رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءطاقة متجددةكهرباء

الطاقة الشمسية "طوق النجاة" لأوروبا في موجات الحر (تقرير)

دينا قدري

أصبحت الطاقة الشمسية كلمة السر في إنقاذ أوروبا من نقص إمدادات الكهرباء خلال هذا الصيف، الذي شهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة.

وتُعدّ الطاقة الشمسية مناسبة بشكل خاص للتكيف مع حرارة الصيف، حيث يكون إشعاع الشمس أقوى ما يكون في الجزء الأكثر سخونة من اليوم، عندما يكون الطلب على الكهرباء للتبريد في أعلى مستوياته أيضًا.

وعلى الرغم من نموها السريع، ما تزال الطاقة الشمسية تمثّل حصة صغيرة نسبيًا من مزيج توليد الكهرباء في معظم الدول، إذ تغطي الرياح والغاز والفحم والطاقة النووية عادةً الجزء الأكبر من الطلب على مدار العام، وفق ما جاء في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

ويتوقع العلماء أن يجعل تغير المناخ موجات الحر من النوع الذي عانى منه جنوب أوروبا هذا الصيف أكثر تكرارًا وحدة في السنوات المقبلة، ما يزيد العبء على البنية التحتية للطاقة في أوروبا.

إنتاج الطاقة الشمسية في أوروبا

تُعدّ إسبانيا واليونان من بين الدول التي قامت بتركيب المزيد من الألواح الشمسية في مواجهة الارتفاع القياسي لأسعار الطاقة العام الماضي (2022)، وسعيًا إلى زيادة أمن الطاقة المرتبط بغزو روسيا لأوكرانيا.

أضافت إسبانيا رقمًا قياسيًا قدره 4.5 غيغاواط من الطاقة الكهروضوئية الشمسية العام الماضي (2022)، ما أدى إلى إنتاج الطاقة الشمسية في يوليو/تموز -وهو عادةً أحد الأشهر المشمسة- أعلى من أيّ شهر حتى الآن، حسبما قالت شركة "ريد إلكتريكا" الإسبانية لمشغّل شبكة الكهرباء.

وأظهرت بيانات من شركة "أمبر" الأميركية أن الطاقة الشمسية وفّرت ما يقرب من 24% من الكهرباء الإسبانية في يوليو/تموز 2023، ارتفاعًا من 16% في يوليو/تموز 2022، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

غطّت الطاقة الشمسية ما يقرب من نصف الطلب الزائد، الذي بلغ 1.3 غيغاواط، عندما أدى ارتفاع درجات الحرارة والطلب على التبريد إلى ذروة الطلب على الكهرباء في صقلية، في 24 يوليو/تموز، وفقًا لبيانات "رفينيتيف".

وبلغ إنتاج صقلية من الطاقة الشمسية -في الشهر الماضي- أكثر من ضعف إنتاج يوليو/تموز 2022.

من جانبها، قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في اليونان (IPTO)، إنه خلال ذروة الطلب على الكهرباء هذا العام (2023)، أيضًا في 24 يوليو/تموز، غطّت الألواح الشمسية 3.5 غيغاواط من إجمالي الطلب البالغ 10.35 غيغاواط.

حتى في الدول الغربية الأكثر برودة والأقلّ سطوعًا للشمس مثل بلجيكا، غطت الطاقة الشمسية أكثر من 100% من الطاقة الإضافية اللازمة خلال أوقات ارتفاع الطلب على الكهرباء في منتصف النهار.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مزيج توليد الكهرباء في أوروبا بين عامي 2021 و2023:

مزيج الكهرباء في أوروبا
مزيج الكهرباء في أوروبا

انخفاض الطلب على الكهرباء في أوروبا

يقول المحللون، إن العامل الثاني الذي ساعد باستمرار تشغيل أنظمة الطاقة في أوروبا هذا الصيف، يتمثل في انخفاض الطلب على الكهرباء نسبيًا.

وقد كان هذا هو الحال منذ أزمة الطاقة في أوروبا العام الماضي (2022)، عندما قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى القارة العجوز، في أعقاب العقوبات الغربية بسبب غزو موسكو أوكرانيا.

وما تزال أسعار الطاقة في أوروبا مرتفعة مقارنةً بالمستويات التاريخية، وقد استجاب المستهلكون والصناعات باستهلاك كهرباء أقلّ، وإن كانت الحرارة الشديدة قد تسببت في عدم الالتزام بترشيد الاستهلاك في بعض الأحيان.

عمومًا، كان الطلب أقلّ من المعتاد، إذ كان متوسط استهلاك الكهرباء في إيطاليا في يوليو/تموز 2023 أقلّ بنسبة 4.4% مما كان عليه في يوليو/تموز 2022، في حين انخفض الطلب في إسبانيا بنسبة 3.6%، وفقًا لبيانات رفينيتيف.

أهداف الطاقة الشمسية في أوروبا بحلول 2030

في سياقٍ متصل، حثّت المجموعات الصناعية -في رسالة إلى المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي- صانعي السياسة على تسريع الاستثمارات في شبكات الكهرباء وتعزيز المشروعات التي تجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء، لضمان توسّع الطاقة الشمسية بسرعة كافية لتلبية أهداف تغير المناخ.

ويستهدف الاتحاد الأوروبي إضافة 90 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، مع تقديم 12 دولةً عضوًا في الاتحاد الأوروبي خططها الوطنية المحدّثة للطاقة والمناخ، مع حلول الموعد النهائي لتلقّي الطلبات في يونيو/حزيران 2023.

وبذلك يصل الهدف الإجمالي -في الوقت الحالي- إلى 425 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 335 غيغاواط من السعة المركبة استنادًا إلى الخطط الوطنية المقدمة في عام 2019، وفق ما أفاد به تقرير حديث أصدرته هيئة "سولار باور يوروب" (SolarPower Europe).

وتتوقع الهيئة سيناريو أكثر ترجيحًا، إذ سيُرَكَّب أكثر من 900 غيغاواط من الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا منذ عام 1997 حتى عام 2021:

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا

من بين 12 خطة وطنية محدّثة، ستصل 8 دول إلى هدفها الجديد لعام 2030 قبل 3 سنوات على الأقلّ، مع زيادة الأهداف الجديدة بنسبة 63%، بحسب ما جاء في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

فقد رفعت ليتوانيا هدفها بشكل كبير بنسبة تزيد عن 500%، إلى 5.1 غيغاواط بحلول عام 2023، كما ضاعفت فنلندا (133.3%) والبرتغال (126.7%) وسلوفينيا (105.6%) والسويد (117.9%) أهدافها السابقة بأكثر من الضعف، وزادت إسبانيا هدفها بنسبة 94%.

بالنظر إلى أحدث الأهداف المتاحة، وصلت 4 دول في الاتحاد الأوروبي إلى هدفها المحدد للطاقة الشمسية لعام 2030، وهي إستونيا وأيرلندا ولاتفيا وبولندا.

ومن المرجّح أن تصل 19 دولة إلى هدفها خلال السنوات الـ5 المقبلة، وأن تصل الدول الـ4 الأخيرة إلى أهدافها بين عامي 2027 و2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق