الطاقة المتجددة في الهند تنتعش بصفقة جديدة.. ما دور قطر؟
أحمد بدر
يستعد قطاع الطاقة المتجددة في الهند للحصول على دفعة قوية، مع إعلان شركة "أداني إنرجي سوليوشنز" تمكّنها من تحقيق إغلاق مالي لمشروعها الأخضر، وذلك بالتزامن مع إعلان جهاز قطر للاستثمار شراء أسهم بقيمة 500 مليون دولار في شركة "أداني غرين إنرجي".
وأعلنت الشركة الهندية، اليوم الإثنين 7 أغسطس/آب (2023) أنها حققت إغلاقًا ماليًا للمشروع الأخضر عالي الجهد بتقنية "إتش في دي سي" بقيمة مليار دولار، وفق تقرير نشرته منصة "إنرجي ورلد" التابعة لموقع "إيكونوميك تايمز"، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن يوفر مشروع الطاقة المتجددة في الهند، الذي يقع على مساحة 80 كيلومترًا، ترقية تكنولوجية لمدينة مومباي، وذلك بعد إتمام أعمال الربط، التي من المفترض أن تبدأ في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2023).
أهمية الاستثمارات القطرية للهند
اشترى جهاز قطر للاستثمار -في صفقة منفصلة- أسهمًا بقيمة 500 مليون دولار في "أداني غرين إنرجي"، إذ قالت مصادر، إن الجهاز الخليجي القوي حصل على نسبة تبلغ 3% من أسهم الشركة المتخصصة بالطاقة المتجددة في الهند وخارجها، وفق ما نشرت وكالة بلومبرغ.
وتعتمد شركة "أداني" الهندية بقوة على صفقة الشراء الجديدة، إذ تتجاوز الدعم المالي إلى دعم من نوع آخر، في ظل بحثها عن الثقة، وهو ما يقدّمه جهاز قطر للاستثمار حاليًا، مما يساعدها في الخروج من أزمة أثارتها شركة الأبحاث "هيندنبرغ ريسيرش" الأميركية.
ووجّهت الشركة البحثية الأميركية، في يناير/كانون الثاني الماضي 2023، اتهامات بالاحتيال ضد "أداني"، وهو ما يجعل الصفقة استثمارًا رئيسًا ومهمًا للشركة الهندية، ينقذ سمعتها، بالإضافة إلى توفير المال اللازم لمشروع الرابط الأخضر بتقنية "إتش في دي سي"، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يخصّ المشروع الأخضر، قالت شركة "أداني إنرجي سوليوشنز"، إن توفير الإغلاق المالي الناجح للمشروع بقيمة مليار دولار، سينعش قطاع الطاقة المتجددة في الهند، إذ سيمكّن من زيادة تخضير شبكة مومباي، عبر توفير مزيد من الكهرباء النظيفة للمدينة، مع زيادة الطلب على الطاقة.
وتتفوق تقنية نقل الرابط الأخضر ذي الجهد العالي "إتش في دي سي" على التقنيات التقليدية الأخرى، لأنها تعمل على استقرار شبكات توزيع الطاقة، إذ قد تؤدي الأحمال الجديدة المفاجئة أو انقطاع التيار الكهربائي في جزء واحد من الشبكة إلى مشكلات في التزامن وفشل متتالٍ.
وتعدّ هذه التكنولوجيا الوحيدة المناسبة للجزر التي تستعمل فيها الخطوط البحرية لشراء إمدادات الطاقة وتقلّص نسبة إهدار الطاقة، كما يجب أن تضخ الخطوط كميات إضافية تبلغ 1000 ميغاواط من الطاقة المتجددة، لضمان عدم انقطاع الإمدادات مستقبلًا.
زيادة حصة الطاقة المتجددة
أعلنت شركة "أداني إلكتريستي مومباي" -وهي أكبر شركة لتوزيع الكهرباء- زيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة إلى 60% بحلول عام 2027، وهو ما يضمن تقديم مستقبل أكثر إشراقًا واخضرارًا للمدينة الهندية.
ويعدّ المشروع الجديد أحد أهم خطوات التحول إلى الطاقة المتجددة في الهند، إذ سيساعد بتسريع إزالة الكربون في مدينة مومباي، لذلك تحرص الشركة على تقدير شركائها المصرفيين الذين يدعمون إتمام صفقة الإغلاق المالي بسلاسة، وفق ما جاء في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن الاتحاد المصرفي الذي يموّل مشروع الرابط الأخضر في مدينة مومباي الهندية، يضم 9 بنوك دولية، منها "دي بي إس بنك" و"إنتيسا سان باولو" و"ميزوهو بنك" الياباني و"إم يو إف جي بنك" و"بنك سيمنس" و"سوسيتيه جنرال".
ومن المتوقع أن يصل الطلب على الكهرباء في مومباي إلى 5 آلاف ميغاواط بحلول عام 2025، من ذروة الطلب الحالية البالغة 4 آلاف ميغاواط، إذ تمتلك المدينة -التي تأخذ شكل الجزيرة- نحو 1800 ميغاواط فقط من طاقة التوليد المضمنة، بينما تواجه ممرات النقل الحالية مخاطر تقييد السعة.
موضوعات متعلقة..
- تركيبات الطاقة المتجددة في الهند تسجل طفرة.. وتتجاوز أرقام 2022
- الطاقة المتجددة في الهند تزود جهات حكومية بـ300 ميغاواط من الكهرباء
- خطط الطاقة المتجددة في الهند تضغط على الشركات لتلبية الطلب على الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- الموقف الإيراني من حقل الدرة والمفاوضات مع السعودية والكويت (مقال)
- خبير أوابك: الاستثمار في مصافي التكرير ضرورة.. و2050 ليس نهاية النفط والغاز
- محطة نور ميدلت 2 للطاقة الشمسية.. بوابة المغرب لتخزين الكهرباء (إنفوغرافيك)