ما يزال خلاف شركات النفط العالمية داخل قطاع النفط في قازاخستان دائرًا حول حقل كاشاغان العملاق، دون ظهور دلالة على انفراجة قريبة.
وكشف مسؤولون عن تأكيدات رسمية على المضي قدمًا في إجراءات التقاضي ضد 4 من كبريات شركات النفط العالمية الكبرى، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتطالب قازاخستان شركات إيني الإيطالية (Eni)، وشل الأنغلو هولندية (Shell)، وإكسون موبيل الأميركية (Exxon Mobil)، وتوتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies)، بدفع 13 مليار دولار ضمن اتفاقيات لتقاسم الأرباح في ثاني أكبر حقل نفط بالبلاد.
ويقع حقل كاشاغان على بُعد 4.2 كيلومترًا تحت سطح البحر، ويُعد أحد أكبر الاكتشافات العالمية خلال الـ45 عامًا الماضية، وتُقدر احتياطياته بأكثر من 35 مليار برميل من النفط، في حين تصل الاحتياطيات القابلة للاستخرج إلى 13 مليار برميل.
نزاع قازاخستان مع شركات النفط
شرعت السلطات في قازاخستان خلال شهر أبريل/نيسان 2023 في إجراءات التقاضي ضد شركات النفط العالمية، للمطالبة برد 13 مليار دولار، نظير مصروفات لم تعتمدها البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.
يُشار هنا إلى أنه يحق لتلك الشركات خصم تكاليف معينة من الدخل قبل تقاسمها مع الحكومة، وذلك بموجب الاتفاقيات المُبرمة بين الطرفين.
وقال مسؤولون، إن وزارة الطاقة بقازاخستان رفضت التسوية مع كبريات شركات النفط العالمية الآملة في التوصل إلى حل بعيدًا عن ساحات القضاء.
ويؤكد المسؤولون -الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم- أن الحكومة تراجعت عن إشارات سابقة في شهر يوليو/تموز 2023 بوقف المسار القضائي للنزاع.
ورغم أن الباب ما يزال مفتوحًا للتوصل إلى حل، لكن مسؤولي وزارة الطاقة رفضوا اقتراحًا بتخلي قازاخستان عن مطالبها، مقابل تعهد الشركات بضخ استثمارات جديدة.
يوضح الرسم البياني أدناه -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات النفط القازاخستاني:
مناخ استثماري
يسلّط النزاع الأخير الضوء على بيئة الأعمال داخل قطاع النفط في قازاخستان، ومدى صعوبة تطوير مشروعات ضخمة بسبب اتفاقيات تقاسم الإنتاج ذات التفاصيل المعقدة.
ويهدد ذلك بنمو القطاع واستمرار عمل شركات النفط العالمية في أكبر دول آسيا الوسطى إنتاجًا للنفط، بحسب التقرير.
تعليقًا على ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان، في شهر يونيو/حزيران الماضي 2023، إن خطط الإنفاق المستقبلية لشركته سترتكز على ما ستقدمه الحكومة من جهود لتهيئة مناخ استثماري مناسب.
وبالإضافة إلى النزاع المذكور، تواجه الشركات العالمية المشغلة لحقل كاشاغان مزاعم أخرى بانتهاك المعايير البيئية، ولذلك تطالبهم قازاخستان بدفع غرامة قدرها 5.1 مليار دولار.
ورغم نفي ارتكاب أي خطأ، تسعى الشركات للبحث عن طريقة لحل الأمور مع الحكومة.
وكان أحد الحلول المقترحة للتسوية هو إقامة محطة لمعالجة الغاز لخدمة السوق المحلية، وهو ما رفضته تلك الشركات.
وتقول شركة "نورث كاسبيان أوبيريتنغ" (NorthCaspian Operating) المشغلة لحقل كاشاغان، إن الشركاء يعتقدون أنهم عملوا وفقًا لاتفاقية تقاسم الإنتاج والتشريعات والمعايير قيد التطبيق وأفضل الممارسات.
نزاعات سابقة
إذا صحت مزاعم قازاخستان في قضية حقل كاشاغان فستحصل حينها البلاد على حصة أكبر من الإيرادات.
وتبدو نزاعات قطاع النفط القازاخستاني مع الشركات العالمية سيناريو مألوفًا، إذ تتكرر بين الحين والآخر، وتحصل من ورائها الدولة الواقعة بوسط آسيا على امتيازات ضخمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2020، توصلت قازاخستان لتسوية بقيمة 1.9 مليار دولار مع شركائها في حقل كاراتشاغاناك أكبر حقل نفطي هناك، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وفي عام 2012، وافق المستثمرون على دفع مليار دولار تكاليف إضافية، لتسوية نزاع حول أحد مشروعات شركة الطاقة الحكومية "قاز موناي غاز" في حقل كاشاغان.
ومن الصعب وضع قيمة حقيقية للتسويات المادية الناتجة عن السجالات القانونية في قطاع النفط القازاخستاني، إلا أنها تتراوح بين تسديد مدفوعات على المدى الطويل وتعهدات من الشركات ببيع الغاز للحكومة، وعدم دفع بعض التكاليف القديمة.
وفي حقل كاشاغان، ضاعفت البلاد حصتها إلى 16.8% خلال إحدى التسويات مع شركات النفط العالمية، بعد خلاف بشأن التأخير في تطوير الحقل.
كما حصلت على حصة 10% في حقل كاراتشاغاناك من التحالف المشغل له في إحدى التسويات خلال عام 2012.
النفط والغاز في قازاخستان
سجلت صادرات النفط القازاخستاني ارتفاعًا بنسبة 8% خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، وذلك على أساس سنوي، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفعت صادرات النفط إلى 35.70 مليون طن متري (253.47 مليون برميل) خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2023.
* (الطن يعادل 7.1 برميلًا)
وكشفت إحصاءات ومصادر داخل الصناعة، عن أن عمليات نقل النفط عبر الأراضي الروسية شهدت زيادة كبيرة، إذ نُقلت 96% من الصادرات عبر المواني الروسية وخطوط الأنابيب التابعة لشركة روسنفط الروسية.
في سياق متصل، كشفت قازاخستان عن خطط لزيادة إنتاج النفط إلى 90.5 مليون طن (642.5 مليون برميل) خلال هذا العام، بزيادة 7% عن العام الماضي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "أستانا تايمز" (astanatimes)، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما تطمح البلاد إلى زيادة إنتاج الغاز بنحو 53.5 مليون متر مكعب بزيادة 1% فقط عن العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط القازاخستاني تبحث عن موانٍ روسية أكثر أمانًا
- صادرات النفط القازاخستاني إلى الصين تترقب انتعاشة ضخمة
- صادرات النفط القازاخستاني تتجاوز أزمة المرور عبر روسيا
اقرأ أيضًا..
- صادرات الوقود الأحفوري الروسي تسجل مفاجأة.. و8 دول عربية بين المستوردين
- افتتاح أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم
- أول شحنة غاز مسال تتحرك عبر طريق بديل لقناة السويس