الغاز المسال في ألمانيا.. دعوى قضائية تطارد محطة جديدة بسبب الضوضاء
أسماء السعداوي
تواجه ثاني وحدات الغاز المسال في ألمانيا، على ساحل بحر البلطيق، خطرًا يهدد بقاءها، بعد رفع دعوى ضدها بزعم تأثيرها الضارّ في البيئة.
وانتقدت المنظمة الألمانية لحماية البيئة (DUH)،حصول محطة التخزين وإعادة التغويز العائمة، المملوكة لشركة دويتشه ريغاز (Deutsche ReGas)، على التصاريح البيئية اللازمة، رغم كونها صغيرة للغاية، كما أنها تتسبب في إحداث ضوضاء، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
تسعى ألمانيا لفكّ أغلال اعتمادها على الغاز الروسي القادم عبر خط أنابيب نورد ستريم، الذي انقطعت أواصره بعد الحرب على أوكرانيا، لتدخل أوروبا في أزمة طاقة مازالت تعاني من آثارها حتى الآن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولتجنّب تكرار الأزمة، تخطط ألمانيا لاستبدال كل واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024 المقبل، كما تسارع الخطى لإنشاء محطات الغاز المسال لاستقبال الواردات من الخارج، وإعادة تسييلها وتوزيعها محليًا.
تفاصيل القضية
تقول المنظمة الألمانية لحماية البيئة، إنها رفعت دعوى أمام المحكمة الإدارية الاتحادية لمطالبة الشركة المشغّلة (دويتشه ريغاز) بإلغاء تصريح تشغيل وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة في ميناء لوبمين، قائلة، إن التصريح ينطوي على أوجه قصور.
وفي بيان صحفي، قالت الجماعة البيئية، إن التصاريح البيئية التي حصلت عليها الوحدة لم تغطِّ مركبة التنقل داخل الوحدة، ولا الأثر البيئي في منطقة غرايفسوالدر بودن.
كما أشارت إلى أن حجم الضوضاء الصادر عن المشروع مختلف عن تقديرات الشركات خلال عملية الحصول على الموافقات اللازمة.
يقول المدير العام للمنظمة، ساشا مولر-كرينر في بيان: "ما يحدث حاليًا في لومبين، وما وافقت عليه السلطات، مختلفان".
كما تؤكد المنظمة الألمانية لحماية البيئة أن إسهام ثاني محطات الغاز المسال في ألمانيا قليل، مستشهدة بحجم الغاز المسال الذي استوردته الوحدة خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، والذي كان أقلّ من تقديرات الشركة المشغّلة للمشروع.
وتقول شركة دويتشه ريغاز، إن الطاقة الاستيعابية للمشروع تصل إلى 5.2 مليار متر مكعب، في حين تقول المنظمة، إن الشركة استوردت ما يعادل 7 تيراواط/ساعة من الغاز المسال خلال النصف الأول من عام 2023، وهو يعادل نحو 0.7 مليار متر مكعب سنويًا.
وعادةً ما تستعمل دول أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية، (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز) و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).
محطات الغاز المسال في ألمانيا
استأجرت شركة دويتشه ريغاز، ناقلة الغاز المسال نبتون من شركة توتال إنرجي الفرنسية، لتكون وحدة عائمة لتخزين وإعادة تغويز للغاز المسال في ميناء لوبمين.
افتتح الوحدة المستشار الألماني أولاف شولتس في شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023)، بهدف استقبال الغاز المسال المستورد بحرًا، وتحويله إلى غاز مجددًا.
ومن المقرر أن تُسهم ثاني محطات الغاز المسال في ألمانيا بنحو 5% من الطلب المحلي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كانت أولى محطات استيراد الغاز المسال العائمة قد دُشِّنت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)، على شاطئ بحر الشمال.
ومن المتوقع أن تدخل 5 وحدات أخرى استأجرتها حكومة ألمانيا حيز التشغيل خلال عامي 2024 و2025، بسعة تحويلية متوقعة تصل إلى 27 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
كما اعتمد البرلمان الألماني خطة حكومية في العام الماضي (2022)، لإنشاء محطات الغاز المسال العائمة خلال المدة بين عامي 2022 و2038، بقيمة 9.8 مليار يورو (10.8 مليار دولار).
موضوعات متعلقة..
- محطات الغاز المسال في ألمانيا تكلف خزانة الدولة أكثر من 10 مليارات دولار
- مسؤول: 6 مشروعات عملاقة لاستيراد الغاز المسال في ألمانيا
- تطوير محطات الغاز المسال لاستعمال الهيدروجين في ألمانيا
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال أرامكو في صدارة كبرى شركات النفط العالمية (رسوم بيانية)
- الطاقة الكهرومائية في 6 آلاف سنة.. من الساقية إلى التوربينات الحديثة (صور)
- الموقف الإيراني من حقل الدرة والمفاوضات مع السعودية والكويت (مقال)