وقف مشروعات طاقة الرياح في اليابان.. تفاصيل 24 ساعة من الأحداث الساخنة

لا تُسهم طاقة الرياح في اليابان بحصّة كبيرة في مزيج الكهرباء، إلّا أن هناك تطورًا جديدًا قد يُنذر بتفاقم الأمور وتوقّف عددٍ من المشروعات المتوقع إنشاؤها هناك.

وقررت السلطات تعليق إقامة مشروعات لتوليد الكهرباء النظيفة من طاقة الرياح، بسبب مخاوف من تأثيرها في الطيور المهددة بالانقراض، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جابان تايمز" المحلية (The Japan news)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك بعد أقلّ من 24 ساعة على فضيحة فساد متعلقة بهذا القطاع، بطلها البرلماني عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، أكيموتو ماساتوشي.

وتعدّ طاقة الرياح في اليابان إحدى أدوات الحكومة لزيادة إسهامات الطاقة النظيفة إلى ما بين 36 و38%، وخفض الانبعاثات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 46% بحلول عام 2030، وصولًا إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتُشير أحدث التقديرات إلى أنه كان هناك نحو 2500 توربين رياح في اليابان حتى عام 2019، أسهمت بـ0.7% في مزيج الكهرباء، ومن المستهدف زيادة تلك النسبة إلى 5% بحلول عام 2030، وفق أهداف خطة الطاقة الإستراتيجية السادسة.

أخطار على الطيور النادرة

تمثّل الطاقة النظيفة في اليابان طوق نجاة للدولة الآسيوية لخفض الاعتماد على واردات النفط والغاز المسال من الخارج.

ويحظى توليد الكهرباء من طاقة الرياح في اليابان باهتمام خاص على مدار السنوات الأخيرة.

يقول أحد المسؤولين في قسم الحياة البرية بوزارة البيئة، إن هناك العديد من مشروعات الرياح في الغابات الجبلية بأنحاء مختلفة من اليابان.

يُعزى ذلك الاهتمام لعدّة أسباب، منها أنه يتّسق مع خطة الحكومة لإزالة الكربون لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أسهم الابتكار التكنولوجي في خفض تكاليف تلك المشروعات، وهو ما فتح شهية المستثمرين لتحقيق عوائد أكبر.

وفي مايو/أيار 2023، طلبت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة من شركة "غرين باور إنفستمنت كوربوريشن" مراجعة خطّتها لإقامة مزرعة لتوليد الكهرباء من الرياح في اليابان، بين مقاطعتي شيغا وفوكوي، وذلك بصورة جذرية.

وقالت الوزارة -في معرض تبريرها للطلب-، إن هناك مخاوف محتملة كبيرة لاصطدام الصقور الجبلية والنسور الذهبية بتوربينات الرياح.

كانت الشركة -ومقرّها طوكيو- تخطط لإقامة 39 توربين رياح بطول 188 مترًا داخل مزرعة بمساحة 830 هكتارًا.

من جانبها، قدّمت الشركة تقارير بشأن الأثر البيئي لمزرعة الرياح في شهر مارس/آذار من العام الماضي (2022)، ونصّت على أن النسور الذهبية لا تعيش بالمنطقة.

في المقابل، قالت إحدى الجماعات المعنية بالحفاظ على الطبيعة وجهات أخرى، إن المنطقة بها زوجان من النسور الذهبية و11 زوجًا من الصقور الجبلية.

ولبناء مزارع الرياح في اليابان، يجب الالتزام بتوجيهات وزارة البيئة الخاصة بحماية الطيور عند اختيار مواقع الإنشاء، بالإضافة لاتخاذ خطوات من شأنها منع اصطدام الطيور بتوربينات الرياح.

وأرسلت وزارة البيئة ومقاطعتا شيغا وفوكوي خطابًا لوزارة الاقتصاد قالوا فيه، إن الشركة لم تقم بالجهود الكافية لتنفيذ خطّتها لبناء مزرعة الرياح.

وردًا على ذلك، قالت الشركة، إنها ستدرس التوصية بحرص، وستفكّر مليًا في خطواتها المقبلة.

ورغم أن التوصيات الخاصة بحماية الطيور غير مُلزمة قانونًا، فإنه يصعب الحصول على موافقات رسمية للمشروعات دونها.

وبحسب موقعها الرسمي، قدّمت وزارة الاقتصاد 61 توصية تتعلق بالأثر البيئي لمشروعات الرياح في اليابان، نالت تلك الخاصة بحماية الطيور النادرة المهددة بالانقراض النصيب الأكبر منها بعدد 47 مشروعًا.

مخاوف وتحديات بحاجة لحلول

ثمة مخاوف تنتاب نشطاء البيئة بشأن تأثير مشروعات الرياح في اليابان على الجهود الجارية لحماية الطيور من خطر الانقراض.

وبالفعل، كان هناك العديد من الحوادث التي تعرضت فيها طيور جارحة مثل النسور الذهبية والصقور الجبلية للخطر بسبب توربينات الرياح داخل اليابان وخارجها، وهو ما دعا لإحداث توازن بين جهود إزالة الكربون والحفاظ على السلالات المهددة بالانقراض.

ويوجد العديد من مشروعات الرياح في اليابان التي لا تأخذ في الحسبان سلامة الطيور الجارحة المهددة بالانقراض.

وبحسب تقديرات، يوجد نحو 500 نسر ذهبي و1800 صقر جبلي في اليابان.

وتُشير الجمعية اليابانية للحفاظ على الطبيعة -ومقرّها طوكيو- إلى أن الصقور الجبلية والنسور الذهبية كانت تعيش في 52%و21% على الترتيب في مواقع مقترحة لإقامة مشروعات الرياح البحرية خلال عام 2018 وما يليه.

يدعو أحد ممثلي الجمعية أصحاب المشروعات لتجنّب إقامة توربينات الرياح في المناطق التي تعيش فيها تلك الطيور، وقال: "عمومًا، لا تأخذ تلك الشركات عوامل البيئة في الحسبان".

فضيحة فساد

في سياق متصل، تعرَّض قطاع طاقة الرياح في اليابان، لهزّة قوية بعد اتهام أحد كبار داعميه، وهو البرلماني عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، أكيموتو ماساتوشي، بتلقّي رشاوى من إحدى الشركات المطورة "جابان ويند ديفيلوبمنت "Japan Wind Development".

كان البرلماني أحد كبار المسؤولين عن الترويج للطاقة المتجددة، في الحزب الحاكم بقيادة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، كما اشترك في صياغة مسودة قانون لتسهيل دمج خطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، بحسب هيئة الإذاعة والتلفاز.

تتهم النيابة العامة شركة "جابان ويند ديفيلوبمنت" بتقديم مبلغ مالي كبير إلى البرلماني أكيموتو ماساتوشي، للحصول على دعمه للفوز بمشروعات بحرية حكومية.

من جانبها، تنفي الشركة أيّ تعاملات غير مشروعة، وقالت، إن لديها من الأدلة ما يؤكد أنها لم تَرْشُ أيّ مشرّعين أو موظفين حكوميين، على الإطلاق.

توليد الكهرباء من طاقة الرياح في اليابان

وضعت طوكيو هدف زيادة قدرات توليد الكهرباء من الرياح في اليابان إلى 140 غيغاواط بحلول عام 2050، مقارنة بـ5 غيغاواط حاليًا.

وتقول الجمعية اليابانية لطاقة الرياح، إنه من المتوقع أن تُلبي الرياح نحو ثُلث الطلب على الكهرباء، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يقول رئيس الجمعية غين كاتو، إن هناك حاجة لوضع هدف واضح لجذب المستثمرين الأجانب وبناء سلاسل توريد محلية.

وبحسب الجمعية، يتعين على اليابان -خامس أكبر مُطلق لانبعاثات الكربون في العالم- زيادة قدرات توليد الكهرباء من الرياح البحرية إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2050، للمساعدة في خفض الانبعاثات.

يُشار إلى أن القدرة المركبة للرياح في اليابان بلغت 5 غيغاواط بحلول نهاية عام 2022 المنصرم، أسهمت الرياح البحرية بـ0.14 غيغاواط فقط.

موضوعات متعلقة..

• طاقة الرياح في اليابان تُطيح ببرلماني شهير وشركة مطورة
• طاقة الرياح البحرية في اليابان تنتعش بـ600 توربين جديد
• تطوير طاقة الرياح البحرية في اليابان يجذب الاستثمارات البريطانية

اقرأ أيضًا..

• واردات الأردن من النفط العراقي تقفز 50%
• مستشار وزير الطاقة الجزائري: ثروة ضخمة في غار جبيلات.. وهذه تطورات احتياطيات المعادن (حوار)
• أكبر مصافي التكرير المرتقبة في الشرق الأوسط قبل عام 2030