لبنان يطلق أعمال مسح لاستكشاف النفط والغاز قرب حدود إسرائيل
أطلق لبنان مرحلة جديدة لاستكشاف النفط والغاز في البلاد، من خلال منح رخصة استطلاع للقيام بأعمال مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في المربع 8، الواقع بالقرب من الخدود مع إسرائيل.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز في مربغ 9، بعد وصول سفينة الحفر "ترانس أوش" إلى المياه الإقليمية للقيام بمهامها، والتي من المأمول أن تسفر قبل نهاية العام عن العثور على احتياطيات من الهيدروكربونات.
أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض اليوم الخميس 24 أغسطس/آب (2023) منح شركتي "برايتسكايز" و"غويكس" رخصة استطلاع للقيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في المربع رقم 8، لجمع البيانات ودراستها لبلورتها وتسويقها للشركات العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
خريطة النفط في البحر المتوسط
قال فياض: "إنه يوم تاريخي في مسيرة طويلة بدأت بها وزارة الطاقة عام 2010 لوضع لبنان على خريطة النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط".
واستعرض وزير الطاقة المحطات الرئيسة من أجل بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، موضحًا أن أول محطة كانت عام 2010 عندما وضع وزير الطاقة حينها التشريعات والمراسيم التطبيقية اللازمة مستعينًا بفريق عمل من الخبراء.
وأشار إلى أنّ ثانية المحطات الرئيسة كانت عام 2018، تخلّلها فراغ بسبب الأزمات السياسية، حالت دون توقيع اتفاقيات أساسية، أي اتفاقيات توزيع للمربعات، ما أدى إلى تأخّر المسيرة".
وأضاف: "من ناحية إيجابية أُعطيَت التراخيص اللازمة للتنقيب والاستكشاف وإبرام عقود مع شركاء دوليين، على سبيل المثال، توتال إنرجي وإيني، وانضمت إليهما لاحقا قطر للطاقة، بالإضافة إلى إطلاق أعمال التنقيب".
في فبراير/شباط 2018، وقّع لبنان أوّل عقد للتنقيب البحري عن النفط والغاز في منطقتي امتياز 9 و4، مع تحالف يضمّ شركات الطاقة العملاقة توتال، وإيني، ونوفاتيك.
وبعد نحو عامين، وبالتحديد في أبريل/نيسان 2020، أعلن لبنان أن عمليات الحفر الأوّلية في منطقة امتياز 4 أظهرت آثارًا للغاز، لكنّها لم تكن تملك احتياطيات تجارية، وتوقّفت عمليات الاستكشاف في منطقة امتياز 9، بسبب وجود جزء منه في المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
وبعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، تحركت توتال إنرجي من أجل بدء عمليات الحفر، تكللت خلال الأيام الأخيرة بوصول سفينة الحفر "ترانس أوشن".
قال فياض: "في عام 2022، تمّ الإنجاز التاريخي المتمثل بالترسيم الذي أُنجز بفضل وجود قيادة لديها الإصرار، إلى جانب وقوف جميع القيادات معها، لأن المساعي توحّدت باتجاه واحد، وفي الوقت عينه الظرف العالمي أيضًا ساعدَ، لأن الجميع كان بحاجة للغاز، والطلب ارتفع".
حقل قانا
قال فياض: "العدو (إسرائيل) بدأ بإنتاج الغاز، ومعادلة القوة فرضت أنه لا يمكن إنتاج الغاز من الطرف الإسرائيلي دون أن يستخرج لبنان الغاز والاستفادة منه، ومن ثم أُنجِز الترسيم التاريخي الذي أعطى لبنان كل حقوقه الجغرافية، وبالموارد الموجودة تحت المياه".
وعرض فياض رخصة الحفر في المربع رقم 9، قائلًا: "محطة اليوم هي مزدوجة، من الناحية الأولى إطلاق أعمال الحفر في المربع رقم 9 ومنح رخصة الحفر فيه، وهذه الرخصة جاءت تطبيقًا للتشريعات خلال مسير طويل، واليوم تبلور من خلال رخصة الحفر، ونأمل أن يُكتَشف في حقل قانا مكمن تجاري".
وأضاف: "هذه الرخصة، اليوم بدأ العمل بها، منحناها من بعد أن تمّت كل الأمور الضرورية من دراسة الأثر البيئي والمتطلبات الأمنية والبيئية والاجتماعية، بالتعاون بين هيئة قطاع البترول والوزارات المعنية".
مربع 8
عرض فياض رخصة استطلاع للقيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في المربع رقم 8، قائلًا: " نطلق اليوم المسح لجمع البيانات في المربع رقم 8، وهذه الرخصة التي ستُسَلَّم اليوم لرئيس التحالف من شركة برايت سكايز وجيوكس، وهم اتحاد شركات عالمية تعنى بالمسح البيني الثلاثي الأبعاد".
وأضاف: "هذه الشركات تملك التكنولوجيا اللازمة لدراسة البيانات لبلورتها وتسويقها للشركات العالمية التي تقرر على أساسها المشاركة بدورة التراخيص في المربع رقم 8".
كان لبنان قد أطلق جولة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز بالمياه البحرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، المرحلة الثانية، ومُدِّدَ الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك عدّة مرات.
وتتضمن الجولة أرقام الرقع المفتوحة للمزايدة، وهي 8 قطع من أصل 10 رقع، إذ جرت المزايدة على الرقعتين 4 و9 في دورة التراخيص الأولى.
أشار فياض إلى أن إطلاق المسح لم يكن ممكنًا في المنطقة لو لم يتمّ إنجاز الترسيم، لأنه في منطقة متنازَع عليها، والمسح يمكّن لبنان من الحصول على البيانات ثلاثية الأبعاد وتسويقها لشركات النفط العالمية لزيادة التنافس والإقبال على دورة التراخيص الثانية في المربعات المتبقية، ومنها المربع رقم 8.
وأوضح أن إطلاق عمليات المسح يزيد التنافس لمساعدة لبنان للحصول على أفضل شروط تجارية بالنسبة لاقتسام الموارد والأرباح من جراء مشاركة القطاع الخاص والشركاء المستقبليين، حتى لو كان من ضمنهم الشركات العاملة في المربع رقم 9.
احتياطيات النفط والغاز في لبنان
تضم المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان 10 مناطق بحرية، تتراوح مساحتها بين 1201 و2374 كم2 للمربع الواحد، وأُسنِدَت عمليات البحث في قطاعين منها (قطاع4 وقطاع9) إلى ائتلاف من 3 شركات، هي توتال الفرنسية، وإيني الإيطالية، ونوفاتك الروسية، وانسحبت الأخيرة مؤخرًا، لتؤول حصتها إلى الحكومة اللبنانية.
كان خبير صناعة الغاز في أوابك، وائل عبدالمعطي، قد أكد في تغريدة سابقة له بمنصة "إكس" تويتر سابقًا أنه "على مدار العقدين الماضيين، جُمِعَت بيانات المسح السيزمي ثنائي وثلاثي الأبعاد في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تبلغ مساحتها 22 ألفًا و730 كيلو مترًا مربعًا، وبحسب المعطيات الأولية يوجد 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز في الركن الجنوبي الغربي".
وأضاف: "بتقديري، إن نجح لبنان خلال السنوات القليلة المقبلة في استخراج الغاز من مياهه الاقتصادية (المنطقة الاقتصادية الخالصة) سيكون لاعبًا مهمًا على المسرح الإقليمي، وموقعه الجغرافي يؤهله لذلك".
الخريطة التالية، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، تستعرض مربعات النفط والغاز في لبنان:
موضوعات متعلقة..
- ترانس أوشن تستعد للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان.. وقادة الدولة على متنها
- خبراء: قطاع النفط والغاز في لبنان ينتظر انفراجة قريبة.. وهذه أبرز التحديات
اقرأ أيضًا..
- بوتين: بدائل النفط والغاز المطروحة لن تلبي الطلب على الطاقة مستقبلًا
- قيمة صادرات النفط السعودي تفقد 42 مليار دولار في 6 أشهر (إنفوغرافيك)
- تيسلا تنتفض ضد الطاقة الشمسية وتبدأ تسريح عدد من العمال