاسل تصدير الخام للخارج.

اتهامات للشركة الإيطالية

مصفاة بورت هاركوت النيجيرية
شركة ماير تكنيمونت الإيطالية- الصورة من repubblica

يزيد تأخّر شركة الهندسة الإيطالية "ماير تكنيمونت" في تسليم المصفاة، من معاناة نيجيريا، ما قد يضطرها إلى الاستمرار في استيراد كميات أكبر من المشتقات لتلبية الطلب المحلي على الوقود.

وتواجه الشركة الإيطالية اتهامات بالتباطؤ المتعمد أو اختيار مقاولين أرخص تكلفة من مقاولي الباطن، ما يفسّر التأخر في تسليم المرحلة الأولى من مشروع مصفاة بورت هاركوت النيجيرية لأكثر من 16 شهرًا عن الموعد المحدد.

وتشتكي الشركة، في المقابل، من صعوبات مالية نتيجة التأخر في الحصول على مستحقات التعاقد في مواعيدها المقررة بسبب ضغوط تواجهها وزارة المالية في نيجيريا.

وينص التعاقد مع "ماير تكنيمونت" على دفع مستحقاتها بصورة تدريجية في مواعيد دورية منتظمة سنويًا، لكن ذلك لم يحدث بسبب الأزمة المالية التي دفعت الوزارة إلى الصرف في مواعيد غير منتظمة، وغالبًا ما تكون خلال النصف الثاني من كل عام.

استغلال مخازن المصفاة

تستغل مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية رصيف مصفاة بورت هاركوت في تصدير بعض أنواع زيت الوقود إلى الخارج، كما تستغل مخازن وصهاريج المصفاة في تخزين المشتقات المستوردة منذ إغلاقها في عام 2020.

ورصدت منصة فورتكسا المتخصصة شحن 17 ألفًا و700 طن من زيت الوقود الناتج عن التقطير التفريغي "في جي أو" من رصيف مصفاة بورت هاركوت إلى البرتغال مطلع مايو/أيار 2023.

وتعدّ مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية المستورد الحصري للبنزين في نيجيريا منذ عام 2017، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق