صادرات النفط من السودان وجنوبه تسجل أعلى مستوياتها خلال عامين
في مايو 2023 رغم تصاعد وتيرة المعارك
أحمد بدر
شهدت صادرات النفط من السودان وجنوبه ارتفاعًا خلال الأشهر القليلة الماضية، بدعم من استقرار إنتاج دولة الجنوب من الخام، في توقيت تشهد فيها الخرطوم نزاعًا مسلحًا تتصاعد وتيرته بشكل ملحوظ.
وكشفت بيانات حديثة، أن شحنات النفط الخام في ميناء بورتسودان، سجلت أعلى مستوى لها خلال 22 شهرًا، في شهر مايو/آيار الماضي (2023)، بمقدار نحو 155 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع 77.5 برميل يوميًا في مارس/آذار الماضي، فيما بلغت 148.3 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز بحسب بيانات السفن من "بلومبرغ".
وتعتمد صادرات النفط من جنوب السودان على خطوط الأنابيب التي تمر من السودان، وتنقل الصادرات لمسافة تتجاوز 932 ميلًا، من الحقول إلى الناقلات التي تنتظر تحميل الشحنات في البحر الأحمر، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مخاوف من تراجع النفط
يتزايد قلق الخبراء من أن تتراجع صادرات الخرطوم من النفط الخام، باعتباره مركز النفط في شرق أفريقيا، وذلك مع المخاوف من انغماس البلاد في مزيدمن الفوضى، الأمر الذي يهدد بتركه دون مصدر رزقه الرئيس، منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويمنح الجنوب نحو 10 آلاف برميل من النفط الخام يوميًا إلى الخرطوم، باعتبارها رسوم نقل، لأن النفط يجب أن يمر عبر السودان للوصول إلى ميناء بورتسودان لتحميله في سفن الشحن، أي أن الخرطوم تتلقى نحو 20 مليون دولار من نفط جوبا يوميًا، وفق ما نشره موقع "أويل برايس".
وقال محلل البيانات جوناس هورنر، إن هناك مخاوف من أن يؤدي الخلاف مع جوبا -بسبب الجماعات التي تقاتل الجيش السوداني- لزيادة تأمين البنى التحتية، ومن ثم زيادة التوتر الذي قد يخفض حجم الإمدادات.
ولفت إلى أن الدولة المولودة في عام 2011 تعتمد على النفط في موازنتها بنسبة 95%، بما يعني أن انخفاض إمداداتها يؤثر في صادرات الخرطوم من النفط الخام، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات النفط من السودان وجنوبه
استطاعت جوبا خلال الأشهر الـ4 الماضية تعزيز إنتاجها من النفط الخام، بدعم من جهود شركة "دار"، التي تمتلك مؤسسة النفط الصينية حصة 41% منها، وتملك فيها بتروناس الماليزية حصة 40%.
وكان إنتاج الدولة الجنوبية، قبل بدء الحرب الأهلية في عام 2013، يناهز 350 ألف برميل يوميًا، ولكن التطورات التي شهدتها الدولة خلال السنوات الماضية، ومن بينها استهلاك الآبار، تجعل من الصعب استعادة هذه القدرات.
يشار إلى أن عائدات صادرات الخرطوم من النفط الخام، مع صادرات جوبا، يجري تقاسمها بين البلدين، وذلك منذ أن تمكنتا من تحقيق حالة الاستقرار بالنسبة للشحنات عند 140 ألف برميل يوميًا، منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، وما زالت فوق هذا المستوى حتى الآن.
وكانت الاشتباكات في الخرطوم قد بدأت يوم 15 أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسرعان ظهرت مخاوف من تأثير الوضع في صادرات النفط من السودان وجنوبه، وتدمير البنى التحتية في البلدين.
وحتى الآن، لم تستطع المعارك إرباك أو خفض صادرات النفط من الخرطوم وجوبا، ولكن ما زالت هناك مخاوف في الجنوب من أي تعطل قد يحدث، بما يدفعها للبحث عن بدائل للمواني السودانية لتصدير النفط.
موضوعات متعلقة..
- السودان يعلن استئناف صادرات نفط جوبا من ميناء بورتسودان
- صادرات النفط من السودان والجنوب قد تتأثر بالأزمة.. كيف يكون رد فعل جوبا؟
- هل يتأثر إنتاج النفط في السودان وجنوبه بالصراع السياسي؟
اقرأ أيضًا..
- الكهرباء في إسرائيل تبدأ رحلة التحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي
- أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال تصل سلطنة عمان
- أسعار النفط الروسي إلى الهند تقفز لـ68 دولارًا.. والسر في "الشحن"